قال “أحمد المهدوي” الكاتب والباحث السياسي الليبي ،إن مبادرة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي ،لا تملك أي استراتجية عمل واقعية لأنها غير متكافئة ، لذلك لم تلقي أي تفاعل من الأطراف الرئيسية كمجلس النواب والقيادة العامة للجيش الليبي ، خاصة أنها استبعدت طرفا تفاوضيا رئيسيا ، وهي الحكومة الليبية المعينة من البرلمان برئاسة أسامة حماد ، خاصة وأن المبعوث الأممي دعا حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية الولاية في الغرب الليبي للمبادرة ولم يقم بدعوة حكومة حماد في الشرق لذلك كان مصيرها الفشل .
وأضاف”المهدوي” في تصريحات خاصة لـ” وكالة وسط ” أنه من بين الأسباب الأخرى ، لفشل مبادرة باتيلي إصراره علي مشاركه حكومه الدبيبة ، في حوار هدفه خلق حكومة موحدة ، وهو أمر يعتبر شبه مستحيل ،لأن هذا الحوارلن يفضي إلى نتائج مع حكومة الدبيبة المتمسكة بالسلطة ، ولا تريد إجراء أى انتخابات في البلاد لأن ذلك يعنى خروجها من دائرة النفوذ والسلطة .
وأشار “المهدوي” إلى أن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي لا يملك أي أوراق ضغط ، وهو متخبط في إدارة الأزمة الليبية ، وليس لديه أي شي يقدمه خلال إحاطته المقبلة أمام مجلس الأمن الدولي، مضيفا أن مبادرة باتيلي الخماسية كانت تدعو إلى اجتماع خماسي بين الأطراف الليبية الخمسة الكبار، وهم القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب ، ورئيس المجلس الرئاسي ، ورئيس الحكومة الليبية منتهية الولاية بالغرب الدبيبة ورئيس المجلس الأعلى للدولة .
وذكر “المهدوي” أن المشهد السياسي الليبي يشهد حالة من الركود السياسي ، والانسداد لسوء إدارة البعثه للأزمة ،ولا أعتقد أن هناك أي بوادر أمل لانتعاش الحوار السياسي في ليبيا ، ولا يمكن لهذه البعثه إنهاء العشرية السوداء ، لأنها أغفلت الأزمة الرئيسية وهي انتشار السلاح والميليشيات المتصارعة على النفوذ والسلطة .
يأتي ذلك تعليقا على الجولات المكوكية ، التى أجراها المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي بين الفرقاء السياسيين لإنعاش مبادرته لحل الأزمة ، عبر حوار ليبي- ليبي، بدا أنه يصطدم بتمسك ساسة ليبيا بشروطهم خصوصا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الذي يصر على شرط تشكيل حكومة وحدة ، تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، تنهي انقساما استمر لأكثر من عقد.