منار الكيلاني – وكالة AAC الإخبارية
يجتمع المسلمون حول العالم على محبة شهر رمضان الكريم الذي يطل علينا ويغمرنا بالسعادة، وفي الهند الحال كسائر بلاد المسلمون حيث يترقب مسلمو الهند شهر رمضان بالفرح والسرور منذ بداية شهر شعبان، حينذاك يبدأون بترقب هلال رمضان فيهنئون أنفسهم بقدوم الشهر.
لأن القانون والدستور الهندي يتيح للمسلمين التمتع بجميع الحقوق المدنية، فإنهم يقيمون شعائرهم بحرية وأمان دون تعصب أو غضب من الديانات الأخرى داخل هذا البلد الذي تجاوزعدد سكانه المليار نسمة وعدد المسلمين به يقدر بحاولي 180 مليون نسمة أي 10% من تعداد السكان.
ما قبل رمضان
يستعدون لاستقبال شهر رمضان بالتحضير للمستلزمات الرمضانية وطلاء المساجد وإحلال وتجديد لفرش المساجد وتزيينها خاصة في مناطق دهلي القديمة وحيدر آباد وكشمير وكيرالا.
إضافة إلى أن المطاعم التي يملكها مسلمون تغلق أبوابها طيلة فترة النهار أيام الشهر الفضيل، أيضا المسلمين في الهند يحافظون على لبس “الطاقية” في هذه الأيام.
و الجدير بالذكر أن المساجد في الهند إما مساجد تاريخية تتبع هيئة الآثار، أو تتبع هيئة الأوقاف المسلمة، أو مساجد أهلية. ولكل طائفة من طوائف المسلمين مساجدها الخاصة لا يصلي فيها إلا أتباع هذه الطائفة.
المائدة الهندية
أما المائدة الهندية فتمتاز بأطباقٍ خاصة شعبية في الإفطار والسحور، منها أكلة “الجنجي” وهي الشوربة التي اعتادوا على تناولها لما تمنحه للصائم من فوائد صحية. ويتم تحضيرها من دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات.
كما يحرص الهنود على تناول الفواكه بأنواعها كالتمر والبرتقال و العنب وغيرها، ولديهم مشروب مفضل لهم في رمضان يسمى “الهرير” ويحضر من الحليب والسكر واللوز.
ومن العادات الجميلة هي أن يقدموا بعضًا من طعامهم إلى المساجد لتوزيعه على الفقراء والمحتاجين ويستفيد منه المسافرون والمعسرون.
الإفطار الجماعي
ومن أبرز الطقوس الرمضانية المميزة في الهند، تجمع سكان كل حي في المسجد على طعام الإفطار، حيث يُحْضِرُ كل فرد ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، بعد ذلك يشترك الجميع في تناول طعام الإفطارعلى تلك المائدة الجماعية.
ولهذا السبب من السائد في الهند طوال شهر رمضان هو أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب يحملون على رؤوسهم الأطباق متجهين بها نحو المساجد بانتظار وقت الإفطار.
المسحراتي
الهند أيضا لديها “المسحراتي” كمصر والدول العربية، المسحراتي في الهند يؤدي دوره على أتم وجه و يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكِّل به ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والأعطيات وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم.
بينما الإذاعة والتليفزيون يقدمان برامج رمضانية مختلفة يوميًا مثل الخطب والمناقشات الإسلامية، كذلك تضم الصحف والمجلات أبوابًا متعلقة بشهر رمضان، وتنظم اللجان الإسلامية فعاليات رمضانية مختلفة مثل المسابقات العلمية والندوات الثقافية.
أداء الصلاة والإعتكاف
وفي شهر رمضان، يلتزم المسلمون الهنود بأداء الصلاة في أوقاتها وأداء صلاة التراويح، بعد كل صلاة فإن المحاضرات والدروس الدينية تلقى في المساجد.
يقوم مسلمو الهند بالإعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان، وليلة القدر لها قيمة كبرى لديهم ويعتبروها هي ليلة السابع والعشرون على الأغلب، ويكون الاستعداد لهذه الليلة كما لو أنها ليلة العيد حيث يرتدون الملابس الجديدة والجميلة، ويقيمون الصلوات والعبادات وقراءة القرآن ويوزعون الحلوى على المصلين في فرحة عارمة، ومع صباح يوم السابع والعشرون يكون الموعد مع زيارة القبور وقراءة القرآن للموتى بشكل جماعي ومشهور في الهند.
جمعة الوداع
أما أخر صلاة جمعة في شهر رمضان يكون لها طقوس خاصة في الهند، حيث يقوم المسلمون في الهند بالتوافد بأعداد كبيرة للغاية إلى أكبر المساجد، خاصة في مدينة حيدر أباد وتحديدا في مسجد مكة، ويقوموا بتنظيف الشوارع من حول المسجد لكي يصلوا فيها، لأن المسجد لن يستطيع استيعاب هذا الكم الكبير من المصلين، وتتوقف حركة المرور حول المسجد في هذا التوقيت، هكذا يودعون شهر رمضان الكريم.
العيد
أما عن العيد فالجميع يستعد له منذ البداية بخياطة الملابس الجديدة داخل المنزل، فأغلب النساء الهنديات لديهن ماكينة خياطة، وحين يعلن العيد يذهب الجميع إلي الساحات العامة أو الأماكن المخصصة لصلاة العيد “عيدجاه” ويكثر هناك بائعو لعب الأطفال.
عيدا الفطر والأضحى ففيهما إجازة عامة على مستوى البلاد، كما يراعى أن تبتعد مواسم الامتحانات العامة والانتخابات عن شهر رمضان والأعياد.