زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاهرة تعد تتويجاً لمسيرة تطبيع العلاقات بين البلدين التي شهدت مصافحة بين أردوغان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح مونديال كأس العالم في قطر عام 2022 ثم لقاءهما ثانية خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر من العام الماضي واتفق الجانبان على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء كما تأتي الزيارة بعد قطيعة سياسية استمرت عقد من الزمن .
وفي الوقت نفسه وصفت تلك الزيارة بـ”التاريخية” وأنها ستشكل بداية لمرحلة جديدة من التقارب الاستراتيجي بين البلدين، ومقدمة ولبنة أساسية لعمل وتقارب تركي مصري بشأن الملفات السياسية خلال المرحلة المقبلة
زيارة أردوغان لمصر هي مؤشر على تحسن العلاقات التي شهدت فترة تدهور دامت من 2013-2021، وتأتي في وقت حساس للغاية خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ودخوله مرة تهديد مباشر للأمن القومي المصري عبر تنفيذ عملية عسكرية موسعة في رفح .
ويؤكد عدد من المراقبين أن التعاون بين القاهرة وأنقرة سيُسهم في حل كثير من الأزمات، وعلى رأسها أزمة ليبيا، ونزع فتيل التوتر في البحر المتوسط، بجانب تطوير التعاون في ملفات يوجد فيها تقارب في وجهات النظر، منها أزمة السودان وأزمة الصومال الذي يؤكد البلدان على وحدته وسيادته ورفض الخطوات الإثيوبية التي تقوم ببناء ميناء وطار بأرض الصومال .
ويحتل الجانب الاقتصادي جانبا مهما خلال الزيارة خاصة وأن البلدين يطمحان في وصول التبادل التجاري إلى حوالى ٢٠ مليار دولار سنويا
إن هناك العديد من الملفات الأخرى بالنسبة للدولتين، مثل سوريا والعراق يمكن أن يكون للزيارة تأثيرها الإيجابي عليها فضلا عن الملف الليبي الذي يعد ملفا في غاية الأهمية بالنسبة للدولتين حيث سيكون للزيارة تأثيرها الإيجابي في التوصل لتفاهمات بشأن حل الخلافات الليبية – الليبية، والتنسيق مع المكونات الليبية للتجهيز والاستعداد للانتخابات الليبية القادمة خاصة مع التصريحات الأخيرة من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وهى التصريحات التي أثارت حالة من التفاؤل في الكثير من الأوساط بشأن التوصل إلى تسوية تنهي الانقسامات في ليبيا.
التعاون العسكري بين أنقرة والقاهرة بات ملمحا بارزا بين البلدين خاصة مع إعلان أنقرة تزويد مصر بمسيرات قتالية التي ستساعد بشكل كبير في تطوير العلاقات التركية المصرية فضلا عن وجود اتفاق تعاون عسكري بين مصر وتركيا يعود للعام 2008 ومناورات عسكرية بدأت من عام 2009 بشكل دوري،لكنها توقفت حين تجمدت العلاقات عام 2013)
ويمكن القول إن عنوان المرحلة المقبلة في العلاقات التركية المصرية هو التعاون والتنسيق في الملفات الإقليمية.