ليبيا

حوار| سلامة الغويل: سحب الثقة لن يؤثر على أداء الحكومة ولا يوجد ليبي يقبل بالاعتداء على سيادته

 خاص- وكالة AAC  الإخبارية 

وزير الدولة للشؤون الاقتصادية: الوضع الأمني في الغرب الليبي لن يؤثر على الانتخابات بعد تقنين الميليشيات

 ملف المرتزقة معقد بسبب التدخلات الدولية وعمليات سحبهم ستتم تدريجيا

زيادة الرواتب ومنحة الزواج لن تضر الاقتصاد الليبي 

وزير الدولة للشؤون الاقتصادية: الاتفاقيات التي وقعتها حكومة الوحدة تمتد لسنوات

كل الأطراف المتصارعة متفقة على أن مصر هي العنوان الحقيقي للتنمية

الغرب الليبي يرحب بالاستثمارات المصرية بعد تقنين الميليشيات

الأطراف المتصارعة لن تستطيع تنفيذ دعاية انتخابية في مناطق نفوذ بعضها

الشركات المصرية قبلت العمل في الجنوب دون شروط 

 

قال سلامة الغويل، وزير الدولة للشؤون الاقتصادية، في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة إن حكومته وقعت اتفاقيات وعقود مع الجانب المصري بلغت قيمتها 20 مليار دولار، وأنه جارى التفاوض على توقيع عقود أخرى، وكلها تخدم بلدينا.

وأضاف  الوزير في مقابلة خاصة، مع وكالة AAC  الإخبارية في القاهرة، إن أهم هذه العقود متعلقة بمجالات النقل والكهرباء والطاقة الشمسية وغيرها من مجالات إعادة الإعمار خصوصا البنية التحتية.

وأوضح أن هناك مجموعة من المشروعات تم الاتفاق عليها بشكل كامل، وأعتقد أن السوق الليبي جاهز لاستقبال الشركات والعمال المصريين، وهم مرحب دوما في ليبيا، لأن ليبيا تحتاج لهذه الجهود، والتعاون والتوافق يخدم البلدين في كافة المستويات وليس من الناحية الاقتصادية فقط.

وقال إن هذه الاتفاقيات هي مجرد تجهيز لرؤية وخطة طويلة المدى، نحن لا نتحرك على أننا حكومة مؤقتة، أو ستبقى عام أو أقل وتنتهي، هذه اتفاقيات بين دول، نعمل على خلق علاقات دول عاقلة ورصينة، وتمتلك استراتيجيات ممتدة لسنوات، والدولة المصرية دولة عريقة، تخطط بشكل استراتيجي ولا يستهويها حالات النزق البسيطة التي قد تعكر صفو الأشقاء، وكذلك  حكومة الوحدة الوطنية  حكومة واعية، ولديها رؤية واضحة، وتحاول جذب الاستثمارات، وهناك توافق كبير مع مصر في هذا الشأن.

وتابع: “بدأنا حاليا في خلق محددات التوافق وأهمها الأسس الاقتصادية، ومن خلالها ستنتج القضايا المتعلقة بالأمن القومي والتوافق والود والتكامل الجغرافي والعلاقات الاستراتيجية، وهذه المشروعات والاتفاقيات بداية ولن تنتهي في 3 أشهر بل تمتد لعشرات السنوات، أو أكثر قابلة للتطوير والتمديد”.

وأكد أن كل الأطراف الليبية المتصارعة حاليا متفقة على أن مصر هي العنوان الحقيقي للتنمية والتكامل الوطني، والحفاظ على سيادة ليبيا، ومن أهم أهدافنا كحكومة موضوع السيادة لا نساوم عليه أبدا، ونحن مطمئنون لهذه النقطة تجاه مصر وعلى دراية كاملة بأنها لن تجور على سيادتنا.

وتابع أن مصر هي الأخ الأكبر الذي تتوفر فيه رصانة التعامل وجدية الأمور، وبالتالي وفق سلوكنا ومنهجيتنا سافرنا إلى مصر وسنوفر بيئة صالحة لما يخص العمال أو حتى الاستثمار.

وقال الوزير إن الأصوات التي تحاول الوقيعة بين مصر وليبيا هي أصوات مبحوحة، ومحصورة جدا، ومن يقول إن مصر لا تحب ليبيا فهو واهم ولا يعرف شيء،  والحقيقة أن مصر سمحت بذلك لما تراجعت خطوات للخلف في وقت ما، ورفعت يدها عن الغرب الليبي، وهذا خطأ لأن المنطقة الغربية مكان استراتيجي لمصر، ومن فيها من قوى سياسية يرون أهمية مصر، بدليل أنه لما فتحت مصر يدها جاؤوها سعيا، والغرب الليبي ليس 20 أو 30 شخصا يعبرون عن رأي نشاز، أو حتى يمتلكون  منبر إعلامي يروج خلاله لأفكار معينة لرفض مصر”.

وتابع أن الغرب الليبي به قوة شعبية  متينة ترحب بمصر ثقافتهم مصرية وهويتهم مصرية عمالهم مصريين، ومعلميهم مصريين وأطبائهم مصريين  ومزارعيهم  وهكذا، الثقافة تفرض نفسها رغما عن الحكومات، وهي ثقافة الود والمصاهرة وبالتالي يجب علينا ألا نهمل هذا الموضوع وأن ننبه إخواننا بأن الغرب الليبي مهم وأن مصر مرحب بها في كل شبر في ليبيا”.

وأكد الغويل أن قرار سحب الثقة لن يؤثر على الاقتصاد الليبي لأنه ريعي، وهذا الريع ينفق منه على المواطنين، والحكومة تتحرك بخطوات ثابتة نحو النجاح واستطاعت أن تلبي طلبات المواطنين عبر منحة الزواج، ومشروعات والبناء والتنمية وغيرها، بالإضافة لزيادة المرتبات، وهي قرارات كلها في صالح الحكومة.

وأكد أن موضوع سحب الثقة قال عنه رئيس البرلمان بنفسه إنه مجرد إجراء لتحجيم الحكومة خارجيا،  لكن الحكومة أسست بيئة عمل مناسبة، ولديها القدرة والمعرفة لتفعيل ما تراه مناسبا.

وقال: “سينتصر في النهاية الرأي العام الليبي، وللعمل هو رأي عام مستنير، ومثقف وقادر على التمييز، وكل فرد في ليبيا يعرف السياسية وكيفية إدارة الأمور، ويمكن رصد بإجراءات بسيطة لمن الغلبة الشعبية حاليا على الأرض، ومن يقدر أن يتحسس أحوال الناس ويخدمهم ويحرك الاقتصاد فليتقدم  ويخلق نوع من السيادة والريادة  ونحن رأينا خلال السنوات العشر الماضية، لم تكن الدول تسعى وتتنافس للاستثمار في ليبيا لكن ذلك يحدث حاليا بفضل حكومة الوحدة، مصر وتركيا وأوروبا وغيره هذا لأن الجميع شعروا أن هناك إرادة سياسية جاهزة وتحترم توقيعاتها ولديها رؤية لخدمة الشعب الليبي”.

وبخصوص إهمال الجنوب الليبي قال الوزير :”الحكومة عمرها محدود وقصير، والاجتماع الرابع عقد في الجنوب فكيف يمكن نسيانهم، والحق أن أهالي الجنوب تعرضوا للتهميش والظلم خلال الفترة الماضية،  نتيجة التغيير الديمغرافي، وفتح الحدود وسقوط الدولة، والصراع بين المكونات العسكرية، لكن في النهاية الجنوب هو سلة غذاء ليبيا هو المياه والطاقة والعناصر البشرية المميزة، والزراعة وغيرها من الموارد ولا يمكن أن ننساه.

وتابع: “نحن الآن بصدد تنفيذ مشروعات في الجنوب، وكان من بين العقود التي عقدت مع الجانب المصري تنفيذ مشروعات في الجنوب، والشركات المصرية لم تتهرب من العمل في الجنوب كغيرها، بل قدمت عروض ممتازة لذلك قبلناها، والجنوب في وجدان كل ليبي”.

وبخصوص تأثير الوضع الأمني على الانتخابات المقبل قال الغويل: “إن الوضع تحسن كثيرا، ومجموعات الميليشيات بدأت تأخذ طابع قانوني،  عبر خلق مظلة قانونية لها، وهذه المجموعات سنعمل على دمجها، بأن ينصهروا داخل أجهزة الدولة سواء الأمنية أو الإدارية.

وقال الغويل إن موضوع  المرتزقة شائك، وفيه تدخلات دولية، وأن هناك محاولات لإنجاز هذا الملف.

 وتابع أنه رغم صعوبة الموقف وتغلل المرتزقة في ليبيا إلا أننا استطعنا خلق حالة من الرفض المجتمعي لمثل هذا التواجد، والانسحاب الكامل سيتم تدريجيا مع الزمن، لأنه لا يوجد ليبي يقبل بالمرتزقة أو يوافق على انتهاك سيادته.

زر الذهاب إلى الأعلى