منار الكيلاني – وكالة AAC الإخبارية
في عددها الـ 2023 تقول مجلة اليمامة السعودية إن أول مسحراتى فى العهد الإسلامى كان هو الصحابي الجليل بلال بن رباح، حيث كان بلال رضي الله عنه يجوب الطرقات ليلا لإيقاظ الناس للسحور بصوته العذب، كما طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أول مؤذّن فى الإسلام ومعه ابن أم مكتوم، يقومان بمهمة إيقاظ الناس للسحور.
لمهنة المسحراتي في مصر عبق خاص وطقوس مميزة، ويعود تاريخها للعام 238 هجرية، حيث لاحظ والي مصر أنذاك “عتبة بن إسحاق” أن الناس لا يعرفون تماما ما هو وقت السحور والكثير لا ينتبه له، ولهذا السبب ظهرت مهمة المسحراتي وتطوع هو بنفسه لإيقاظ الناس وقت السحور.
وكان بن إسحاق يطوف القاهرة على قدميه من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط منادياً في الناس: “عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة.” ويقال إنه كان أول مسحراتي في مصر بعصر الدولة العباسية.
ومع وصول الحكم الفاطمي إلى مصر، أصدر حاكم الدولة الفاطمية أمراً لجنوده أنذاك بأن يمروا على بيوت الأحياء ويدقوا الأبواب لإيقاظ النائمين للسحور، ثم تطور الوضع، وعين أولياء الأمر رجلاً للقيام بمهمة المسحراتي كان ينادي: “يا أهل الله قوموا تسحروا”، ويدق على أبواب البيوت بعصىً كان يحملها في يده.
بعد ذلك طور المصريين عمل المسحراتي وأصبح يدق على طبلة بدلا من العصا. وكانت الطبلة تسمى “بازة” وهي صغيرة الحجم يدق عليها المسحراتي دقات منتظمة، مردداً أشعاراً شعبية وأزجالاً خاصة بهذه المناسبة. ثم تطور فصارت تجول ليلاً فرقة يحمل أفرادها الطبل البلدي و”صاجات” يتقدمها المسحراتي، فيقومون بالتسحير من خلال الإنشاد، في مشاركة الشعراء في تأليف القصائد التي كان ينشدها المسحراتي كل ليلة.
مع مرور الوقت، أخذت شخصية المسحراتي بالتطور وتنوعت أساليب عمله، وأُدخلت الآلات الموسيقية في أساليب التسحير، كما اعتمدت الأناشيد، والمدائح، والأدعية في نداءات السحور.
جذبت فكرة المسحراتي عدداً كبيراً من الفنانين والشعراء، أمثال بيرم التونسي وفؤاد حداد وسيد مكاوي الذين نجحوا في نقل المسحراتي من الأحياء والحارات الشعبية الى شاشة التلفزيون والإذاعة. الأمر الذي دفع الممثلن للتطوع لتقديم شخصية المسحراتي في أسلوب فني رائع ومضمون اجتماعي وتراثي. وغالباً ما كان هذا الدور يُدخل روح الدعابة والفكاهة من نداءات التسحير التي كان يطلقها ومنها: قومي يا أم محمد وصحي جوزك بلاش كسل.
الفانوس
ما أن كانت تهل علينا نسائم شهر رمضان حتى تخلع الشوارع عباءتها التقليدية لترتدي ثوبا جديدا بألوان زاهية، فترى الفوانيس وقد صُفّت على الجانبين بإضاءتها الجميلة وألوانها المختلفة.
لا شك في أن فانوس رمضان كان مدعاة للفرح والتباهي بين الأطفال، ثم تحول من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية، فراح الأولاد يطوفون في الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس مطلقين الأغاني والأناشيد، ومن أشهرها الأغنية المصرية “وحوي يا وحويى.”
لم يظهر الفانوس في شكله الحالي إلا منذ مئة عام أو ما يزيد قليلاً، مع بعض الاختلافات البسيطة، بينما كان أول ظهور له في الخامس من شهر رمضان العام 358 هـ، مع دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلاً، حيث أمر القائد جوهر الصقلي فاتح القاهرة بأن يخرج الناس لاستقبال الخليفة وهم يحملون الشموع لإنارة الطريق أمامه.
أما صناعة الفانوس صناعة مزدهرة فحدثت في عهد الحاكم بأمر الله، الذي أمر بألا تخرج النساء من بيوتهن ليلا إلا إذا تقدمهن صبي يحمل فانوسا، كما أمر بتعليق الفوانيس على مداخل الحارات، وأبواب المنازل، وفرض غرامات على من يخالف ذلك.
وللفانوس المصري الكثير من الأشكال أشهرها: البرج، أبو أولاد، النجمة، تاج الملك، مقرنص، شويبس، بيطرده، برلمان، زهرة اللوتس، شق البطيخ، الكرة، الشمامة، وغيرها. ويعتبر الفانوس المربع البلدي والمسدس وفانوس فاروق من أقدم الأنواع.