دعا السفير البريطاني السابق لدى ليبيا، بيتر ميليت، حكومة بلاده إلى خفض التحذير ضد السفر إلى ليبيا، ليعكس التحسن في الوضع الأمني الذي شهدته البلاد منذ العام 2020.
ويقود ميليت، وهو رئيس مجلس الأعمال الليبي – البريطاني، دعوات إلى الحكومة البريطانية لأن تحذو حذو إيطاليا، لخفض مستوى تحذير السفر إلى ليبيا، ولا سيما بعد تحسن الوضع الأمني الداخلي.
وتحذر وزارة الخارجية البريطانية بشدة من جميع أنواع السفر إلى ليبيا منذ اندلاع حرب أهلية في البلاد في العام 2014، مشيرة إلى الوضع الأمني الهش في الداخل الذي يمكن أن يتدهور بشكل سريع وغير متوقع.
قال ميليت، في تصريحات إلى جريدة «ذا ناشيونال» الإماراتية، أمس السبت: «بعد زيارة أخيرة أجريتها إلى ليبيا، كتبت إلى وزارة الخارجية البريطانية، لدعوتها إلى خفض تحذير السفر إلى ليبيا من الأحمر إلى البرتقالي، التي تنصح بعدم السفر إلا للضرورة إلى طرابلس ومصراتة وبنغازي».
وأوضح أنه ذكر في خطابه أن «التهديد الأمني يمكن إدارته»، وذلك بناء على أربع زيارات أجراها لليبيا خلال العامين الماضيين.
وأضاف: «سيكون هذا أكثر دقة، وانعكاسا حقيقيا للوضع الأمني على الأرض. كما أنه سيفتح الباب أمام مزيد الفرص أمام رجال الأعمال للسفر إلى ليبيا»، مؤكدا أن تحذير السفر «الذي عفا عنه الزمن»، على حد تعبيره، يعني أنه من الصعب استخراج وثيقة تأمين سفر للتوجه إلى ليبيا، بينما توجد شهية كبيرة للتعامل مع الشركات البريطانية.
لكنه استطرد: «لن نكون ساذجين، ولا نقول إن كل شيء على ما يرام. بالطبع هناك مجموعات مسلحة في جميع أنحاء البلاد، وهناك خطر الوقوع في مناوشات. لكن هذه حوادث محلية، والاتجاه الأمني إيجابي».
وعاد ميليت للتأكيد على أن «الفرص التي نسعى لها ضخمة، لكن كثير رجال الأعمال غير قادرين على السفر إلى ليبيا، والسبب هو تحذير السفر»، مشيرا إلى التكلفة الباهظة لاستخراج وثيقة تأمين السفر بسبب تحذيرات وزارة الخارجية.
وواصل: «إذا كنت مؤسسة صغيرة ومتوسطة، فربما لا تستطيع تحمل تكاليف التأمين، ولا يستحق الأمر ذلك إذا لم تكن متأكدًا من أنك ستنجح في العمل. عندما قمنا بتنظيم وفودنا، قال عدد من أعضائنا إنهم غير قادرين على السفر بسبب نصائح السفر».
وأكد ميليت أن «ليبيا بحاجة ماسة إلى إصلاحات اقتصادية واستثمارات أجنبية، التي يمكن تأمينها من خلال الوصول إلى الخبرات التي توفرها الشركات البريطانية».
من جهته، قال دانييل كاوتشينسكي، النائب المحافظ السابق الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع ليبيا، إنه سيطلب من زملائه السابقين إثارة مسألة نصائح السفر داخل البرلمان البريطاني.
وأوضح: «وزارة الخارجية، بحذرها المفرط وعنادها ومحاولة حماية نفسها، تضع الشركات البريطانية في وضع غير مواتٍ. إنهم لا يأخذون في الاعتبار الفرص المتاحة هناك، لكنهم يريدون فقط اتباع الخط الأكثر حذرا دائمًا».
السايح: فوز قائمة «إعمار» بانتخابات بلدية مصراتة