في حارة ضيقة بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة، يقف منزل قذافي فراج، الشهير بسفاح الجيزة، كئيبا، لم تدخله الحياة منذ 5 سنوات، وقتها كان سكان هذه المنطقة الفقيرة يعرفون الرجل الذي تفاجئوا به كقاتل محترف، شخص مسالم، لا يرى منه جيرانه ما يلفت الانتباه.
عبر بوابة حديدية أكلها الصدأ كان قذافي فرج قاتل النساء في الجيزة والمنصورة، يدلف منها يوميها، يلقي الصباح على جيرانها كالمعتاد لكنه اختفى فجأة قبل خمس سنوات، لتضيع أخباره في زحام الدنيا، ولم يبقى في البيت سوى أشباح حكاياته القديمة التي لم يكن أحد يعملها.
الجار المسالم أصبح حاليا متهم بقتل 4 أشخاص من بينهم زوجته وصديقه، ودفن جثثهم بنفس المنطقة “بولاق الدكرور” ومنها إلى الإسكندرية لينفذ نفس الجريمة هناك، وتحول بعدها شرقا نحو المنصور ليكرر التجربة، لكن بتفاصيل مختلفة.
حاليا يواجه سفاح الجيزة تهم ارتكاب جرائم انتحال صفة، ونصب وتزوير، إضافة للقتل العمد.
قبل مغادرة بولاق الدكرور قتل قذافي فراج زوجته، وشقيقة إحدى زوجاته، وصديقه، لكن جيرانه يقولون عنه إنه كان يقيم في المنزل مع والدته، واثنان من أشقائه، إلا أن الإخوة والأم غادروا المنزل بعد القبض على المتهم، واستجوابهم من قبل رجال المباحث.
ويضيف الجيران أنه كان شابا عاديا لا تظهر عليه أى ملامح أو علامات تشير إلى شخصيته الإجرامية.
وكشفت تحريات رجال المباحث، واعترافات المتهم، قد أكدت أنه عقب هروبه من الجيزة، سافر إلى مدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، وأقام بها لمدة أسبوعين، وهناك تقدم للزواج من فتاة، وعقد قرانه عليها، إلا أنه لم يدخل بها، ثم غير وجهته وسافر إلى الإسكندرية، وحتى الآن لا توجد أى بلاغات أو اتهامات خاصة بضحايا للمتهم بمدينة المنصورة.
وضبط رجال المباحث بحوزة المتهم 7 بطاقات شخصية مزيفة، استخدمها فى النصب والزواج من ضحاياه، لسهولة الإفلات من جرائمه.
ومن جانبه قال والد فاطمة زكريا، إحدى زوجات سفاح الجيزة، التى قتلها المتهم، ودفن جثتها بمقبرة فى بولاق الدكرور، إن ابنته كانت متزوجة من المتهم، قبل 7 سنوات، ويقيمان بشقة بمنطقة الكوم الأخضر، التابعة لدائرة قسم شرطة الهرم، ويوم الحادث ارتكب المتهم جريمته، بوضع السم لها داخل علبة عصير وقدمها لها، وفور تناوله فارقت الحياة.
أضاف والد المجنى عليها، أن المتهم وضع جثتها داخل “ديب فريزر”، واستعان بأشخاص آخرين لنقلها إلى شقة ببولاق الدكرور، ثم أعد لها مقبرة، ودفنها بها، مشيرا إلى أنه اكتشف اختفاء ابنته، وسأله عنها، فادعى مغادرتها مسكن الزوجية، ولم يعلل سبب اختفائها.
وذكر والد الضحية، أنه اكتشف اختفاء الديب فريزر من شقتها، حيث كان هو من اشتراه لها، وعندما سأل زوجها عنه، ادعى أن ابنته قبل اختفائها، تبرعت به بسبب خوفها منه تسلل فأر لداخله.
وكشفت تحريات قطاع مصلحة الأمن العام، بالتنسيق مع مديرية أمن الجيزة، أن المتهم “قذافى.ف” البالغ من العمر 49 سنة، حاصل على ليسانس حقوق، المودع بسجن الاستئناف على ذمة قضية جنح قسم سيدى جابر بالإسكندرية “سرقة” لتنفيذ عقوبة الحبس لمدة سنة، والمتهم بقتل صديقه المهندس “رضا”، وانتحال اسمه، وقتل زوجته البالغة من العمر 34 سنة، ودفن جثتيهما بشقة فى بولاق الدكرور.
وخلال التحقيقات اعترف المتهم بقتل عاملة في محل أدوات كهربائية يملكه، والمحرر عن غيابها محضر بقسم أول المنتزه، حيث اعترف المتهم بسابقة وعده لها بالزواج منها وتحصله منها على مبلغ 45 ألف جنيه “قيمة بيع شقة ملكها” ولدى إلحاحها فى إستعادة المبلغ أو إتمام الزواج بها قام باستدراجها إلى مخزن “كائن بمنطقة العصافرة بالإسكندرية” بزعم إعطائها بضاعة بقيمة المبلغ وقام بخنقها ودفنها بملابسها داخل المخزن، فتم إخطار النيابة العامة، وجارى استخراج الجثتين.