متابعات- وكالة AAC الإخبارية
علق المحلل السياسي سليمان البيوضي، على التصريحات التي أدلي بها رئيس حزب العدالة والبناء الإخواني، عماد البناني، بأنها تحمل في طياتها خطة لتصعيد تيار يا بلادى الذي يقوده الإخواني نوري أبو سهمين، على حساب حزب الإخوان، في محاولة لرأب الصدع وإصلاح التصدعات الموجودة في جسم كيانات الإسلام السياسي.
وقال البيوضي في منشور له عبر فيسبوك: “في لقاء خاص عبر ليبيا لكل الأحرار رسم السيد عماد البناني رئيس حزب العدالة والبناء ( الجديد ) ملامح الاصطفاف الذي تستعد له قوى الإسلام السياسي (الإخوان) لتلافي وقوع خسارة مدوية في الانتخابات المقبلة.
،وأضاف أن البناني الذي انتقد كثيرا سياسات سلفه (صوان) يتجه لمعالجة الشروخ العميقة داخل تيار الإسلام السياسي بكافة أجنحته وأظهر نية للتفاعل الإيجابي والانسجام في المواقف حتى وإن بدت متعنتة.
وتابع أن البناني لم يخف حقيقة التصدعات التي عاشتها قوى الإسلام السياسي في ليبيا وحَمَّل هذا التصدع لما أسماه (الإجتهاد وغياب المأسسة) وهو ضمنيا حمّلها لقيادة الحزب السابقة.
وقال إن الإفصاح العلني عن النوايا الحسنة لتوحيد هذه القوى يجب التعامل معه بفهم عميق وقراءته من زوايا متعددة، فوجود (التنظيم) كقيادة علنية للحزب تعني أن المسارات استلزمت هذه الخطوة، إن مبدأي التكتيك والمناورة الذين ينادي بهما البناني، تؤكد أن حزب العدالة اختار التمثيل المحدود داخل السلطة مقابل ترميم التصدعات داخل منظومة ( تيار الإسلام السياسي ).
وقال إنه من المتوقع أن يصعد الحزب ( تيار يا بلادي) الذي يقوده الإخواني نوري أبوسهيمن، للواجهة كقوة سياسية بديلة، فهو أكثر استعدادا وتنظيما للإنتخابات ويمارس ( نوعا ) من المشاركة السياسية بتعدد أجنحته، وهذا لا يعني أن حزب العدالة لن ينخرط في الإنتخابات، لكن الأولويات ستسمح ببعض التنازلات، على حد قوله.
وأكد أن البناني سيتبنى مواقف (تيار التأزيم) بحسب الاصطلاح الذي يستخدمه قادة الحزب السابقين (المنشقين) ، ويبدو أن اتجاههم لتشكيل حزب سياسي جديد (موازي) كما وصفه البناني ليس مقلقا، بل قد يتحول لمسار آخر للجماعة ومن خلاله ستستمر سياسات (صوان) واجتهاداته دونما أن ترتبط عضويا بهم، ولتتوفر لهم المرونة الكافية للتعامل مع الوضع السياسي من زوايا متعددة.
وقال إن “البناني تحدث عن تسليم واستلام منقوص ، حيث لم يُسَلّم ملفات العلاقات الدولية ( الامتدادات ) بالخارج ، وهي الحجة ( ربما ) التي ستستخدم لتبرير الاعتراف بالحزب الجديد ( دوليا ) في محيط التحالفات الإقليمية ، حيث سيرفع المستقيلون أو المنشقون شعارات ( التيار المدني ) بمبادئه وقيمه المفرغة من محتواها ، وسيرفع حزب العدالة وحلفاؤه ( التيار الوطني ) في خطاب تعبوي جديد ، حيث تحدث البناني عن التيار الوطني بشكل مختلف وأسس لفكرة اختراق المفهوم وتفريغه من محتواه ، كما حدث مع مفهوم الدولة المدنية”.
واختتم بإن لقاء “عماد البناني رئيس حزب العدالة والبناء ( الجديد ) يحتاج لأكثر من قراءة لأنه يمثل إعلانا رسميا لمسارات جديدة ستنتهجها القوى الإسلامية لتحافظ على وجودها السياسي في الانتخابات القادمة”.