خاص- وكالة AAC الإخبارية
قبل ثلاثة آلاف عام وضع الإغريق جزء من حضارتهم على الأراضي الليبية، ففي حضن الجبل الأخضر في شمال شرق البلاد، وضع القادمون من البحر المتوسط واحد من أجمل المدن في العالم العربي، بل وفي منطقة شرق المتوسط.
في مدينة شحات الليبية الحالية التي تبعد قرابة 20 كيلو متر عن مدينة البيضاء، تقع واحدة من أقدم حضارات الإنسان، متمثلة في مدينة قورينا، والتي يعود إطلاق هذا الاسم عليها إلى إسطورة إغريقية لا تزال تتردد حتى الآن، تتمثل في أن الاسم جاء من اسم اسم حورية شاهدها أبولو وهي تقتل أسد بيديها.
أما التسمية الحالية “شحات” فهي مسمى أطلقه الليبيين على المكان بسبب شح المياه حيث كانت توجد فيها قديما عيون جوفية لكنها نضبت لذا كانت تعرف بالعيون الشاحات ثم أُختصر الاسم إلى شاحات.
بنيت مدينة قورينا وفق غالبية المصادر التاريخية في عام 631 ق. م عن طريق بعض المغامرين الإغريق، وأول حاكم للمدينة كان أحد ولاة الإغريق ويدعى باتوس وحكم المدينة 40 سنة متواصلة.
في القرن الرابع قبل الميلاد شهدت المدينة تطورا هائلا على المستوى الاقتصادي، تمثل في التطور الزراعي والتجاري.
من أشهد الآثار المكتشفة في مدينة قورينا ولا تزال صامدة حتى الآن، تمثال أبولو، واكتشفه البريطاني روبرت موردوخ سميث في القرن التاسع عشر.
وتتميز المدينة بوجود الحمامات اليونانية، إضافة لمعبد زيوس الذي تأسس في القرن الخامس قبل الميلاد ومعبد أبولو وغيره من المعابد والأغورا التراثية، إضافة لقلعة الاكرابوليس.
وفي العهد الروماني أدخل على عمارة المدينة بعض التحويرات، حيث شيد الكثير من المباني الجديدة ومنها الحمامات الرومانية والمسرح ورواق هرقل والكثير من المعابد والنصب، والسور الخارجي الذي بني في القرنين الأول والثاني للميلاد.
وإضافة لمكانتها التاريخية ذكرت المدينة في إنجيل مرقس، في اللنسخة العربية باسم مدينة القيروان: (فسخّروا رجلا مجتازاً كان آتيا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو ألكسندرس وروفس ليحمل صليبه”. كما ذكرت في التوراة في سفر المكابيين.
نجت مدينة قورينا من الأحداث التي وقعت في البلاد، منذ العام 2011، إلا أنها حاليا تعاني بشكل قاسى من الاعتداءات المتكررة على أثارها، والزحف العمراني الذي اقترب من الأراضي التابعة لها، إضافة لعمليات تجريف أراضيها.
وبسبب موقعها المميز حيث تتوسد منطقة الجبل الأخضر الخلابة ذات التنوع النباتي يقصدها عدد من السياح خصوصا في فصل الربيع الدافئة يزورون معبد أبولو أو معبد زيوس الأوسع مساحة من آثار بارثنيون على هضبة أكروبوليس في أثينا.
لكن مصير كل هذه الآثار الضاربة في القدم مهدد اليوم بفعل تعديات بشرية مختلفة، من عمليات تخريب عبر البناء والحفر العشوائي والسرقة.