منار الكيلاني – وكالة AAC الإخبارية
تتمتع الجزائر بزخم تراثي وثقافي كبيرين في رمضان، فهناك تختلف الطقوس الرمضانية من منطقة لأخرى، حيث يحظى الشهر الكريم في هذه البلاد بأجواء فريدة، الشوارع الجزائرية تبتهج بها الحياة من جديد كل عام بالعبادة والمتعة والترفيه.
تبدأ التحضيرات قبل رمضان بأيام أي تبدأ النساء بشراء مستلزمات المطبخ قبل حلول الشهر وتهيئة المنزل من خلال تنظيفه بالماء والورد للسهر. كما تستعد الأسر الجزائرية بإعداد الأطعمة من زيت الزيتون والتمور الرفيعة التي ينتجها الجنوب الجزائري، إلى مختلف أنواع التوابل مثل (رأس الحانوت، والفلفل الأحمر وغيرها).
“صح رمضانكم” هي التهنئة المتعارف عليها بين أهل الجزائر بمناسبة شهر رمضان، وتكون قبل حلول الشهر الفضيل بأيام وبعد أن يهلَّ هلاله.
هناك طرق متنوعة لإعلام الصائمين بوقت الإفطار:
عندما يحل الشهر، يجتمع جميع أفراد العائلة على مائدة الإفطار على غير عاداتهم بسبب الإنشغال بظروف الحياة طوال العام.
يبدأ إعلام الناس بوقت الإفطار عن طريق منارات المساجد ولجأ بعض الناس إلى وسيلة إضافية للإعلام
بدخول وقت الإفطار، وذلك بالنفخ في بوق في اتجاه التجمعات السكانية في الوديان والقرى، وإذا صادف وجود مبنى قديم مرتفع، فإن بعضهم يصعد إلى ظهر ذلك المبنى، ويؤذن من فوقه ليصل صوته إلى أسماع الصائمين.
في القرى النائية والبعيدة، يتابع الصائمون قرص الشمس ساعة المغيب ليتحروا وقت المغرب، ويُعلِموا ذويهم بدخول وقت الإفطار، بل إن الكثير من أهل الجزائر يلجأ إلى الاعتماد على الرؤية البصرية لغروب الشمس، كما يعمد آخرون إلى استخدام آلة تحدث صوتًا تشبه النفير يوم الزحف، واسمها (لاسيران)، والكلمة فرنسية الأصل.
ومن الوسائل المستخدمة للإعلام بدخول وقت المغرب إضاءة مصابيح خضراء فوق المنارات عند الغروب، إيذانًا بدخول وقت الإفطار.
طقوس الإفطار في الجزائر
يقبل الصائمون على الإفطار على التمر واللبن في أغلب الأحيان قبل أداء صلاة المغرب ثم يعودون مجددا إلى المائدة.
تتميز الأكلات الجزائرية في شهر رمضان بالتنوع، لكن أهم ما يميزها هو حضور الشوربة ففي الشرق هناك شوربة الفريك وفي الوسط شوربة الشعيرية وفي الغرب شوربة الحريرة مثلها مثل باقي دول المغرب العربي الأخرى، كما تشتهر المائدة الجزائرية “بالبوراك” الذي لا يغيب عن مائدة رمضان، بالإضافة إلى “الكسكسي” و”الفطير” و”طاجين الزيتون” و “شطيطحة دجاج” و”كاجين الجلبان” و “المثوم” و”الدوبارة” و”البربوشة” عبارة عن كسكس بدون مرق، و”الشخشوخة” هي الثريد الذي يكون مخلوطا مع المرق واللحم، وطبق “الرشتة” وهو الخبز الذي يكون في البيوت، يُقطّع قطعًا رقيقة، ويُضاف إليه المرق، والبريوش -وهو الخبز الطري المتشبّع بالسمن، وأهل العاصمة يسمُّونه “اسكوبيدو” ويؤكل مع الحليب والزبدة وغيرهما.
تتميز منطقة الشرق الجزائري ايضا بطبق (اللحم الحلو) في اليوم الأول من رمضان ، ويصنع من الزؤيب والبرقوق المجفف واللحم وماء الورد والقرفة .. وهو تقليد قديم للمنطقة حتى يستمر الشهر كله بحلاوة اليوم الأول.
ومن عادات أهل الجنوب هو تناول وجبة الإفطار بعد صلاة التراويح والتي تتكون من الكسكسي المعد بالقديد وتعقبها سهرات عائلية يكون فيها الشاي المحضر بالجمر سيد السهرة التي لا تكتمل إلا بترديد الرجال والسيدات التارقيات لأهازيج نابعة من أصالة وثقافة هذا المجتمع.
ويتلى في هذه السهرات العائلية الرمضانية عادة القرآن الكريم أو يُستمتع فيها لنوع من المديح يدعى بـ “الخوميسة” وهو نوع من الغناء التقليدي الذي يردد بدون استعمال آلات الطرب.
كما تُستغل هذه اللقاءات الرمضانية الحميمية لتبادل الزيارات بين العائلات والأقارب والأصحاب وعادة ما تثار فيها قضايا ونقاشات دينية واجتماعية وأخرى ثقافية.وبعد الإفطار وبعد صلاة التراويح تعودت العائلات على السهر سويا حول صينية الشاي والقهوة والحلويات التقليدية أو قضاء السهرة عند أحد الجيران أو الأقارب وفي كل مرة تتكفل إحدى النساء بدعوة الجيران إلى بيتها في كل سهرة.
تنتشر في العاصمة وضواحيها لعبة(البوقالة) وهي تقليد جزائري قديم يقوم على الحكم والامثال الشعبية والتي تتفنن النساء في حفظها و المحافظة على نقلها للجيل الجديد من الفتيات.
الجدير بالذكر أن تسمى السهرات في الجزائر خصوصا في شهر رمضان ب(القعدة) ولها نكهة خاصة فعلاوة على صينية الشاي والقهوة والحلويات تتخللها تجاذب أطراف الحديث وقول (البوقالات) أو (الفال) وهي حكم ومأثورات شعبية تتداول قولها النساء وتحمل في طياتها نظرة تفاؤلية وتنويها بشخص معين وهي عادة مرتبطة دائما بشهر رمضان تشتهر بها العاصمة والمدن المجاورة لها، لذا فهي تزين السهرة وتعطيها نكهة طيبة تميزها عن سهرات أيام السنة الأخرى الجزائر الإجتماعي يعطي نكهة خاصة تجعل أيام رمضان تختلف عن غيرها من سهرات الأيام العادية الأخرى.
ويكثر الإقبال على الحلويات التقليدية خاصة الزلابية وقلب اللوز و القطايف والبقلاوة والمقروط والمحلبي والمحشي.
يعتبر رمضان فرصة متجددة لتستعيد الأسرة الجزائرية حرارة العلاقات الودية بين أفرادها، وللمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة التي يدعو إليها الإسلام
العبادة ركن لا يغيب
تشهد مساجد الجزائر بمختلف ولاياتها إقبالا منقطع النظير من جميع الناس رجالا ونساءا وأطفالا في شهر رمضان الكريم على أداء صلاة التراويح، والاستماع إلى الدروس الفقهية في المساجد وفي الساحات العامة. حتى اضطر كثير من المصلين إلى الصلاة في الساحات العامة والشوارع القريبة من المساجد وتحرص عائلات جزائرية كثيرة على أن تخرج للتراويح مجتمعة، لما في ذلك من ألفة وترويح عن النفس
حلو العيد
تنشط المحلات التجارية وتبدأ الاستعدادات لاحتفالات عيد الفطر
فيحدث المشهد الكرنفالي الذي يجمع بين التجارة والترفيه والسهر. أيضا يعتقد الكثير من الجزائريين بأن عيد الفطر هو عيد الأطفال بالدرجة الأولى لذلك يهتمون كثيرا بأطفالهم في هذه الأيام المباركة.
وفي يوم العيد يتبادل الجيران والأقارب التبريكات والزيارات في مختلف المناطق كسائر المسلمون.
الألعاب التقليدية
كلعبة المرتقبة: وهي لعبة تُشبه لعبة الشطرنج، تلعب على الأرض بين شخصين بواسطة الحصى والنوى، وهي من الألعاب التراثية الشعبية، هذا غير السباقات وألعاب الكرة والألعاب النارية التي يشترك في لعبها الأطفال في جميع دول الوطن العربي.