متابعات – رحمة نصر
أشارات مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، اليوم(الخميس) إلى أن تجاهل الرئيس الأمريكي جو بايدن، لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، على الرغم من مضي أكثر من شهر على تولي بايدن الحكم، دليل على نبرة أمريكية أكثر صرامة حيال تركيا، وأن أنقرة ستستمر في الحصول على هذا البرود في العلاقات ما لم تحسن تصرفاتها بسرعة.
وذكرت المجلة أن بايدن أجرى مكالمات روتينية لزعماء العالم، بيد أنه تجاهل الاتصال بأردوغان، وهو ما اعتبره 10 مسؤولين، في حديثهم لـ”فورين بوليسي”، دلائل على موقف صارم من أمريكا حيال تركيا.
وقالت النائبة عن ولاية فرجينيا أبيجيل سبانبيرجر، إن العلاقة بين البلدين تواجه تحديات كبيرة، ولسنا في موقف يمكننا فيه الاعتماد على تركيا بنفس الطريقة التي اعتمدنا عليها من قبل.
ومن جهة، قال أيكان إردمير، وهو عضو سابق في البرلمان التركي يعمل الآن مع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، هذه هي أدنى نقطة في العلاقات الأمريكية التركية.
نهج تركيا العدواني للسياسة الخارجية يخلق أزمة محتملة في انتظار إدارة بايدن، وأردوغان عالق في مشكلة شراء بلاده لنظام الدفاع الجوي إس – 400 بقيمة 2.5 مليار دولار، وهو على خلاف مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة عبر البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما لا تزال تركيا خاضعة للعقوبات الأمريكية ضد مشتري المعدات الدفاعية الروسية، على الرغم من أن مسؤولين وخبراء أمريكيين سابقين قالوا إن العقوبات لم تكن تهدف إلى الإضرار بالاقتصاد التركي.
من ناحيتها، قالت السفارة التركية في واشنطن، إن أنقرة تولي أهمية قصوى للعلاقات مع الولايات المتحدة وستعمل على تعزيز العلاقات مع إدارة بايدن، وأن تركيا لا تزال عضوًا مسؤولاً وموثوقًا في حلف شمال الأطلسي الناتو.
وأضافت المجلة، لا يمكن لبايدن تجنب أردوغان، لكن يمكنه إبقاء العلاقات الأمريكية التركية على المسار الصحيح، خاصة وأن الرئيس التركي تسبب في كثير من المتاعب لواشنطن في السنوات الأخيرة، لكن السماح لمزيد من العلاقات بالتدهور سيكون كارثيًا.
الحيلة بالنسبة لإدارة بايدن هي الاستمرار في الضغط على تركيا مع الحفاظ على تحالف عسكري عمره عقود، ويشعر بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين بعدم الارتياح تجاه الإجراءات المبكرة لاستراتيجية بايدن، ولا يزالون ينظرون إلى تركيا باعتبارها حصنًا مهمًا على الجانب الجنوبي لحلف الناتو ولا يرون في مغازلة أردوغان لروسيا اتجاهًا دائمًا.