ليبيا

العبيدي: «فبراير» فشلت في التأسيس لثقافة التداول السلمي للسلطة

قال جبريل العبيدي، الكاتب والمحلل السياسي أن تاريخ 17 فبراير مجرد تاريخ مؤلم يعبّر عن حالة انقسام وفوضى ونهب للدولة، من دون أن يحقق أدنى مستوى من العدل والمساواة حتى الحرية، بعد أن فشل التغيير في الخروج من عباءة الفوضى بمسمى «الثورة» إلى الدولة.

وأضاف العبيدي”، في مقال له نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندية، بعد مرور سنوات العشرية السوداء، نرى اليوم أنَّ 17 فبراير أمام مفترق طرق بين من يصفها بالفرحة والتحرر من الظلم والديكتاتورية، وبين من يرى فيها نكبة على البلاد والعباد جلبت الفوضى والدمار والتهجير والميليشيات والجماعات المسلحة كافة، التي استخدمت العنف وسيلة لتحقيق مطالبها، وسيطرت على العاصمة وقسمتها إلى كيانات، وكأنها أصبحت أرضاً مشاعاً، ليس هناك إلا رعب السلاح، وتخويف الناس العزل، وقضّ مضاجعهم، والاستيلاء على أشيائهم، وكأننا عدنا إلى إنسان الغاب.

وأشار، “17 فبراير ارتبطت ببعض الشخصيات الجدلية، ومنها الفرنسي برنار ليفي، صاحب الولاء المطلق للصهيونية، الذي لعب دوراً مهماً في الترويج لأهمية التدخل الدولي، ويقول إنه صاحب الفضل في إقناع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتنفيذ ضرباتٍ جوية ضد الجيش الليبي، بعد أن تم تسميته «كتائب القذافي» ليسهل إقناع الناس بشرعية ضربها، لدرجة أن مفتي الجماعات الإسلامية ومفتي «ليبيا» لاحقاً الغرياني وصف طائرات ساركوزي وحلف الناتو بـ«الطيور الأبابيل» في سابقة لشيخ «دين» يضلل الناس بتأويل كاذب”.

وتابع “برنار ليفي، الذي يصفه البعض بـ«غراب» الثورات، هو نفسه الذي قال عن «ثوار» فبراير، في كتابه «الحرب دون أن نحبها»: «إنهم مجموعة من الأغبياء، كانوا يصفون القذافي بـ(اليهودي)، بينما يقومون بحمايتي، وأنا اليهودي بينهم». ولهذا وصفت «ثورة» فبراير من قبل معارضيها بـ«الخيانة والعمالة والمؤامرة»”.

واستكمل أن «فبراير» فشلت في التأسيس لثقافة التداول السلمي للسلطة على أنه مبدأ ديمقراطي، فجعل من «ثوار» فبراير منافسين للنظام السابق، لا ثواراً كما يزعمون، وتحول أغلبهم إلى أمراء حرب، همّهم جمع المال، حتى أصبح جميع أمراء الميليشيات مليونيرات في بضع سنين، في حين كان أغلبهم لا يملك فطور يومه.

واختتم، “مرّ أكثر من 10 أعوام، والبلاد في تخلف تام، والعالم من حولها يبني ويشيد، بينما هي ابتليت بعصابات وميليشيات تنهب المال العام وتوظفه لأغراض شخصية”.

زر الذهاب إلى الأعلى