وكالة AAC الإخبارية
حالة من الجدل أثارها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، خلال زيارته التي يجريها إلى العاصمة الروسية موسكو، ضمن جولاته الخارجية خلال الفترة الأخيرة التي بدأها بدول الخليج، بعد أن اصطحب معه محمد الحداد الذي يعرف باسم رئيس أركان قوات حكومة الوفاق السابقة، التي كان يترأسها فائز السراج.
الدبيبة أقدم على ارتكاب واقعة مخالفة لاختصاصاته وهو تسمية رئيس أركان الجيش لأن اصطحابه لـ«الحداد»- الذي يواجه تهم بالإرهاب ودعم المليشيات وقتل وترهيب الآمنيين- إلى روسيا، يعد ارعترافا منه بأنه رئيس الأركان في الجيش الذي يحتفظ فيه بمنصب وزير الدفاع، الأمر الذي يعرقل مسار خارطة الطريق التي وضعها المجتمع الدولي برعاية الأمم المتحدة.
إقدام الدبيبة على اصطحاب محمد الحداد، أثار حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تهدأ منذ زيارته لقبر أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، قبل أيام، وعقد اتفاقيات واسعة مع الدولة التركية التي دعمت المليشيات المنضوية تحت حكومة الوفاق السابقة، وساهمت في منع عدم الاستقرار وتفكيك الجماعات المسلحة في ليبيا.
وتلك الخطوة، يعتبرها مراقبون كارثة جديدة في ليبيا، ربما تعيق التقدم في المسارات الثلاثة “السياسية والاجتماعية والعسكرية” بعد أن تجاوز الدبيبة حدود اختصاصاته وفقا للاتفاق السياسي الذي جاء به على رأس السلطة التنفيذية، مؤكدين أن اختصاصات الجيش يتولاها رئيس المجلس الرئاسي الدكتور محمد المنفي وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهذا ما أقره الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
المراقبون، رجحوا حدوث حالة من الغضب بين الشعب، خاصة وأن الدبيبة يسلك سلوكا قارب من سلوك حكومة السراج المعروفة بتحركاتها المشبوهة والتي ساهمت في الغزو التركي إلى ليبيا، بما يعرقل المسار السياسي، كما أن تواجد الحداد بين الوفد الحكومي في موسكو يعد اعتداءً صارخا على مخرجات الحوار السياسي، وانتهاكا واضحا لاختصاصات اللجنة العسكرية 5+5، بما ينذر بتجمد المسار السلس للعملية العسكرية ويزيد من الاحتقان الشعبي.
ولم ترد في اختصاصات رئيس الحكومة في مخرجات الحوار السياسي، تعيين رئيس الأركان أو اصطحابه في الزيارات الخارجية بل نصت على التالي:-
1- تعمل الحكومة تحت سلطة رئيسها ويشرف على أعمالها، ويوجهها في أداء اختصاصاتها ويمكن أن يفوض بعض مهامه لنائبيه أو أحد الوزراء لمدة موقتة.
2- اعتماد اللوائح والقرارات التي يتخذها مجلس الوزراء.
3- الوزراء مسؤولون كل عن أعمال وزارته، ويسألون مجتمعين مع رئيس الحكومة أمام القضاء عن سياسة الوزارة.
فيما نصت مخرجات الحوار السياسي على، قيام رئيس المجلس الرئاسي، بمھام القائد الأعلى للجيش الليبي، والتعيين في المستويات القيادية به وفق التشريعات النافذة، ووفق اتفاق اللجنة العسكرية 5+5.
واعتبر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تواجد محمد الحداد، ضمن وفد حكومة الوحدة الوطنية إلى ليبيا اعتداءً واضحا على اختصاصات اللجنة العسكرية 5+5 وكذلك اختصاصات القائد الأعلى للجيش.
وأكدوا أن مرافقة ما يسمى برئيس الأركان محمد الحداد، لعبد الحميد دبيبة إلى موسكو رغم عدم اعتماد اللجنة العسكرية حتى هذه اللحظة المناصب العسكرية الموحدة طبقا للحوار ولا تسمية وزير الدفاع ورئيس الأركان، انتهاكا وتجاوزا مرفوضا.
وتابع رواد مواقع التواصل الاجتماعي:” لا بد أن ينأى الدبيبة كرئيس وزراء بنفسه عن الصدام، مثلما فعل في منصب وزير الدفاع وتركه شاغرا منعاً للفرقة، فاحترمناه وقدرنا موقفه”.
واستطردوا:” لكن عندما يتم فرض “الحداد” في زيارة رسمية لحكومة اسمها “الوحدة الوطنية” فهذا بعيد كل البعد عن الوئام والوحدة “.
كما طالبوا الدبيبة بعدم سكب البنزين على النار، باصطحاب الحداد وقبلها بأيام زيارة قبر أتاتورك وعقد اتفاقيات طويلة الأمد لحكومة عمرها 300 يوم، وفرض شخصيات غير معترف بها وجدلية على الشعب لا طائلة من ورائها إلا بترسيخ الفرقة وليس الوحدة”.
وكان المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، أورد اسم محمد الحداد ضمن الوفد المرافق لعبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة إلى العاصمة الروسية موسكو اليوم الخميس، في زيارة رسمية لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس.
وأوضح بيان، نشره الحساب الرسمي لحكومة الوحدة الوطنية على فيسبوك، أن “رئيس الحكومة وصل صباح اليوم إلى جمهورية روسيا الاتحادية رفقة وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ووزير النفط والغاز محمد عون، ورئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق محمد الحداد، لإجراء مباحثات في عدد من القضايا تهم الجانبين الليبي والروسي”.
وتابع البيان، أنه “كان في استقبال الدبيبة المبعوث الخاص لرئيس روسيا الإتحادية لمنطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية «ميخائيل بوغدانوف» وكذلك القائم بالأعمال بالسفارة الليبية «مصطفى ابو سعيدة».