ليبيا

وكالة AAC تستعرض آراء نخب سياسية في مؤتمر “برلين 2”

 الزبيدي: (برلين2) سيفشل.. وأردوغان يستغل أعضاء (الناتو) لتمرير بقاء مرتزقته في طرابلس

السبكي: برلين الثاني سيؤكد على الأول والحل يكمن في إخراج المرتزقة

القاهرة – محمد فتحي الشريف

تنطلق غدًا (الأربعاء) فعاليات “مؤتمر برلين 2″، الذي دعت إليه ألمانيا في وقت سابق، وذلك استكمالا لمؤتمر برلين الأول الذي عقد في يناير الماضي وتمخضت عنه العملية السياسية الحالية التي جاءت بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة والدكتور محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي.

وعلى مدار الأيام الماضية تجهز ألمانيا للمؤتمر بشكل جدي، إذ وجهت الدعوة إلى كافة المنظمات الدولية للحضور، مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا ومصر وتونس والجزائر، بالإضافة إلى شخصيات ليبية ودولية سياسية، وكذلك حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي.

ودعا وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، رفقة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الدول والمنظمات المعنية والمشاركة في “برلين 1” إلى المشاركة في المؤتمر الثاني.

 محاور النقاش في (برلين 2)

حسب وزارة الخارجية في ألمانيا فإن هناك أربعة محاور رئيسية تم تحديدها للمناقشة في هذا المؤتمر هي: الأول تقييم ما تحقق في مؤتمر (برلين 1)، مع دعم الخطوات السياسية المقررة في ليبيا والاستعدادات الخاصة بإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل. والثاني، “إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة”، استناداً إلى بنود قرار وقف إطلاق النار. الثالث، توحيد المؤسسة العسكرية ومناقشة خطوات تشكيل “قوات أمنية ليبية موحدة. الرابع التأكيد على الدعم الدولي لليبيا من أجل عملية السلام والاستقرار الداخلي.

وكان مؤتمر برلين الأول حول ليبيا في 19 يناير 2020، بدعوة من المستشارة أنجيلا ميركل، وجمع حكومات الجزائر والصين ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وتركيا وجمهورية الكونغو والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وممثلين عن الأمم المتحدة، بما في ذلك الأمين العام وممثله الخاص في ليبيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. وتم خلال المؤتمر التوصل إلى خطة شاملة لحل النزاع.

المجتمع الدولي في برلين 2 على المحك

لقد أدركت الأمم المتحدة أن الاستقرار في ليبيا على المحك وأن العشرية السوداء قد تمتد لسنوات أخرى إذا لم تتخذ مواقف حاسمة من المجتمع الدولي لإيقاف وضرب أهداف تلك الجماعات السياسية، وخاصة جماعة الإخوان.

ولذلك سوف توجه من مؤتمر برلين 2 رسائل واضحة مفادها إخراج المرتزقة وحل الجماعات المتطرفة والذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في التاريخ المحدد، لأنه في حال الفشل سيعود الشعب الليبي إلى الفوضى مرة أخرى والمربع صفر ونبدأ الكرة من جديد.

القوات المسلحة الضامنة الحقيقية للشعب

تظل القوات المسلحة العربية الليبية هي الضامنة الحقيقية للشعب الليبي، والذي يعول عليها بشكل كبير في حال فشل وتعثر العملية السياسية، وهذا الأمر كان واضحا خلال العرض العسكري الأخير الذي نظمته القوات المسلحة العربية الليبية وتحدث خلاله المشير حفتر الذي أكد على إصراره على إجراء الانتخابات في موعدها، مع ضرورة تنفيذ كل بنود خارطة الطريق.

الأزمة والحل في يد أصحاب المصالح

عندما يكون الحل في يد صانعي الأزمة فلن يتم إقرار أي أمر دون أن تنتهي المصالح، تلك العبارة تعبر عما قاله المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة حين قال “إن مصدري السلاح إلى ليبيا يجلسون في مجلس الأمن الدولي كأعضاء دائمين”.

فهنا تتضح الرؤية كاملة في أن الأزمة الليبية لن تحل قبل اتفاق أصحاب المصالح على مغانمهم من ليبيا وهذا يجعلنا لا نثق في أي داعم خارجي ونعول فقط على الشعب والقوات المسلحة العربية الليبية

الزبيدي: مؤتمر (برلين2) سيفشل.. وأردوغان يستغل أعضاء (الناتو) لتمرير بقاء مرتزقته في طرابلس.

في هذا السياق لم يبد الدكتور محمد الزبيدي أستاذ القانون الدولي تفاؤلا بمؤتمر (برلين2)، وأسس هذا الإحساس على عدة معطيات، منها تجاهل الأتراك لقرارات مؤتمر برلين الأول فيما يخص إخراج المرتزقة، إذ يوجد إصرار غير مقبول من أردوغان على تواجد المرتزقة السوريين في الغرب الليبي لخدمة مصالح أنقرة السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى أن الرئيس التركي استغل اجتماعات (حلف الناتو) ومرر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكرة أن هؤلاء المرتزقة التابعين لتركيا في طرابلس يخدمون أمن حلف (الناتو) الذي يبعد فقط عن ليبيا حوالي 100 كيلو متر حسب زعم أردوغان، كما مرر نفس الفكرة إلى الرئيس الأمريكي جون بايدن، وهو الأمر الذي يجعل العملية السياسية الحالية والانتخابات المقررة في 24 ديسمبر في مهب الريح، لأن القوات المسلحة العربية الليبية تصر على إخراج كل المرتزقة السوريين الذين جلبتهم تركيا ولا يزالون قابعين في العاصمة طرابلس ومصراتة والجنوب الغربي.

وحسب الدكتور الزبيدي فإن ملف المرتزقة السوريين وتفكيك الميليشيات هو صمام أمان العملية السياسية وبدون ذلك لن تجري انتخابات ولن تتعافى ليبيا، ومؤتمر برلين المقبل سيكون مثل سابقة، لأن العلة لا تزال موجودة والمجتمع الدولي وخاصة الدول المؤثرة تبحث عن مصالحها دون النظر إلى ما يحدث من مشهد فوضوي.

وأشار “الزبيدي” إلى أن الوضع في الغرب الليبي فوضوي وغير مطمئن، ولذلك لن يتم إجراء انتخابات في الموعد المقرر سالفا، نظرا لانتشار الميليشيات، وقبلها وجود فصائل سياسية ساعية لضرب المسار السياسي، مضيفا، إلى أن القوات المسلحة العربية الليبية سوف تحافظ على تماسك الشعب الليبي وستدافع عنه بكل قوة عند المساس بأمنه واستقراره.

واستنكر الدكتور محمد الزبيدي تعاطي المجتمع الدولي مع تفكيك الميليشيات وإعادة الإدماج وجمع السلاح الذي تأخر كثيراً في تنفيذها ذلك على الرغم من قراري مجلس الأمن الدولي رقمي (2570 و2571) واللذين أشارا إلى ذلك بشكل واضح، وأكدا مسألة دعم السلطات الليبية في حل وتفكيك الجماعات المسلحة والتسريح وإعادة الإدماج وإعادة السلاح من خلال وضع إستراتيجية أممية لمساعدة السلطات الليبية في هذا الإطار، وهذا لن يحدث لأن المجتمع الدولي يشاهد الأزمة في ليبيا ولا يسعى لحلها بشكل جدي.

السبكي: برلين الثاني سيؤكد على الأول والحل يكمن في إخراج المرتزقة

من جانبه قال الخبير الاستراتيجي اللواء معز الدين السبكي مساعد وزير الداخلية السابق في مصر، إن المتابع لملف الأزمة في ليبيا يدرك جيدا أن الحل يكمن في إخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات الإرهابية، وهذا هو أحد أهم المسارات المهمة لحل الأزمة بشكل جذري وحقيقي.

 وأضاف “السبكي” في تصريحات صحافية، إن مؤتمر برلين الثاني سوف يؤكد على ما جاء في برلين الذي عقد في يناير، ولذلك فهو يؤكد ما قد قيل، إذ تابعت المؤتمر الأول الذي كان واضحا التفاؤل على وجه الجانب الألماني، حينها قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للصحافيين “نجحنا في الوصول إلى مفتاح الحل، ونحتاج إلى وضع المفتاح في القفل لنفتح الباب”، وحتى اليوم لم يتوصلوا إلى مكان وضع المفتاح نظرا لما تقوم به المرتزقة التابعون لتركيا.

وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن أزمة ليبيا أمنية بامتياز، فلن تفلح أي محاولات للحل السياسي طالما وجد المعرقلون المدعومون بتلك القوة الذين يتحكمون في القرار السياسي الذي تتخذه حكومة الوحدة الوطنية أو المجلس الرئاسي.

وتابع: هناك قرارات تم اتخاذها غير منطقية وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك سيطرة ونفوذ هؤلاء المستعمرين الجدد من الجانب التركي وأنصاره.

وأكد “السبكي” على أن المجتمع الدولي قد أدرك، أن جماعة الإخوان تحاول عرقلة أي مشهد إيجابي في ليبيا لأنها ستكون أكبر الخاسرين عند إجراء الانتخابات في موعدها، نظرا لاضمحلال فرصها في الحصول على مقاعد في البرلمان كما حدث في 2014، أو عندما ترشح أحد منتسبيها للرئاسة.

وطالب السبكي المجتمع الدولي بوضع إستراتيجية أمام مؤتمر برلين 2؛ لمنع انتشار السلاح وسطوة وسيطرة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون بعموم ليبيا، لأن ذلك سيعيق مسيرة تحقيق الاستقرار، وبناء المؤسسات القوية وتحقيق سيادة القانون والعدالة، كما يهدد الأمن والسلم ويهدر كل جهود التسوية والمصالحة والتحول الديمقراطي؛ نتيجة عدم انضباط الجماعات المسلحة.

واختتم السبكي: مؤتمر برلين الثاني لن يقدم جديدا وملف إخراج المرتزقة والميليشيات الإجرامية من الغرب الليبي يبقى الحل الوحيد في إقرار عملية سياسية تتسم بالديمومة.

أطروحات جيدة وتطبيق متعثر

وفي النهاية تبقى فاتورة الصراع في ليبيا من نصيب الشعب الذي مل هذا المشهد المستمر على مدار عشر سنوات، تم خلالها طرح العديد من الحلول الجيدة ولكن التطبيق يظل متعثرا وذلك بسبب تمكن قوى الظلام والإرهاب من مفاصل الدولة بدعم خارجي معروف للجميع، ولذلك لن يعول أحفاد عمر المختار على القوى الخارجية ومن داخل الشعب الليبي فقط يأتي الحل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى