القاهرة- نغم شاكر- وكالة AAC NEWS
شهدت تونس خلال الأسبوع الماضي احتجاجات واسعة في العاصمة، غالبيتها كان رافضا لممارسات فصيل الإخوان، الذي يسعى للسيطرة على مفاصل الدولة، من خلال فرض أجندته الموالية لجهات خارجية على رأسها تركيا ولو على حساب المواطنين.
وقام المتظاهرون بإحراق إطارات السيارات، وإلقاء الحجارة على رجال الشرطة، الذين اعتقلوا ما يزيد على 600 شخص، معظمهم من المراهقين وصغار السن واتهموهم بكسر حظر التجول المفروض بسبب كورونا وإتلاف الممتلكات العامة.
وبالرغم من الانتشار الأمني المكثف، تمكن المحتجين من إغلاق شارع الحبيب بورقيبة، في العاصمة تونس، رافعين شعارات تطالب بإسقاط النظام، واستقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي.
وتعكس هذه الاحتجاجات تفاقم الغضب الشعبي في البلاد، بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع مستوى البطالة وتردي الخدمات العامة.
وتتزامن هذه الحركات الاحتجاجية مع اتهامات بالفساد المالي والسياسي توجه لقادة حركة النهضة، ووزرائها في الحكومة، إضافة لتعنتها ورفضها الانحياز لمصالح الشعب التونسي، في مقابل التمسك بما يخدم أهداف التنظيم الدولي للجماعة الظلامية.
وفي المقابل يعاني الاقتصاد التونسي من أزمة قاسية تهدد مؤسسات البلاد المتعثرة، كما أن الحكومات الموالية للإخوان أدخلت البلاد في نفق مظلم، يقول الخبراء أن الخروج منه أمرا ليس سهلا.
والشهر الماضي، تنبأت الكاتبة التونسية ريم بالخذيري بحدوث مظاهرات قائلة “هذا التهاون والخذلان الذي حصده الشعب التونسي من الطبقة السياسية يمهّد بما لايدع مجالا للشك لثورة دموية تكون ضحيتها الدولة التونسية التي جاهد من أجل بنائها الآباء المؤسسون، و على رأسهم الحبيب بورقيبة”.
ويبدو أن الأوضاع فى تونس لن تهدأ خاصة بعد وفاة شاب إثر إصابته خلال المواجهات بين قوات الشرطة والمحتجين، ورغبة البرلمان للمصادقة على التعديل الوزاري المقدم من رئيس الحكومة هشام المشيشي.
لذلك طالب العديد من المتظاهرين أمام مقر البرلمان اليوم (الثلاثاء)، بسحب الثقة من رئيس مجلس النواب زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، محملين الحركة الإخوانية المسؤولية عما آلت إليه الأمور في البلاد.
ومنذ 10 سنوات تتحكم حكومات الإخوان في المشهد بتونس، ولم يحصد التونسيون في هذه المدة إلا مزيدا من المعاناة والفوضى الأمنية والمجتمعية، وهو ما قد ينذر بسقوط الدولة وفق مراقبون.
وبغرض إشعال الأوضاع في تونس دعا رئيس مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية، عبد الكريم الهاروني، أنصاره إلى النزول للشارع للتصدي للمظاهرات السلمية، مما قد ينذر بحرب أهلية وشيكة وفق مراقبون.