منار الكيلاني – وكالة AAC الإخبارية
يتمتع رمضان في اليمن بنكهة مميزة في اليمن، فاليوم الرمضاني به الكثير من النشاطات التقليدية اليمنية، وخلال أيامه تمتلئ المائدة بما لذ وطاب من المأكولات الشعبية، أما مجالس “القات” فتستضيف الكثير من الأمسيات الثقافية والأدبية والدينية والتجمعات الشبابية.
في رمضان يتغير الحال عند اليمنيين بشكل كلي، فالحياة تبدو غير معتادة خلال هذا الشهر ابتداء من المأكل وانتهاء بالسهر الذي يستمر لساعات متأخرة من الفجر وهو بعكس ما اعتاد عليه هذا الشعب حيث تنتهي الحياة اليومية عند الساعة العاشرة مساء.
وعندما تسير في الشوارع في رمضان وفي الصباح الباكر لا تجد أحدا قط، فالمحلات مغلقة والشوارع لا يوجد بها أحد والمنازل تعيش حالة هدوء تام ويضل هذا الوضع إلى الساعة العاشرة صباحاً حتى تبدأ الحياة الطبيعية.
الموظفون يتوجهون إلى أعمالهم والنساء يبدأن يومهن بالعمل في المطبخ لساعات طويلة وذلك من أجل تجهيز المائدة الرمضانية الغنية بالأكلات الشعبية.
وتمتلئ الشوارع بالباعة الذين يبيعون “اللحوح” والمشروبات والخضروات والفواكه والحلويات و القات وهو أحد النباتات المزهرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن، جنوب غرب شبه الجزيرة العربية.
وتحتوي نبتة القات على مينوامين شبه قلوي يدعى الكاثينون وهو شبيه بأمفيتامين منشط وهو مسبب لإنعدام الشهية وحالة من النشاط الزائد صنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار.
وتتمتع مدينة عدن بميزة خاصة هي من أكثر المدن اليمنية إمتلاكا لطقوسا وممارسات لكل مناسبة دينية أو اجتماعية، ولشهر رمضان الكريم نصيب من هذه الطقوس.
هناك عادات وتقاليد بهذا الشهر توارثتها الأجيال، ورفضت الاندثار وتمسكت بعفويتها وبساطتها، واستمرت إلى اليوم.
تفاصيل تلك الطقوس الرمضانية الثرية:
ترحيب برمضان
في جو جميل ومتناغم يتجسد الأطفال في طواف أزقة وأحياء عدن، وبين أيديهم علبٌ معدنية محكمة الإغلاق بها أحجارا صغيرة وحصوات، وبمجرد هزِّها تصدر أصواتا، قد تكون مزعجة لكنها مبهجة ومفرحة لهؤلاء الصغار ولكل من في الحي، عندها فقط يدرك الجميع أن رمضان على الأبواب.
نكهة رمضان
لرمضان في عدن نكهة طيبة، به تتنوع المائدة العدنية الرمضانية، والابتكارات التي تتفنن ربة البيت لتشكل الأطعمة والمأكولات المليئة بنكهة الشهر الكريم وروحانيته.
لا يمكن أن تخطئ عيناك طبق (الشفوت)، كما لا يمكن أن نغفل عن السمبوسة والمدربش واللحوح، وبنت الشيخ، والشتني (السحاوق)، والباجية، وسيدة المأكولات الرمضانية (شربة اللحم أو الدجاج)، بالإضافة إلى الأكلة العدنية الأشهر (الزربيان)، والمطفاية (عقدة السمك الحارة) وغيرها.
رمضان شهر الروحانيات
جانب مجالس القات والحش السياسي والاجتماعي وغيره يتجه اليمنيون إلى المساجد للتقرب إلى الله عن طريق صلاة التراويح وقراءة القرآن وكتب الحديث والفقه وعقد الحلقات الدينية، حيث تقام في العديد من المساجد خلال هذا الشهر ندوات دينية من خلالها يبينون فضائل هذا الشهر اضافة إلى النقاش بأمور دينية مختلفة.