
ليبيا- تساءل الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي في جامعة طرابلس، والمحلل السياسي:” هل نحن أمام ظاهرة المت بليبيا أم أن ما يجري بها هو ترجمة لقوانين الحياة؟”
وقال الزبيدي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن الظاهرة عبارة عن حالة تظهر سريعا وبصورة مفاجيئة، تحدث الصدمة وتربك الحسابات وتخلق التوتر، أي إنها تحدث تأثيرها في المتغيرات الظرفية، أما القانون التاريخي، فهو “العلة” المحركة للتاريخ، وكلما ظهرت العلة أنتجت المعلول ضرورة، فالقانون يمس بالثوابت التي تغير مجرى التاريخ.
وأضاف الزبيدي، أن الفرق بين الحالتين يكمن في أن الظاهرة حالة عابرة لا ترتفع إلى مستوى العلة المحركة للتاريخ التي يتصف بها القانون؛ وما أكثر الظواهر في بلادي وما أسرع تناسلها، ألم يكن لذينا مجلس انتقالي ما ظهر منه أفضل مما خفي أسما ورسما ومنهجا وثقافة ووطنية وانتماءً”.
ولفت إلى أن المجلس صاحبته تسع مليشيات يجمعها شره المال والسلطة وتسكنها روح الانتقام وتقودها العدمية، وهذا المعمعان أنتج مئات المليشيات المؤدلجة والجهوية والإجرامية وصنع برلمانًا يسمى المؤتمر الوطني، تحور إلى مجلس دولة يصاحبه برلمان يسمى مجلس نواب جمع مالا يمكن تصوره من المتناقضات.
واشار إلى أن البرلمانين شكلا حكومتهما فأصبحنا أمام عديد الحكومات والإدارات ومن كل زوجين إثنين أو ثلات أو ربع وتصدر المشهد ما لم يكن بالحسبان من نكرات وعاهات ورجال الصدفة ونساء ظهرن من المجهول مكانا وتاريخا وانتماء وتسيد الخطاب الشعبوي وتجارة الدين والدروشة السياسية وكل من احتل مقعدا في موقع التصق به واستصدر له شهادة عقارية بأنه ملك مقدس دونه الموت.
وتابع:” أشفق في خضم هذه الظاهرة على من يكابر أو يعاند وينكر وجود الشمس في رابعة النهار، وفي تغليب للظاهرة على قانون الحياة وقوانين التاريخ.”