لم يترك الصادق الغرياني المفتي المعزول من مجلس النواب، والمحسوب على تيار جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، والمدعوم من تركيا، فرصة للتحريض على الفوضى وإراقة الدماء إلا وقاتل من أجل إثارتها وإشعال الفتن، حتى وصل شره إلى خارج الحدود ليدخل على خط الدعوات للتظاهر غدًا 11/11 في الدولة الجارة والشقيقة مصر، ولم يكتف بما لحق ببلاده من خراب ودمار.
تاريخ الغرياني، الذي يقيم في تركيا- حافل بالتحريض على القتل وإشعال العنف وانقسام البلاد ونهب ثرواتها لصالح دولًا بعينها، ويعمل وفق أجندة تخدم التنظيم الإرهابي وتهدف لانهيار دول الشرق الأوسط.
ويقدم الغرياني خدماته الشيطانية حتى خارج حدود ليبيا ليهاجم قادة دول شقيقة ويحرض على العنف فيها والخروج على الحاكم.
ولم يكتف مفتي الدم وزعيم الجماعات الإرهابية في ليبيا، الصادق الغرياني، بما حل ببلاده من دمار وخراب جراء فتاويه التي أضلت آلاف الشباب، لكنه راح “ينعق” بأمر من الجماعة الإرهابية، لنشر الخراب والفوضى في دول الجوار، وخاصة مصر عبر فتاويه، ودعم الدعوة للتظاهرغدا الجمعة، في محاولة لزعزعة استقرار البلاد بالترويج للشائعات وقلب الحقائق.
ومع النجاح الذي تحققه مصر على كافة المجالات، وأحدثها استضافتها لقمة المناخ “كوب 27″، تسعى الجماعة الإرهابية من أجل تحقيق أهدافه الخبيثة، في الاستعانة بشخصيات مثيرة للجدل لطالما حرضت على العنف والإرهاب، كـ”ذراع ديني” ضمن أدواته الخفية.
وقال المفتي المعزول الصادق الغرياني، عبر قناته الفضائية “التناصح”:” أطلب من المسلمين في مصر واليمن والعراق وليبيا بالخروج لإسقاط الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فالفرخة في مصر ثمنها 150 جنيها أي نصف مرتب الموظف”.
ومن جانبه قال وليد مؤمن الفارسي الخبير السياسي الليبي، إن دور مصر كبير، وعظيم في مساندة الشعب الليبي، ولهذا يعاديها تنظيم الإخوان وعلى رأسه الغرياني.
وتابع أن الغرياني تحركه أجندات خارجية، ولذلك يقف ضد مصر التي تدعو لحل نهائي للأزمة الليبية بملكية ليبية خالصة وبإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية ونزع سلاح المليشيات وحلها بما يضمن أن يكون القرار الليبي حراً بعيداً عن أي ضغوط.
وأشار السياسي الليبي في تصريحات صحفية، إلى أن الغرياني سبق وأصدر مثل هذه الفتاوى الهدامة والتخريبية، ولكنها لم تجد أي صدى لا في داخل ليبيا ولا خارجها، إذ أصبحت مخططاته مكشوفة ومرفوض من الجميع.
وأردف، أن ما يقوله الغرياني لا يعدو هرتكات وتخريفات على شاشة مملوكة له، وليس له أي سوق في الخارج، خاصة بعد انكسار شوكته بعدما افتتح مدارس دينية وعزف عنها الشعب الليبي.
واختتم حديثه قائلا إن مصر أكبر من الغرياني، وألف غرياني آخر، ولن تهز رملة من ترابها هذه الدعوات الهدامة، من شخصيات لا وزن لها، وسبق وتحدت مصر العالم كله في 2013 حين استجابة لصوت الشعب الذي انتفض ضد التنظيمات الإرهابية ولفظهم إلى الأبد.
ومن جانبه يؤكد السياسي والحقوقي الليبي محمد صالح جبريل اللافي، أن الغرياني هو عراب الفوضى في البلدان العربية، والسبب في كل ما وصلت إليه ليبيا من خراب ودمار.
وتابع في تصريحات صحفية، أن الغرياني يطمح في زعامة التنظيمات الإرهابية بعد وفاة أغلب قادته، ويريد أن يكتسب دعم بقايا أعضاء هذه التنظيمات، ولذلك يمارس هذه الفوضى الدعائية التخريبية.
ونوه بأن الغرياني على عداء مع الدولة المصرية التي تقف له ولأمثاله كالشوكة، وصد منيع لحماية الأمن القومي العربي، ودورها الشريف والعظيم في ليبيا يزيد من هذا العداء من قبل الغرياني.
ولفت إلى أن الغرياني أصبح يعرف لدى الليبيين بمفتي الفتاوى “الشاذة”، فقد سبق وحرم الحج والعمرة، وطالب ببذل ثمنها للمليشيات لقتال الجيش الليبي، كما يعرف عنه دعم الهجمات الإرهابية التي تقوض الأمن والاستقرار في المناطق الآمنة واستهداف النفط، مصدر قوت الليبيين الأكبر، واعتبار الممتلكات العامة والخاصة فيها غنائم حرب لمن يصفهم بـ”الثوار”.
وكان مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، حرّض في شهر يونيو، حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، على إعلان الحرب على شرق ليبيا وقتال حكومة فتحي باشاغا والجيش الليبي، من “أجل تحرير الحقول النفطية”.
وطلب الغرياني، من حكومة الدبيبة عدم السكوت عن ذلك والتهاون مع من زعم أنهم تسببوا في خسارة كبيرة للبلاد تقدّر بالمليارات.
كما أضاف أن “هؤلاء لا تجوز معهم المصالحة وإنما لابدّ من إقامة القصاص وإيقاع العقوبة الشرعية عليهم وأنّه يجوز قتالهم حتى ينتهوا”، مشدداً على أنه “لن يسمح لأحد بأن يقول إن ذلك يعتبر إراقة للدماء، لأن إراقة دمائهم سينهي دماء أكبر”.
وفي منتصف نوفمبر من العام الماضي، أطلق مفتي الجماعات الإرهابية بليبيا، الصادق الغرياني، دعوة إلى الميليشيات المسلحة للخروج إلى الساحات من أجل منع الانتخابات عن طريق حمل السلاح.
ودعا الغرياني، والذي يوصف بـ”مفتي الفتنة والإرهاب والدّم”، خلال أحدث ظهور تلفزيوني له عبر قناة “التناصح” المملوكة لشخصيات تابعة للتنظيمات المتشددة بليبيا، من وصفهم “بالقوة الفاعلة والثوار والوطنيين والأحرار” إلى الاجتماع وتوحيد الصفوف، وأن يصدروا “بياناً قوياَ مصحوباً بقعقعة السلاح” وأن “لا يسمحوا أبدا بالانتخابات”.
وشنّ الغرياني الذي اشتهر بفتاويه ومواقفه المناصرة لتركيا ولتنظيم الإخوان، هجوما تحريضيا على المسؤولين في منطقة الشرق الليبي على رأسهم قائد الجيش الليبي خليفة حفتر و نواب البرلمان، وقال إنه يجب منعهم من دخول الانتخابات.
ويقود المفتي المعزول حملات التحريض على مقاطعة الانتخابات ومنعها في ليبيا، ومعه المليشيات المسلحة في منطقة الغرب الليبي ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري وكذلك قيادات تنظيم الإخوان، الذين يرفضون إجراء الانتخابات بالقوانين التي أصدرها البرلمان واعتمدتها المفوضية العليا للانتخابات، ويرفضون كذلك ترشح سيف الإسلام القذافي لها وكذلك حفتر، كما توعدوا الناخبين الراغبين في المشاركة بها، وهو الخطاب الذي أدّى إلى عزوف المشاركين على استلام البطاقات الانتخابية.
ويشار إلى أن الغرياني أصبح منذ عودته إلى ليبيا، أحد أبواق حكومة الدبيبة وتحوّلت فتاواه إلى سلاح في النزاع السياسي الحالي في البلاد، حيث دعا في أكثر من مرة إلى بقائها في السلطة.
كما أصدر فتوى حرّم فيها على الليبيين التعاون مع حكومة فتحي باشاغا المكلفة من البرلمان، وطالب المؤسسة الوطنية للنفط، ومصرف ليبيا المركزي بالتعاون مع حكومة الدبيبة فقط، والتخلص مما وصفه بـ”الهيمنة الأجنبية والمحلية”.
وسبق أن التقى الدبيبة مع الغرياني، في اجتماع أثار جدلا واسعا في ليبيا، واعتبره مراقبون بمثابة تحالف بين الرجلين يهدف إلى حصول الدبيبة على دعم الغرياني الذي يمتلك نفوذا واسعا على تنظيم الإخوان والجماعات المتطرفة، من أجل البقاء في السلطة.