ليبيا- استضافت العاصمة الإيطالية روما منذ أيام قليلة قمة مجموعة العشرين، والتي شهدت بحث عدد من القضايا التي من ضمنها، الأزمة الليبية وتطوراتها في الآونة الأخيرة، لاسيما مع اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات في الـ 24 من ديسمبر المقبل.
المحلل السياسي الإيطالي ليوناردو بيلودي، ومؤلف كتاب “ظل القذافي”، كان له تعليق على الأحداث التي شهدتها القمة، حيث أشار إلى أنه جرى مناقشة الوضع في ليبيا، مؤكدا أنه ليس من قبيل الصدفة إصدار قصر كيجي (مقر الحكومة) مذكرة تشير إلى أن الوضع في البلاد كان حاضرا في قلب محادثة بين رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي والرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويرى بيلودي أنه لطالما كان هناك قلق أمريكي من إمكانية أن تكون ليبيا بلد لجوء وعبور للمنظمات الإرهابية لاسيما ذات الأصول الإسلامية التي لا تقتصر أفعالها على الحدود الوطنية ولكن يمكن أن تستهدف وتؤثر على البلدان المجاورة، في ظل حالة عدم الاستقرار.
في السياق، ذكر موقع “ديكود 39” الإيطالي، أن هناك قلق مشترك من مصر والجزائر، من الأمر ذاته، في الوقت الذي تنظر روما أيضاً إلى ظاهرة الهجرة، خاصة في ظل أنه ليس هناك أي مؤشرات على التراجع.
وأشار الموقع الإيطالي إلى أن الهجرة غير الشرعية مستمرة على حالها، في ظل أن العصابات الإجرامية والتي عادة ما تكون شديدة التنظيم، تدير تهريب البشر من أجزاء كثيرة من الغرب الليبي، والتي تتحالف مع الجماعات الإرهابية التي تمول شراء الأسلحة.
ولفت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال القمة، تعليقا على تقرير لجنة الخبراء حول ليبيا، إلى أنه على الرغم من اتفاقيات برلين، تواصل الجماعات شبه العسكرية المحلية والدولية فرض القانون بحكم الأمر الواقع في جزء كبير من الأراضي الليبية.
وسلط الموقع الإيطالي الضوء على، الصدام الذي وقع قبل أشهر بين مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط ومحمد عون وزير النفط المعين من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، وذلك بعدما سعت الحكومة لتوجيه اتهامات إلى صنع الله بالقيام بمهام في الخارج دون طلب الاحتياطات اللازمة، في الوقت الذي تعود حقيقة الخلاف إلى رفض رئيس المؤسسة الوطنية للنفط دفع عائدات مبيعات المحروقات في خزائن البنك المركزي الليبي، في ظل تهم الفساد التي تلاحق الحكومة.
وتطرق المحلل السياسي الإيطالي للحديث عن الانتخابات المرتقبة في ليبيا، مشيرا إلى أن هناك فاعلين ليبيين يرون الانتخابات مجرد وهم، لافتا إلى أن هناك قلة مستعدين لاتخاذ الخطوة الأولى على طريق المصالحة الوطنية.
وشدد بيلودي في نهاية تعليقه على القمة الأخيرة، على أن زعماء القبائل والميليشيات لهم سلطة حقيقية ولا يعتبر أنهم ممثلون من حكومة وطنية.