قال الدكتور “عثمان البدري” أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي إن مقدرات الشعب الليبي من النفط والغاز، وباقي ثروات البلاد لا تتعامل معه المؤسسة الوطنية للنفط بحرفية، ودائما يوجه إليها اتهامات بالفساد وتنفيذ صفقات مشبوه، لا تخدم مصالح الليبيين، مؤكدا أن المؤسسة الوطنية للنفط تسعى دوما إلى توقيع عقود مع شركات تتبع للدول الفاعلة في المشهد السياسي الليبي.
واتهم “البدري” في تصريحات خاصة لـ” وكالة وسط ” المؤسسة الوطنية للنفط، بالتبعية لسياسية ورغبات رئيس الحكومة الليبية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، وأنه يستخدمها لأغراض سياسية تخدم مصالحه فقط، مضيفا أن حجم الفساد كبير جدا، ونتيجة لحالة الانقسام السياسي التي تمر بها البلاد، واستشراء الفساد كذلك لعدم وجود لا رقيب ولا حسيب.
وذكر “البدري “أن حكومة عبد الحميد الدبيبة حكومة فاسدة، وتقدم رشى سياسية ومالية، رغم عدم إقرارها بذلك ،وتلك الأموال الليبية تحاول استغلالها لبقائها في السلطة، واستخدام تلك الأموال لحشد الدعم لها داخليا وخارجيا ، مضيفا أن بداية محاصرة الفساد في البلاد تبدأ من إنهاء حالة الانقسام السياسي.
وقد أثارت صفقة تسمح لشركات أجنبية باستغلال إنتاج الحقل الغازي “حمادة الحمراء” الواقع جنوب العاصمة طرابلس، جدلاً سياسياً واسعاً في ليبيا وأعلنت كل من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس والمؤسسة الوطنية للنفط، اعتزامهما توقيع اتفاقية مع 3 شركات أجنبية نهاية الشهر الجاري، لاستثمار حقل “حمادة الحمراء” النفطي، الذي ينتج نحو 8 آلاف برميل يومياً.
ورفضت أطراف سياسية أخرى، أبرزها المجلس الأعلى للدولة والنيابة العامة، الاتفاقية، معتبرةً أنها تخالف التشريعات الوطنية النافذة، وتؤدي إلى تفويت المقدرات العامة.