قال الدكتور مسعود السلامي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الزيتونة، إن الأزمة السودانية لها تأثير كارثي على الأمن القومي الليبي خاصة وأن البلاد تشهد حالة من الإنقسام الحاد لم تشهد لها مثيل، ويمكن أن يتحول الجنوب الليبي ملاذا آمنا للقوات المنهزمة في الحرب الدائرة هناك، خاصة وأنه يعد منطقة رخوة في الخاصرة الليبية.
وأشار السلامي، في تصريحات خاصة لـ ” وكالة AAC الإخبارية ” إن الحرب المشتعلة في السودان لها تأثير سلبي على الأوضاع الاقتصادية في ليبيا، فلقد زادت وتيرة تهريب الوقود من ليبيا إلى السودان في الأيام الماضية، فضلا عن تهريب كثير من المواد الغذائية بنسبة قد تصل الى 50%، مضيفا أن التخوف الحقيقي هو تحول هذا الصراع الى صراع جيوستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة والذي قد يمتد من جنوب ليبيا والسودان والبحر الأحمرليصل إلى مشارف الجزائر .
وأضاف السلامي، أن الأزمة السودانية ليس لها تأثير على ليبيا فحسب، وإنما الهدف منها ضرب الأمن القومي العربي في مقتل وفي القلب منه مصر التى تعد أكبر دولة في العالم العربي، وخاصة أن هناك أطرافا إقليمية ودولية تريد إضعاف الجيش السوداني فى مواجهة التغول الإثيوبي على الحقوق المائية لكلا من مصر والسودان في مياة النيل
ونوة السلامي، إن أزمة السودان سيكون لها تداعيات خطيرة خلال الفترة الحالية والقادمة نظرا للثقل السكاني للسودان، فضلا عن الموقع الجغرافي الهام للغاية حيث يفصل العالم العربي عن افريقيا، واطلال السودان على أهم مجرى مائي في العالم وهو نهر النيل.
وحذر السلامي، من التهديد السوداني وإنه ليس منحصرا على الدول المجاورة بل سيمتد إلى المنطقة العربية، وعلى رأسها دول الخليج العربي مطالبا في الوقت نفسة بوضع استراتيجية عربية لوقف هذا التصعيد في السودان.