علق الخبير القانوني سليمان الشويهدي، على قرار الطعن المقدم ضد قرار مجلس النواب القاضي بتكليف المستشار الصديق الصور نائبًا عامًا لليبيا، بالقول: في البداية يجب معرفة أن منصب النائب العام يعد ذا طبيعة مختلطة قضائية تنفيذية، فالنائب العام هو الأمين على الدعوى الجنائية أو ما يعرف بالدعوى العمومية، وفي التنظيم القضائي يختص النائب العام بسلطتين وهما سلطة التحقيق وسلطة الاتهام، كما أنه يعد الرئيس الأعلى لمأموري الضبط القضائي ويملك شرعية الحبس الاحتياطي.
و أضاف الشويهدي وفي تصريحات خاصة لموقع “العين الإخبارية”: من يمتلك تلك السلطات لا بد أن يتصف باستقامة المسلك والانضباط والتشبع بفهم القانون وروح العدالة وفي الوضع الليبي القائم يضاف لذلك صفة أخرى يتطلبها ذلك المنصب، وهي ألا يكون ذا ميول أو انحياز لطرف سياسي معين، وهي جميعًا صفات يعلم الجميع بتمتع المستشار الصديق الصور بها أي إن قرار تكليفه من قبل مجلس النواب كان غاية في الصواب.
وتابع الشويهدي حديثه: والذي حصل قبل عام ونصف يعد سابقة في ليبيا حيث اتفقت السلطات المختلفة المتصارعة (مجلسي النواب والدولة) لسنوات على رجل واحد وهو الصديق الصور.
وأكمل: ذلك التوافق الفريد من نوعه لم يكن فقط نتاج الخيار الصحيح المتمثل في الرجل، بل إن أولئك المتصارعين سلكوا أيضًا جميع المسالك القانونية المتبعة والصحيحة، ومنها اختيار المجلس الأعلى للقضاء خلال انعقاده يوم 12 أبريل 2021 للمستشار الصديق الصور، وذلك بحصوله على 12 صوتًا من أصل 14 كما صوت مجلس النواب في 2 أكتوبر 2021 على اختياره نائبًا عامًا، ووافق مجلس الدولة على ذلك في تصويت حسم لصالح الصديق الصور.
وذلك يعني بحسب الخبير القانوني أن جميع الإجراءات المتبعة صحيحة تمامًا، فالرجل انتخب ورشح من السلطة القضائية وصادقت على ذلك السلطة التشريعية المتمثلة في البرلمان، كما أن السلطة الاستشارية المتمثلة في مجلس الدولة صوتت عليه بالموافقة، متسائلًا: أين الأمر غير الدستوري في ذلك؟.
وأردف: بعد صدور القرار لم يطعن أحد فيه، بل إن الصديق الصور برهن للجميع أنه الخيار الصحيح، وذلك بعد أن فتح ملفات فساد المسؤولين التي كان غيره يخاف من ذكرها، وذلك ما جعل جميع المتنافسين في ليبيا من حكومة الدبيبة وحكومة فتحي باشاغا ومجلس النواب والدولة والرئاسي وجميع من في ليبيا ينصاعون لقراراته وأوامره.
الشويهدي ختم: الصديق الصور أضحى يحظى باحترام الجميع، متسائلًا باستغراب: بعد كل تلك المدة وكل تلك الإنجازات كيف يأتي من يطعن في صحة تكليفه اليوم؟.