
بنغازي – متابعات
قال موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية في عهد النظام السابق ، إن مدينة مصراتة استضافت حواراً “ليبياً – ليبياً” بين وجهاء المدينة وقياداتها السياسية والعسكرية والاجتماعية، وبين قيادات النظام السابق المسجونين في سجون المدينة، مضيفاً: ” فقد أردنا بهذا الحوار أن نثبت لأنفسنا والعالم قدرتنا في إدارة أزمة هذا البلد في حال توافر النوايا الحسنة، وإيلاء المصلحة العليا للبلد.
أضاف “إبراهيم” في مقابلة تلفزيونية قائلا :أتشرف أنني كنت واحداً ممن نسقوا لعقد هذا الحوار، وتعمدنا أن يكون الحوار داخل مصراتة، وبحضور قيادات النظام السابق الموجودين بسجون المدينة، فقد أردنا بهذا الحوار أن نثبت لأنفسنا والعالم قدرتنا في إدارة أزمة هذا البلد في حال توافر النوايا الحسنة، وإبلاء المصلحة العليا للبلد” على حد تعبيره.
وتابع قائلا :أردنا توضيح بعض الحقائق، أولها أن مصراتة مدينة ليبيا غالية علينا، وجزء من النسيج الاجتماعي، وجزء من التراب الليبي، ويربطنا بها النسب والجوار، فحبنا للمدينة مسألة مبدئية لا تقبل النقاش، والمدينة لها تاريخ بطولي وجهادي عظيم يعرفه كل الليبيين، وقدمت علماء وقضاة وأكاديميين ومفكرين عبر التاريخ الليبي، ويكفينا فقط أن نذكر أسماء مثل سعدون السويحلي مثلاً ومعاركه العظيمة في مواجهة الاحتلال الإيطالي” على حد قوله.
وأكد في حديثة على أن “مصراتة” عكس ما يقول بعض الناس، عانت ولا تزال تعاني جراحاً من الأزمة الليبية، مثلها مثل باقي المدن، وفقدت ألوف من شبابها في مختلف الحروب، وتركوا ألوف الأرامل والأيتام داخل المدينة، وانعزلت نتيجة للأزمة، عن باقي المدن، وتم دفع المدينة دفعاً بعد 2011 لتحقيق مقصد سياسي بعيداً عن باقي الليبيين، وشعرت أنها مستهدفة ووحيدة ومنعزلة، وقد دفع بعض قياداتها نحو الارتباط بالأجنبي، رغم أن المدينة والأهالي لا يقبلون بذلك” على حد تعبيره.
وأضاف قائلا :أنا متأكد إن روح ووجدان مصراتة وطني حقيقي منتمي لطرابلس وبنغازي وسرت والزنتان وسبها، وهي أقرب لهذه المدن عقلاً وروحاً من أي قوة أجنبية، فالمدينة لا تقبل بتقسيم ليبيا، وتؤمن بالسيادة الليبية، وهي تشاركنا حتى وأنا أنتمي لتيار النظام السابق في هذه القواسم المشتركة، وهي تريد الخير لليبيا لكنها لم تجد الطريق” وفق قوله.
وتابع “إبراهيم” مخاطباً أهالي المدينة: “لذلك أقول لكم يا أهالي مصراتة، أننا نحن أنصار النظام السابق، أكثر تيار سياسي بإمكانكم الوثوق فيه عند الحوار، لأننا نملك تيار كبير وواسع في ليبيا، ولدينا رصيد تاريخي، وثبات على المبدأ والعهد رغم اجتماع العالم علينا، ونحن يا مصراتة لم نستعن بالأجنبي، ونحن نقبل بالحوار مع مصراتة، على أن يكون هذا الحوار شامل لبقية أخوانكم في شرق وغرب ليبيا، حتى نفوت الفرصة على الأجنبي كي تستمر الخلافات، ليسلب هو سيادة البلد” على حد تعبيره.
واختتم “إبراهيم” قائلاً: “نحن الآن في مفترق طرق، وأمامنا مسئولية تاريخية أمام الأجيال القادمة، سيحاسبنا عليها التاريخ بعد 20 أو 50 أو 100 سنة، وأنا متأكد إن أهالي مصراتة سيقومون بالواجب التاريخي، ونحن نؤكد لكم منا نفس القواسم المشتركة، والرغبة في حل الأزمة، ونحن لسنا متلونين، وبالتالي من السهل التعامل معنا، ونحن نمد أيدينا لكم، وأرجو أن يكون الحوار الذي استضفتموه قبل أيام بداية لحوار أشمل وأعم، وأتمنى أن تكون هذه بداية الخير للبلد.