ليبيا

المشير حفتر: لا يمكن للشعب الليبي أن يظل صامتا عن هذه الأوضاع المأساوية

أكد القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، أن الجيش  الليبي دفع الالاف من أبناءه الأبرار لتحرير ليبيا والتصدي بقوة لمشروع الإرهاب العابر للحدود.

وقال المشير حفتر في كلمة ألقاها في مدينة بنغازي خلال الاحتفال بالذكرى الـ 71 لاستقلال البلاد، لا يمكن للشعب الليبي ان يظل صامتا او متفرجا عن هذه الأوضاع المأساوية امام تزايد السخط الشعبي وانهيار مستوى الخدمات الأساسية والموت السريري للأجسام السياسية حاليا التي اساءت والحقت الضرر بالشعب الليبي.

وشدد القائد العام على أن وحدة ليبيا خط أحمر ولن تسمح القوات المسلحة بالمساس بها او التعدي عليها، مشيراً إلى أن ليبيا كانت وستظل وحدة واحدة لا تتجزأ.

وأضاف حفتر إن “الليبيين هم وحدهم القادرون على حل مشكلاتهم والوصول إلى دولة ليبية واحدة”، مطالباً جميع الأطراف المعنية بليبيا باحترام السيادة الليبية وعدم إهانة الليبيين أولا وأخيرا.

وأعلن القائد العام، عن فرصة أخيرة ترسم من خلالها خارطة طريق لإجراء الانتخابات ونذكر بأننا أول من نادى بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وعلى البعثة الأممية تحمل مسؤوليتها لحل الأزمة”، مضيفاً: “بعد مرور 8 سنوات من انطلاق مشروع الكرامة لا يمكن للشعب أن يظل صامتا على ما يحدث من إساءة لليبيين”.

وشدد خليفة حفتر على أن “القوات المسلحة أصبحت مدعومة بإرادة الشعب، ونذكر الجميع بأننا حاربنا وهزمنا الإرهاب نيابة عن العالم”.

وفيما يلي نص الكلمة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن والاه

السيدات والسادة المحترمون،،

أيها الجمع الكريم،،

ادعوكم الى الوقوف اجلالا واحتراما لشهدائنا الابرار وقراءة سورة الفاتحة على ارواحهم الطاهرة.

بسم الله يسعدني ان التقي بكم اليوم في مدينة الابطال العصية بنغازي، التي هزمت الإرهاب والإرهابيين في ملحمة بطولية شهد لها الجميع، ونسأل الله الشفاء لجرحانا الابطال ويرجع مفقودين عاجلا غير اجلا، نلتقي اليوم في مدينة الكرامة والشجاعة والنخوة والشهامة مدينة الاوفياء بنغازي مهدِ ثورة الكرامة لتحرير ليبيا من قبضة التنظيمات الإرهابية التي حاولت نشر الرعب والقتل وانتهاك الحرمات جهارا نهارا، فطالت اياديهم الغادرة المدنيين والعسكريين من رجال ونساء وحتى الأطفال فاغتالوهم، وفجروهم وقطعوهم امام مرأى ومسمع الجميع في مشاهد مروعة يندى منها الجبين وتقشعر منها الابدان، والقائمة طويلة جدا من ضحايا الأبرياء الذين ارتوت بدمائهم الطاهرة الزكية شوارع وميادين بنغازي الابية التي كانت تئن تحت وطأة الجرائم البشعة للإرهابيين، وما هي الا أيام معدودات حتى تقدموا أبناء جيشكم البطل ولبوا النداء من كل مكان وكل المدن مناطق وقرى ليبيا الجميلة الذين كانوا وما زالوا لهم بالمرصاد وانتصروا عليهم على اسوار بنينا المجاهدة وتم دحرهم دون رجعة في مناطق واحياء وشوارع وازقة العصية بنغازي، وهبوا هبة رجل واحد، هدفهم استرجاع الوطن وتخليص بلادنا من قبضة الإرهاب وانقاذه من مذابح الإرهابيين ومشروعهم الظلامي، وتذكرنا هذه المعارك الشرسة لتحرير بنغازي بالتدافع منقطع النظير من شبابنا الداعم والمساند وتقدمهم للصفوف الامامية كطيور ابابيل، واظهروا بسالة وشجاعة جعلت منهم اسود المعارك في صورة فريدة من التضحية والبطولة والفداء، قضت على مضاجع العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة، ويجب ان نقول بان التضحيات الجسام لقواتكم المسلحة، لابد ان يعم من خلالها السلام والاستقرار، كافة ربوع ليبيا. وان يشعر الليبيون بالأمن والأمان وينعم أبناء الشعب الليبي بثرواتهم التي حرموا منها بفعل اعمال النهب الممنهج والسطو على المال العام والانتشار الرهيب لعمليات الفساد التي عجزت حتى الجهات الرقابية عن عدها وحصرها.

واليوم وبعد مرور ثماني سنوات عن انطلاق ثورة الكرامة اصبح الجيش الوطني الليبي يحظى بدعم الشعب الذي يرى فيه مشروعا وطنيا استطاع ان يحقق المصالحة الوطنية الفعلية على الأرض وفي جبهات القتال وكذلك استطاع جيشكم البطل إعادة عمل مؤسسات الدولة الى سابق نشاطها في كل المناطق التي بسط نفوذه عليها واجتث قلاع الإرهاب بجميع اشكاله.

لقد دفع الجيش الوطني الليبي الالاف من أبناءه الأبرار لتحرير بلادنا والتصدي بقوة لمشروع الإرهاب العابر للحدود ونذكر ونذكر الجميع باننا حاربنا وهزمنا الإرهاب نيابة عن العالم وانقشعت المؤامرة التي كانت تحاك في السراديب المظلمة ضد ليبيا الدولة وليبيا سلام وليبيا الثورات وليبيا الثروات والمقدرات ولا يمكن للشعب الليبي ان يظل صامتا او متفرجا عن هذه الأوضاع المأساوية امام تزايد السخط الشعبي وانهيار مستوى الخدمات الأساسية والموت السرير للأجسام السياسية حاليا التي اساءت والحقت الضرر بالشعب الليبي وانهيارا لمؤسسات البلاد بفعل انتهاج السياسات الخاطئة وانطلاقا من المسؤولية الوطنية للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي في تحقيق دولة القانون والمؤسسات وتحقيقا للتعايش السلمي والوئام الأهلي والاجتماعي وتحقيقا للاستقرار ووصولا للمصالحة الوطنية الشاملة وكذلك لثقة الليبيين في قواتهم المسلحة الضامنة للتداول السلمي على السلطة، واحترام المسار الديمقراطي الذي لطالما ان انتظره الليبيون.

وبناء على كل ذلك، وبعد التشاور مع أبناء شعبنا الكريم من خلال الاتصالات المتكررة واللقاءات المختلفة مع اعيان وشيوخ القبائل من كل انحاء ليبيا الذين طالبوا بضرورة العمل فورا لإجراء حوار ليبي ليبي يجمع أبناء ليبيا على كلمة سواء هدفهم الرئيسي وحدة ليبيا واستقرارها وبعيدا عن التدخلات الأجنبية، ونزولا عند رغبتهم، واحتراما وتفهما لآرائهم، فان القيادة العامة للجيش الوطني الليبي تمنح الأطراف المتصارعة الفرصة الأخيرة لوضع خارطة طريق قابلة للتطبيق، ومحددة المعالم، تهدف في نهاية المطاف الى تحديد موعد الحقيقي لإجراء الانتخابات العامة يحتكم فيها الليبيون الى صناديق الاقتراع، ونحمل هذه الأطراف كامل المسئولية، في حال عجز من جديد عن تحقيق مطالب ورغبات وامال الشعب الليبي، ونذكر باننا اول من دعا الى إجراء انتخابات نزيهة وشفافة تنتج سلطات تكتسب شرعيتها من الشعب مباشرة دون سواه، ولم نترك بابا للسلام الا وطرقناه. وعلى بعثة الأمم المتحدة تحمل مسئولياتها وواجباتها لحل الازمة الليبية واتخاذ الخطوات الفاعلة والتدابير اللازمة للتوصل الى حلول فعلية للقضية الليبية، وننتهز هذه اللحظة التاريخية بحلول الذكرى الواحدة والسبعين لعيد الأعياد عيد استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951 لنترحم على ابائنا واجدادنا الذين نالوا شرف تأسيس دولة ليبيا الموحدة المستقلة وعبروا بها الى بر الأمان.

وفي الوقت الذي يتقدم فيه الليبيون بالتقدير والاحترام لمنظمة الأمم المتحدة لدورها الإيجابي واسهامها في صنع تاريخ ليبيا المعاصر وعلى الدور المتميز للمبعوث الدولي في ذلك الوقت أدريان بلت بحصول ليبيا على استقلالها، فان الامل يحدون جميعا لقيام السيد عبدالله باثيلي المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا ولخبرته الطويلة وجهوده الواضحة في رسم معالم خارطة طريق جديدة تقود الى اجراء الانتخابات دون اقصاء او فرض شروط مسبقة، وكذلك على ضرورة ان يكون هناك توزيعا عاجلا لإيرادات النفط على كل مدن ومناطق ليبيا دون تهميش ودون مماطلة او منة من احد، والقيادة العامة في مقدمة الداعمين لجهود بعثة الأمم المتحدة ونجاح مهامها، كما ان أبناء الشعب الليبي يطالبون الدول الأجنبية بضرورة منحهم المجال للتوصل لحل الازمة الليبية، فكل المساعي والمؤتمرات الدولية عجزت في التوصل الى حلول حقيقية لأنها لم تكن نابعة لإرادة الليبيين أنفسهم وأصبحت ليبيا في وضع معقد بين تضارب وتعارض مصالح الأطراف الخارجية، التي ساهمت في تعميق الخلافات بين أبناء الشعب الليبي الواحد، فالليبيون مهما اختلفوا فهم وحدهم القادرون على تجاوز خلافاتهم والتوصل الى حلول فعلية تجمع شتاتهم وتوحد كلمتهم لبناء ليبيا واحدة موحدة.

واسمحوا لي في هذا المقام ان نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والمشاعر الجياشة التي جمعتنا باهلنا وشيوخنا بالمدن والمناطق التي قمنا بزيارتها ونظرا لتكرار الدعوة، وإصرار الكثير من أبناء المناطق والمدن الليبية الأخرى، فإننا سنقوم بزيارتها خلال المدة القادمة تقديرا، واستجابة لدعواتهم الصادقة، وتأتي هذه الزيارات واللقاءات المتعددة والمتنوعة وتجولنا في كافة ربوع ليبيا للاستماع مباشرة لأصحابها والى الآراء والأفكار والمقترحات من أبناء الشعب الليبي التي اكدت وانسجمت مع قناعاتنا الراسخة والثابتة على وحدة ليبيا التي لا تقبل التأويل او الترويج الرخيص لتلك الأكاذيب المفضوحة والابواق المأجورة التي نسمع صياحها، فشتان بين الثرى والثريا.

ونود هنا ان نشير لنتائج زيارتنا ولقاءاتنا مع الاعيان والشيوخ وشبابنا الواعد التي تؤكد على الحقائق التالية:

أولا: ان وحدة ليبيا خط احمر ولن نسمح بالمساس بها او التعدي عليها وان ليبيا كانت وستظل وحدة واحدة لا تتجزأ

ثانيا: علاقات التماسك والترابط وقوة مشاعر الانتماء والولاء للوطن الكبير، ليبيا يجب تقويتها وتعزيزها.

ثالثا: الرغبة في العيش المشترك بين جميع الليبيين وان التعدد والتنوع هو مصدر للثراء وتعميق لمحبة الوطن والمواطنة.

رابعا: التسامح ونبذ العنف والتخلي عن أساليب الكراهية.

خامسا: ضرورة تغيير الخطاب الديني والإعلامي بهدف توحيد صفوف الامة الليبية، بما يضمن تماسكها وترابطها ووحدة ترابها.

سادسا: التحاور والاقناع والتفاهم هي المشتركات التي تجمع أبناء الشعب الليبي.

سابعا: ان المخاطر والتهديدات الداخلية الخارجية التي تتعرض لها بلادنا تجعلنا نطالب أبناء الشعب الليبي عموما واهلنا واخوتنا في مدن ومناطق غرب ليبيا الحبيب، وندعوهم دعوة صادقة للحوار الليبي الليبي المباشر، وتجاوز خلافاتنا، واعلاء المصلحة العليا لليبيا ولم شمل الليبيين، نحن لا نريد ان نتقاتل كليبيين ابدا.

ثامنا: ضرورة اتخاذ الخطوات الفعلية للمصالحة الوطنية فالروابط التي تجمعنا اكبر واشمل مما يفرقنا.

تاسعا: ان التوزيع العادل لثروة النفط لكل المناطق ودون استثناء يجب ان يكون من ضمن الأولويات القادمة لضمان التنمية المكانية في كل ربوع ليبيا والعمل على القضاء على المركزية.

عاشرا: الدعم الكامل للجهود بعثة الأمم المتحدة لاتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات خلال السنة القادمة 2023 واعتبارها بداية عهد جديد، ينعم فيه الليبيون بخيرات واستقرار بلادهم.

ولابد ان نختم خطابنا هذا بالقول ان الشعب الليبي بأسره يحمّل كامل المسؤولية للذين فرطوا وسلموا أبناءنا بطريقة غير قانونية، في انتهاك صريح للسيادة الليبية فهناك طرق ووسائل يكفلها القانون والقضاء الليبي لحماية المواطنين الليبيين مهما كانت المبررات والأسباب وراء عملية التسليم المرفوضة بهذه الطريقة المهينة، ونطمئن عائلة وذوي السيد ابو عجيلة مسعود بأننا نتابع قضيته ولن نتركه ونطالب بإيضاحات عن ملابسات اعتقاله، بهذه الطريقة المشينة، معرضين مصير الدولة الليبية والليبيين للابتزاز والمساومة.

ونطالب جميع الأطراف المعنية بضرورة احترام السيادة الليبية والقضاء الليبي وعدم إهانة الليبيين أولا وأخيرا.

عاشت ليبيا.. حرة ابية.. والرحمة والخلود لشهدائنا الابرار

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زر الذهاب إلى الأعلى