اتهم محمد عمر بعيو، رئيس المؤسسة الليبية للإعلام الملغاة، أمريكا بأنها تستخدم القتل البطيء، قائلا:” واشنطن لا توجه الضربة القاضية بسرعة، بل إنها تبدأ عملية قتل بطيئة ربما تستمر عقوداً، لكنها لا تترك ثأرها أبداً لدى من يقتل مواطنيها.
وقال بعيو، في منشور له، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: “في أكتوبر 1991، وفي زيارته الأخيرة إلى طرابلس قبل وفاته، قال لي الأديب والفيلسوف (الـصـادق الـنـيـهـوم) رحمه الله:- أنه قال لمعمر القذافي «إنه دخل فلك الانتقام الأميركي يوم سمح للمتظاهرين الغوغائيين بإحراق مبنى السفارة الأمريكية في طرابلس مطلع ديسمبر 1979»”.
وأوضح:“ أمريكا لا توجه الضربة القاضية بسرعة، بل إنها تبدأ عملية قتل بطيئة ربما تستمر عقوداً، لكنها لا تترك ثأرها أبداً لدى من يقتل مواطنيها، أو يهدد أمنها، أو يُهين رموزها الوطنية وليس الشخصية، ولقد تدرج الانتقام الأمريكي العابر للإدارات والرئاسات والصفقات من معمر القذافي، على مدى إثنين وثلاثين عاماً، من الغارات على طرابلس في أبريل 1986، إلى فرض الحصار الجوي في أبريل 1992 بسبب إتهامات بالمسؤولية عن تفجير طائرة البانام، في سماء بلدة لوكربي الأسكتلندية في ديسمبر 1988، والذي استمر 7 سنوات كاملة، إلى انتقامها الأخير والذي لم يتوقعه معمر القذافي بعدما تصالح معها، حين شاركت في الحملة الجوية والصاروخية ضمن التحالف الدولي، ربيع وصيف 2011، والذي انتهى بقتله وإسقاط النظام وإنهاء الدولة”.
وأضاف “في 11 سبتمبر 2012 قامت قوى القاعدة المتحالفة مع ما يسمى كتائب الثوار، بقتل السفير الأمريكي (كريستوفر ستيفنز) أثناء وجوده في بنغازي، وهي جريمة ما كان يمكن لأمريكا أن تسمح بوقوعها دون عقاب شديد الأذى طويل النفس، يطال ليس فقط الذين شاركوا مباشرة في الجريمة، ومن بينهم (أحمد بوختالة) الذي اختطفته الاستخبارات الأمريكية من بنغازي سنة 2014، بل كل المحسوبين على الحالة الفوضوية المستمرة والمسماة في أوساط غلاة فبراير الحالة الثورية”.
واستطرد “هذا ما حدث ويحدث وما سيستمر، حتى يتم إعادة تشكل الدولة الليبية، المحكومة بسلطة قوية، وإنهاء فوضى السلاح، وربما إعادة تشكيل الكيان الليبي إذا تأكدت استحالة وجود سلطة مركزية قوية تفرض الأمن والاستقرار، في أمد لا يبدو قريباً، وبأثمان كانت وستكون باهظة للأسف”.
وتابع:“ أقول هذا لمن لا تزال عقولهم في رؤوسهم، وليست على أبصارهم غشاوة، ممن يعنيهم شأن وطنهم ومصير بلادهم، لعلهم يتحركون ويبادرون قبل فوات الأوان، لاختصار زمن العناء، والتخفيف من هذا البلاء، أما المؤدلجون الأغبياء والناعقون السفهاء، واللصوص الأدنياء، فليستمروا في غيّهم يعمهون، حتى يُلاقوا يومهم الذي يوعدون”.
واستطرد: “ما أحوجنا أن نتفهم وأن نتفاهم، وأن نعرف أنّ التاريخ الذي يصنعه الأقوياء يمكن أن يساعد الضعفاء إذا علِموا وفهِموا، وليس إذا جهلوا وانتقموا”.