الجماعات المتطرفة تستغل أحداث فلسطين.. تركيا تدرب الطيارين الصهاينة
بكري: ضربات المقاومة الفلسطينية أوجعت الكيان الصهيوني
الخضري: شعبنا مصمم على الدفاع عن نفسه.. وعلى المجتمع الدولي التدخل لوقف العدوان
القاهرة – محمد فتحي الشريف
نجحت الوساطة المصرية في وقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، لتضع الحرب أوزارها بين المقاومة الفلسطينية، و الاحتلال الصهيوني.
ومع اشتداد العدوان أثبت حالة التضامن العربي الواسعة، أن القضية الفلسطينية لا تزال قضية العرب المركزية.
في مطلع شهر رمضان الماضي، كان هناك غضب فلسطيني كامن في عدة مناطق من الأراضي المحتلة في القدس وغزة والخليل ونابلس، وذلك بسبب التوتر والتعامل المتصاعد من جانب جنود الاحتلال الصهيوني مع أبناء الشعب الفلسطيني، وفي الأسابيع الأخيرة من شهر رمضان نشبت مواجهات بين جنود الاحتلال الصهيوني الذين تعاملوا بعنف مفرط مع سكان القدس الشرقية.
وزاد من اشتعال الموقف الحملة الهمجية التي قام بها جنود الاحتلال تجاه بعض العائلات الذين أرادوا أن يخرجوهم من ديارهم بالقوة لتسكين مستوطنين صهاينة احتفالا من الكيان الغاشم باحتلال القدس قبل 44 عاما.
وفي نهاية شهر رمضان اعتدى الجنود الصهاينة على عدد من المصلين وقتلوا بعضهم، وهو الأمر الذي أشعل الغضب في العالم العربي والإسلامي، ومن هنا كانت بداية الأحداث.
هجمة بربرية صهيونية عنيفة
هجمة بربرية جديدة هي الأعنف منذ عام “2014” أقدم عليها جيش الاحتلال الصهيوني على مناطق عديدة من الأراضي الفلسطينية والتي بدأها يوم الاثنين الماضي ولا تزال مستمرة حتى كتابة تلك السطور، استهدفت تلك الهجمة الشرسة المصلين في المسجد الأقصى فقتلت المئات وأصابت الآلاف، ولم يسلم من طلقات مدافع وصواريخ وقنابل الصهاينة الجميع، فتم قتل الأطفال والنساء والشيوخ، واستهداف المصلين في المسجد الأقصى المبارك في جريمة نكراء لم تعرفها الإنسانية، وتم تهجير أهالي حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وأصابت طائرات الاحتلال المنازل والمؤسسات في قطاع غزة فدمرتها، وبلغت حصيلة شهداء الهجمة البربرية الصهيونية حتى الآن أكثر من 170 شهيدا بينهم 49 طفلا و25 سيدة، في حين أصيب أكثر من 1400 آخرون، منهم 350 طفلاً و210 سيدات، وبلغت الحالات الحرجة منهم أكثر من 50 حالة بالغة الخطورة، وذلك حسب آخر إحصائية لوزارة الصحة في قطاع غزة.
نتنياهو يتوعد
لم تكن تلك هي آخر حلقات العدوان الصهيوني الغاشم على أهلينا في فلسطين، بل توعد رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، الشعب الفلسطيني فقال “إن حكومته ستستخدم كل قوتها لحماية إسرائيل من الأعداء في الخارج ومثيري الشغب في الداخل”، حسب وصفه، وأضاف رئيس وزراء الكيان الصهيوني قائلا: “سوف أوسع الضربات العسكرية على كافة المناطق الفلسطينية وخاصة غزة”.
كما اعتقلت حكومة بنيامين نتنياهو، المئات من اليهود العرب وفرضت حالة الطوارئ في بلدة “اللد” القريبة من تل أبيب.
الأمم المتحدة تعلق
فيما علقت الأمم المتحدة على هذا التصعيد قائلة: إنها تخشى من تحول أعمال العنف إلى “حرب واسعة النطاق”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه يشعر “بقلق شديد” من أعمال العنف المستمرة.
هجوم شرس من طيران الصهاينة والمقاومة ترد
ونفذ طيران الكيان الصهيوني مئات الضربات الجوية على قطاع غزة وأماكن واسعة من الأراضي المحتلة، وهو ما أسفر عن مقتل قيادي بحركة حماس، وتدمير ثلاثة مبان ضخمة، وقتل عشرات الأطفال والنساء وتدمير عدد من المباني والمؤسسات.
فيما ردت المقاومة الفلسطينية على العدوان الصهيوني الغاشم بعدد من الصواريخ التي بثت الرعب في قلوب ونفوس الكيان الصهيوني وخصوصا بعد أن أصابت الصواريخ “تل أبيب”.
وحسب تقارير صحافية فقد ترك أكثر من 10 آلاف فلسطيني منازلهم خوفا من قصف طيران الكيان الصهيوني، وأكدت حركة حماس استشهاد القيادي باسم عيسى في مدينة غزة و”مقاتلين” آخرين.
في مخالفة لمواثيق الأمم المتحدة استهدف الطيران الصهيوني عددا من الأبراج السكنية في قطاع غزة وقتل عددا من السكان بينهم أطفال ونساء، وهي مخالفة واضحة وتعدٍ صارح على كل الحقوق والمواثيق والأعراف وتعد جريمة حرب نكراء ارتكبتها حكومة الكيان الصهيوني.
جرائم صهيونية يندى لها الجبين
قتل طيران العدو الصهيوني خمسة أفراد من عائلة واحدة في غارة جوية يوم الثلاثاء الماضي بينها طفلان شقيقان، وقالت الطفلة ياسمين البالغة من العمر 11 عاما وأحد سكان القطاع في مقابلة تدمي القلوب مع إحدى الوكالات الدولية: إن ليل الثلاثاء كان أسوأ ليلة في حياتها، وأضافت: كنت أشعر بألم في بطني من الخوف وكان والداي يحاولان تهدئتي وإخباري أن القصف بعيد لكنني شعرت أنه كان قريبًا، وتابعت: العيد غدا، ولن نحتفل بسبب هذا الصراع.
المقاومة ترعب الكيان الصهيوني رغم الخسائر
على الرغم من الاستهداف الجبان الذي قام به العدو الصهيوني إلا أن أبناء فلسطين الشجعان استطاعوا أن يبثوا الرعب والخوف والفزع في قلوب هؤلاء المجرمين وأنصارهم، فكانت صواريخ المقاومة لهم بالمرصاد واستطاعوا أن يقتلوا عددا من جنود الكيان الصهيوني حسب تقارير من “تل أبيب”.
وكانت صفارات الإنذار تدوي في أذن العدو الصهيوني في بلدات جنوب تل أبيب.
وبعد رفض عدد من سكان “تل أبيب” سياسة الكيان الصهيوني لجأت سلطة الاحتلال إلى اعتقال أكثر من 270 مواطنا حسب تقارير صحافية من القدس المحتلة، وفرض حظر التجول داخل عدد من مدن الكيان الصهيوني.
استنكار وغضب عربي شعبيا ورسميا
حالة من الغضب الشعبي والرسمي انتابت كل الدول العربية والعالم الإسلامي تجاه الهجمة البربرية التي شنها الصهاينة على أبناء الشعب الفلسطيني العزل في شهر رمضان وفي أيام عيد الفطر، فخرجت المظاهرات في عدة دول عربية وإسلامية منددين بما حدث للأطفال والنساء والشيوخ في غزة، إذ أصدرت كافة القوى العربية الرسمية والشعبية بيانات طالبت فيها المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتدخل العاجل لوقف العدوان الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني.
النواب يطالبون بموقف دولي جاد تجاه الصهاينة
في ليبيا أدان عدد من أعضاء مجلس النواب، العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني في القدس وقطاع غزة، وذلك بعد سقوط عشرات الضحايا من الفلسطينيين نتيجة ضربات إسرائيلية.
وأكد البيان الموقع من 91 عضوا على أنهم يتابعون العدوان الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والانتهاك الصارخ للمقدسات الدينية في القدس الشريف واستمرار المستوطنين في التعدي على الحقوق الأصيلة لأبناء الشعب الفلسطيني في حي الشيخ جراح.
وشدد الأعضاء على إدانتهم واستنكارهم بأشد العبارات هذا العدوان الآثم.. مطالبين وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية ومن خلال المجلس الرئاسي بالتواصل مع الدول العربية والإسلامية من أجل اتخاذ موقف جاد يوقف الاستيطان والعدوان الغاشم على أراضي الشعب الفلسطيني.
كما طالب النواب رئاسة الحكومة بالإعلان عن حملة رسمية وشعبية لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني ليتمكنوا من مواجهة هذا العدوان.
مصر تطالب بوقف العدوان الصهيوني
وفي جمهورية مصر العربية، كانت هناك اتصالات مكثفة لوزير الخارجية المصري سامح شكري مع عدد من وزراء خارجية عدة دول منها فرنسا وروسيا وإيرلندا وذلك بهدف وقف العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني.
وشدد شكري خلال الاتصالات الوزارية على ضرورة وقف إطلاق النار الكامل حفاظاً على الأرواح وإفساحاً للمجال للجهود السياسية.
وطالب وزير خارجية مصر، المجتمع الدولي بالتحرك ليطرح بجدية التقدم نحو السلام الحقيقي والعادل المؤدي إلى تحقيق العدالة في هذه القضية.
خطيب الأزهر: لا بد من قوة ردع إسلامية في مواجهة ما يتعرض له الأقصى
ندد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بالتصعيد الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني في القدس وقطاع غزة.
وقال هاشم في خطبة صلاة الجمعة الماضية، من الجامع الأزهر الشريف بالقاهرة، “إن أمامكم رسالة يا أيها النظام العالمي سواء الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان، والحكام والرؤساء، يجب أن تكونوا صفا واحدا لاستخلاص القدس من أيدي جرذان الأرض وردع الذين ظلموا”.
وأضاف قائلا “لا بد من قوة ردع إسلامية في بلاد الإسلام والعرب”، مردفا “يا كل حكامنا ورؤسائنا ومنظمات العالم قفوا أمام مسئولياتكم اليوم بعد أن داس الصهاينة الظالمون حقوق الإنسان ودنسوا بيتا من بيوت الله بازدراء الأديان بهذه الصورة البشعة”.
واستنكر ما وصفه بأنه صمت مخزٍ لا يليق بعالم يتباهى بأنه عالم التنوير والحضارة.
وشدد، “لا يكفينا شجب أو إدانة وإنما لابد من موقف إيجابي يردع هؤلاء الظالمين القتلة الذين أشعلوا مجزرة نكراء على أرض الإسراء”.
فرنسا وإيطاليا تمنعان التظاهر لنصرة القدس
قررت حكومتا إيطاليا وفرنسا منع التظاهر الذي كانت تنوي قوى شعبية القيام به ضد العدوان الصهيوني الغاشم على القدس، وحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، رفض مظاهرة كان مقررا لها السبت الماضي مؤيدة للفلسطينيين ومنددة باستخدام الكيان الصهيوني القوة ضدهم، عبر تويتر طلب الوزير من قائد شرطة باريس حظر المظاهرة تجنبا لتكرار سيناريو الصدامات و”الاضطرابات الخطيرة في النظام العام” التي وقعت في 2014 بباريس، على هامش مظاهرة مماثلة على خلفية الصراع الدائر في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني.
في السياق ذاته رفضت الحكومة الإيطالية مظاهرة مماثلة للتنديد بالعدوان الصهيوني على فلسطين.
النمسا وألمانيا تؤيدان الصهاينة
رفع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، يوم الجمعة الماضية، العلم الصهيوني فوق مقره، تضامنا مع تل أبيب.
وكتب كورتز على تويتر: “رفع العلم الصهيوني اليوم فوق مبنى مكتب المستشار الفيدرالي تضامنا مع تل أبيب”.
وأضاف إن “الهجمات الإرهابية على “تل أبيب” تستحق أشد الإدانة ونحن إلى جانب الصهاينة”، حسب تعبيره.
وفي سياق متصل اعتبر الناطق باسم الحكومة الألمانية يوم الجمعة أن إطلاق حركة حماس صواريخ باتجاه الكيان الصهيوني يشكل “هجمات إرهابية”.
وقال الناطق شتيفن زايبرت خلال مؤتمر صحافي «إنها هجمات إرهابية لها هدف وحيد قتل الناس عشوائيا وزرع الخوف» مضيفا إن حكومة أنغيلا ميركل تدعم “حق “تل أبيب” في الدفاع المشروع عن النفس في وجه هذه الهجمات”.
العالم ينتفض ضد الصهاينة
خرجت يوم السبت الماضي مظاهرات في عدة عواصم عربية وإسلامية وأوروبية دعمًا للفلسطينيين في ظلّ استمرار التصعيد الصهيوني الغاشم.
في باريس وعلى الرغم من الحظر الذي فرضته الشرطة الفرنسية، إلا أن المتظاهرين خرجوا ووقعت صدامات بين المتظاهرين والشرطة بعد الظهر في حي باربيس شمال العاصمة.
وفي لندن، تظاهر الآلاف دعمًا للفلسطينيين، مطالبين الحكومة البريطانية بالتدخل لوقف العملية العسكرية الصهيونية.
وفي ألمانيا، تظاهر آلاف في برلين وعدد من المدن الأخرى تلبية لدعوة جماعات مؤيدة للفلسطينيين.
وسمِح بإقامة ثلاث تظاهرات في العاصمة الألمانية، بما في ذلك تظاهرتان في حيّ نويكولن الشعبي في جنوب المدينة.
وأطلِقت دعوات للتظاهر في مدن ألمانية أخرى، مثل فرانكفورت ولايبزيغ أو هامبورغ، حيث كان من المتوقع تجمع مئات وفق الصحافة الألمانية.
كذلك تظاهر نحو 2500 شخص دعما للفلسطينيين في مسيرة هادئة وسط مدريد، وفق ما قالت الشرطة الإسبانية.
وفي وارسو، تظاهر نحو ثلاثمائة شخص، معظمهم فلسطينيون يعيشون في بولندا، قبالة السفارة الإسرائيلية، رافعين أعلامًا فلسطينية ولافتات كتب عليها “أوقفوا محرقة الفلسطينيين” و”القدس عاصمة فلسطين”.
وفي الشرق الأوسط، خرجت تظاهرات السبت الماضي في العاصمة التونسية ومدن أخرى من البلاد، وتجمّع مئات المحتجين رافعين الأعلام الفلسطينية وسط العاصمة تونس، وجابوا جادة الحبيب بورقيبة وسط انتشار للشرطة.
وفي الأردن، تظاهر مئات السبت الماضي في عمّان وقرب الحدود مع الضفة الغربية المحتلة.
وفي العراق، تظاهر آلاف في بغداد ومدن أخرى، وفي لبنان، نظمت تجمعات مؤيدة للفلسطينيين قرب الحدود مع الكيان الصهيوني.
كما تظاهر عدد كبير من الشباب في باكستان وبنجلادش وبعض العواصم الإسلامية منددين بالعدوان الصهيوني الغاشم على فلسطين والصمت الدولي المطبق.
الجماعات المتطرفة تستغل أحداث فلسطين
في كل مصيبة تجد هؤلاء حاضرين هدفهم استغلال كل المواقف لصالح تطرفهم وإجرامهم ومحاولة إظهار أنفسهم أنهم هم أصحاب الجهاد والنضال والكفاح وحدهم، مع أنهم سبب رئيسي في تهميش القضية الفلسطينية بعد أن حل الخراب والنكبات بالأمة العربية بسبب مخطط الفوضى الذي نفذ من خلال جماعة الإخوان الإرهابية وأذنابها في الداخل والخارج عام 2011، وطال الخراب والدمار دولا عربية، منها من تعافى ومنها من لا يزال داخل محيط الفوضى، فضعفت الأمة وانشغل كل وطن بهمومه، ففي ليبيا لا يزال مشهد الفوضى حاضرا، وفي سوريا واليمن والسودان وتونس والجزائر وكل من طالها الخراب العربي.
تركيا تدرب الطيارين الصهاينة
أصدر زاغروس هيوا المتحدث باسم منظومة المجتمع الكردستاني KCK، بيانًا بشأن الأوضاع الجارية في فلسطين، لافتًا إلى أيادي تركيا وأردوغان الضالعة في قتل الفلسطينيين في غزة عبر تدريب الطيارين الإسرائيليين الذين يقصفون غزة الآن في مدينة قونيا.
وقال هيوا في بيان صدر قبل قليل إن “محنة الفلسطينيين (العرب) واليهود والكرد هي نتيجة مباشرة لنموذج الدولة القومية للرأسمالية”.
وأكد هيوا أن “فرض نموذج الدولة القومية على الشرق الأوسط أفسح الطريق للمجازر والإبادة الجماعية. وأنه بدون معالجة سياسة الإبادة الجماعية للدولة التركية لا يمكننا فهم إراقة دماء اليوم في فلسطين”.
وأضاف “تركيا أردوغان تنفخ لتأجيج النار في فلسطين، وهؤلاء الطيارون الإسرائيليون الذين يقصفون غزة اليوم تم تدريبهم جميعا في مدينة قونيا التركية”.
واستنكر دموع أردوغان على القنابل التي تسقط على غزة قائلا: “هي محاولة لإخفاء الجرائم القذرة عن الشعب التي يرتكبها بحق الكرد، يريد إخفاء استخدامه القنابل والأسلحة الكيميائية ضد قوات الكريلا في ميتينا وزاب وافاشين اليوم”.
وأكد أن المشاكل في الشرق الأوسط كلها مترابطة، وأن “الكونفدرالية الديمقراطية هي نموذجنا لحل المشاكل المختلفة في الشرق الأوسط. كما يمكن تطبيقه بنجاح على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وتابع: “هذا النموذج يتعرض لهجوم شديد من قبل الدولة التركية. طالما استمر سقوط القنابل التركية على ميتينا وزاب وافاشين في جنوبي كردستان ويتم قمع الأصوات المنادية بالحل، سيستمر أردوغان في صبّ الزيت على النار في الشرق الأوسط”.
إلى ذلك استطلعت وكالة AAC الإخبارية آراء عدد من السياسيين، في الهجمة الصهيونية الغاشمة على فلسطين، وكيفية وضع موقف عربي موحد لصد العدوان على العزل.
بكري: ضربات المقاومة الفلسطينية أوجعت الكيان الصهيوني
في البداية قال الإعلامي والبرلماني المصري مصطفي بكري إن إسرائيل تعاني الآن، من قوة ضربات المقاومة، ومن الفوضى الداخلية.
وأضاف بكري، إن الهجمة الصهيونية على قطاع غزة، ليست الأولى من نوعها بل سببها هجمات خطيرة في أعوام ” 2008، و2012، و2014″ تم خلالها تدمير البنية التحتية للقطاع.
وأوضح، أن الهجمة الأخيرة بدأت من خلال محاولات التطهير العرقي في حي الشيخ جراح بالقدس، في ذكرى ما يسميه الاحتلال توحيد القدس.
وأوضح أن الهدف من العدوان هو إخلاء مدينة القدس المحتلة من السكان العرب لإعلان المدينة عاصمة أبدية لإسرائيل، لذا تصدى الشعب الفلسطيني للمخطط، فما كان من الصهاينة إلا وأن اقتحموا المسجد الأقصى وروعوا المصلين، وساندت الشرطة الإسرائيلية في ذلك المستوطنين.
وتابع إنه كان من الطبيعي أن تتحرك غزة بمقاومتها الباسلة، وأن توجه الضربات للعدو، مشيرا إلى أنه برغم الخسائر التي نجمت عن العدوان فإن القضية الفلسطينية عادت إلى صدارة الواجهة، مرة أخرى، بعد أن تراجعت عقب أحداث الربيع.
الأمر الثاني، وفقا لبكري هو أن الشعب الفلسطيني من الشمال إلى الجنوب وحتى من هم تحت الاحتلال أو من يسمون بعرب 48 كانوا جميعا يدا واحدة في مواجهة العدوان، كما أن الفصائل الفلسطينية هي الأخرى توحدت في مواجهة العدو.
وتابع إن الانتصار الفلسطيني العربي يتحقق حاليا، كما أن الرأي العام العالمي بات واعيا بمخاطر ما يجري في الأراضي المحتلة، وسنشهد مواقف مختلفة في اجتماع مجلس الأمن الأحد المقبل.
ولفت إلى وجود مشكلات جمة تعاني منها إسرائيل حاليا أهمها الانهيار والانقسام الداخلي، وهو ما يشير إلى أن فكرة التسوية السياسية التي تريدها إسرائيل لم تعد مطروحة، وأن الحل هو دولة فلسطينية كاملة على حدود عام 67.
وقال إن الموقف العربي ربما لم يكن على المستوى المطلوب، لكن كان هناك تحركات عربية على المستوى الشعبي رائعة، فالشارع العربي قلبا وقالبا مع فلسطين.
وأكد أن مصر لعبت دورا مهما ومحوريا لوقف العدوان وفتحت الحدود لإنقاذ الجرحى، وبدأت في اتصالات مكثفة لوقف الحرب.
وتابع إنه لا يمكن أن يكون هناك تسوية إلا بعودة الحق الفلسطيني كاملا، كما أن ملف التطبيع مع العدو بحاجة للمراجعة، لأن إسرائيل ليست دولة سلام بل هي عصابات مجرمة هدفها تدمير الأمة العربية.
عاشور: تركيا وقطر تتاجران بالقضية الفلسطينية
من جانبه قال السياسي الليبي عبدالسلام عاشور، إن الكيان الصهيوني المحتل يواصل ارتكاب أبشع المجازر والإبادة في حق شعبنا العربي في فلسطين المحتلة وحليفه الأمريكي يؤجل جلسات مجلس الأمن لمنحه فرصة لمزيد من القتل تحت ما سماه حق الدفاع عن النفس ويتأهب للفيتو ضد أية إدانة لهذا الكيان البربري.
وأضاف “عاشور” قائلا: إن النظام العربي يحتاج إلى توحيد الموقف تجاه هذا العدوان، ولكن تبقى الأنظمة الإخوانية في الوطن العربي مثل قطر والعالم الإسلامي مثل تركيا تتفنن في الانتهازية المقيتة وتسارعان للاستفادة من الحدث في محاولة واهمة لتعزيز موقعيهما الشعبيين الأولى في العالم العربي، وإبراز دورها كطرف داعم للمقاومة الفلسطينية، والثانية إلى تعزيز دورها المشبوه في العالم الإسلامي كحامية للمقدسات الإسلامية.
وأشار إلى أن تركيا من خلال تصريحات العثماني “أردوغان” وحكومته وحزبه الإخواني الذي يصف الكيان الصهيوني بحقيقته تارة والتوعد بالتدخل لوقف العدوان تارة أخرى وهو المرتبط باتفاقيات أمنية وعسكرية مع الكيان الغاصب والمعترف بالقدس عاصمة لهذا الكيان قبل الاعتراف الأمريكي، ونذكر هنا أنه حتى عندما كانت العلاقات التركية الصهيونية مقطوعة دبلوماسيا، استمر التعاون العسكري والمخابرات والتجارة بين الدولتين، فالتوترات الظاهرية لا تفسر طبيعة العلاقة الإستراتيجية بينهما.
وأوضح أن قطر، تتاجر بالقضية الفلسطينية على مدار 25 عاما وضعت ذراعها الإخواني “الخنزيرة كما يسميها أهلنا” في بث مباشر من فلسطين على مدار اليوم ناهيك عن أنها أول المطبعين مع الصهاينة، وقريبا سنسمع عن استعدادها لأداء دور الوسيط بين “الصهاينة” و”حماس”.
الخضري: شعبنا مصمم على الدفاع عن نفسه وعلى المجتمع الدولي التدخل لوقف العدوان
في السياق ذاته قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني السابق ورئيس اللجنة الشعبية لمواجهة حصار غزة، جمال الخضري في تصريحات خاصة “للموقف الليبي” إن القدس الشرقية لا تزال جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة ويسري عليها القانون الدولي الإنساني.
وشدد على ضرورة احترام سلطة الاحتلال القائمة للممتلكات الخاصة في الأراضي المحتلة لا سيما وأنها محمية من المصادرة
ودعا إلى الوقف الفوري لجميع عمليات الإخلاء ومراجعة القانونين اللذين تستعملهما سلطات الاحتلال كي تتوافق مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ورحب الخضري بالبيان الصادر عن الأمم المتحدة والذي اعتبرت فيه قرار إسرائيل إجلاء المواطنين الفلسطينيين أصحاب البيوت الأصليين في حي الشيخ جراح من منازلهم انتهاكا للقانون الدولي.
كما ثمن البيان الصادر عن وزراء خارجية الدول الأوروبية الذي طالبوا فيه إسرائيل بالتوقف عن سياسة التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة ودعوها للتراجع عن قرار بناء (540) وحدة استيطانية وعمليات التهجير القسرية لسكان حي الشيخ جراح، معتبرين أن تلك السياسة من شأنها تقويض الجهود المبذولة لحل الدولتين.
وطالب الخضري المجتمع الدولي بالقيام بما هو أكثر من مجرد إصدار البيانات على أهميتها إلى إجراءات عملية تفضي إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية ولجم سياسة التوسع الاستيطاني التي تستفيد من ضعف المواقف الدولية الرادعة لها.
وأكد على أن شعبنا مصمم على الدفاع عن أرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية وأن أهالي الشيخ جراح لن يغادروا منازلهم التي يتعرضون لخطر التهجير منها، مشيرا إلى أن سكان حي الشيخ جراح الذين يتعرضون للتهجير اليوم سبق وأن هجروا من منازلهم في حيفا ويافا عام ثمانية وأربعين.
واختتم الخضري تصريحاته بأن الشهداء الفلسطينيين هم وقود الانتفاضة الثالثة ضد الكيان الصهيوني ما لم تتدخل أمريكا لوقف هذا العدوان الغاشم من حكومة نتنياهو.
الجمل: نتنياهو يسعى للتغطية على فساد حكومته وفشلها
من جانبه قال هاني الجمل مدير مركز الكنانة للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن توقيت الاعتداء الصهيوني الغاشم على فلسطين هو سؤال يتبادر إلى ذهن من يتابع المشهد الإسرائيلي عن كثب ولكن بمنطق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ينكشف لك عدة نقاط هامة في هذا الشأن، أولها أنه من المؤكد على نتنياهو مغادرة موقعه كأطول رئيس لوزراء حكومة إسرائيلية والتي ظل فيها طيلة 16 عاما ولكنه ملاحق بالعديد من قضايا الفساد والتي قد تحط به الرحال إلى التوقيف الجنائي في العديد من هذه القضايا.
وأضاف “الجمل” في تصريحات خاصة قائلا: إن إطالة مدة تواجده في حكومة تسيير الأعمال هو الملاذ الآمن له خلال هذه الفترة على الرغم من تكليف غريمه الإعلامي “يائير لابيد”، ثانيهما أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن تعمل على إعادة ترتيب موقفها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي خاصة بعد قرارات ترامب الكارثية بنقل السفارة الأمريكية للقدس خلال فترة رئاسته والتي جعلت هناك موقفا منحازا لإسرائيل ضد الفلسطينيين وبالتالي تريد إسرائيل أن تكون في موقف جديد يتم على أساسه التفاوض وليس كما كان فترة حكم ترامب.
وأشار مدير مركز “الكنانة” إلى أن ثالث هذه الأسباب عرقلة إقامة الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية التي توافق عليها الفصائل الفلسطينية في تشكيل كيان معترف به دستوريا أمام المجتمع الدولي.
واختتم “الجمل” تصريحاته قائلا: المثير أن الدول العربية التي سارعت في خطوات التطبيع مع إسرائيل في الآونة الأخيرة لم تمارس الضغط المطلوب منها على الكيان الصهيوني وذلك لأنها لا تملك هذه الأوراق أو بالأحرى أنها لن تستطيع أن تفك هذا التطبيع لما تستفيد منه بهذا التطبيع بيد أن هناك خطوات جادة من الجامعة العربية في تحريك هذه القضية في مجلس الأمن من خلال الممثل العربي بالمجلس والذي دعي أكثر من مرة لعقد جلس علنية افتراضية لثالث مرة لوضع آلية في الضغط على إسرائيل لوقف هذا العدوان الغاشم على الحقوق التاريخية الفلسطينيين في حي الشيخ جراح باعتبارها دولة احتلال يجب أن تحترم المواثيق الدولية في هذا الشأن لأن ما تقوم به إسرائيل يرقي إلى جرائم إنسانية يعاقب عليها القانون الإنساني الدولي وذلك بتوثيق هذه الجرائم، خاصة أن هناك عقودا إيجارية تمتلكها المملكة الأردنية بشأن امتلاك الفلسطينيين لهذه البنايات والأراضي والذي تنكره دولة الاحتلال.
البحباح: من المؤسف اعتراف العالم بدولة اغتصبت الأراضي العربية
من جانبه قال الدبلوماسي الليبي السابق الدكتور رمضان البحباح، إن الهجمة الصهيونية ليست الأولى وليست الأخيرة، وكذلك حالة الرفض والمقاومة الفلسطينية ليست الأولى والأخيرة، هذا صراع مستمر بين أصحاب الأرض الحقيقيين والمغتصبين لها من العصابات الصهيونية المدعومة من الغرب.
وأضاف “البحباح” قائلا: الشيء المؤسف أن يعترف العالم بدولة تغتصب أرض شعب ويتم الاعتراف بهذا الاغتصاب ويعلن عن ضمان حمايته في وقت يقتل أصحابها ويوصفون مقاومتهم بالإرهاب هذا منتهى الإسفاف واللعب بالألفاظ، القضية الفلسطينية ليست قضية مقدسات تم انتهاكها بل إنها أبعد من ذلك بكثير، فالمقدسات منتهكة في جل بلدان العالم ووصلت حد السخرية بكتاب الله ورسوله علنا وجهارا ولم تحدث حروب وصراعات، لكن أن يحرم بشر من حقهم في العيش في بيوتهم ومزارعهم ويوصفون بالإرهاب ويتم الحديث عن ضرورة الهدنة والحوار والتهدئة، هذا منطق استعلائي ومنطق يتعارض مع ناموس الحياة أصلا، كيف للمغتصب حقوق؟ بأي تشريع وبأي عرف؟ وكيف لصاحب الحق أن يجرم دفاعه عن وجوده؟ إنه قانون الغاب وقانون القوة هو الذي أجاز هذه المعادلة المقلوبة.