منار الكيلاني – وكالة AAC الإخبارية
وسط أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، استقبل اللبنانيون شهر رمضان المبارك، وهو ما تسبب في غياب طقوس شهر رمضان الكريم عن البلاد، وسط حالة كبيرة من الحزب تسيطر على الأجواء في المدن اللبنانية.
وتسببت الصراعات السياسية، بالإضافة إلى أزمة كورونا إلى إنهيار العملة المحلية، وهذا ما أثر على القدرة الشرائية وزيادة معدلات الفقر إلى يومنا هذا.
ويستقبل اللبنانيون شهر رمضان المبارك بطريقة مختلفة عن الأعوام الماضية، إذ سيتخلّون مجبرين عن بعض الأساسيات في السفرة الرمضانية، لأنّ قدرتهم الشرائية لم تعد تسمح بذلك. هكذا يعاني الشعب اللبناني بعد إن كانت سفرتهم الرمضانية مضرباً للمثل في المنطقة العربية، أي تتزين باللحوم والفتوش والدجاج والتبولة.
وعلى سبيل المثال، الفتوش”، وهو الطبق الرئيسي على مائدة إفطار المسلمين في لبنان خلال رمضان، زادت أيضاً تكلفة تحضيره بنحو 210% عن العام الماضي، ما ينذر بحرمان كثير من العائلات من هذا الطبق.
وبحسب دراسة أعدها “مرصد الأزمة” لدى الجامعة الأمريكية في بيروت، فإن كلفة تحضير “الفتوش” لعائلة من 5 أشخاص هذا العام ستكون حوالي 18,500 ليرة مقارنة بـ6,000 ليرة عام 2020 ونحو 4,500 ليرة في 2019.
العائلات لن تستطيع أن تضع على مائدة الإفطار ما كانت تضعه سابقاً. حيث أصبحت المائدة تخلو في الإفطار من اللحم أو الدّجاج وأصبحن من الرفاهية.
كما هو حال الخبز الذي كان يشترى بثمن قليل أصبح عبئاً على الفقراء.
الأجواء الرمضانيّة اختلفت كثيراً والحلويات أصبحت حلم للصائمين، فكيلو الكنافة اللبنانية بات 70 ألف ليرة لبنانية، فيما كان ثمن الكيلو قبيل الأزمة 18 ألف ليرة.
الإفطار سيكلّف أكثر من الحد الأدنى للأجور، مثلا كلفة وجبة الإفطار مكوّنة من “حبّة تمر، حساء العدس، سلطة الفتّوش، وجبة أرز مع دجاج ونصف كوب من لبن البقر”. أي ما يقارب 550 ألف ليرة لبنانية في الشهر لعائلة تتكون من خمس أفراد، في حين كان عام 2019 يكلّف 4500 ليرة لبنانيّة يوميّاً. أي ما يفوق نصف معدل الحد الأدنى للأجور في هذه البلد.
هذا الأمر الذي جعل المبادرات الشبابية تنطلق في ربوع لبنان لمساعدة العائلات التي تعاني حدة الظروف.