ليبيا

«سرقة علانية وشبهات فساد».. أين ذهبت مليار دينار خصصها الدبيبة لمنحة الزواج؟

خاص- وكالة AAC  الإخبارية 

يبدو أن الحديث عن الفساد وتبديد المال العام سيظل لصيقا برئيس الحكومة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، ورجاله، ففي الوقت الذي  بدأت ووسائل الإعلام التابعة للدبيبة ووزيره المقرب، وليد اللافي، في الترويج لمنحة الزواج على أنها أحد أهم إنجازات حكومة الدبيبة، جاءت الأرقام والتصريحات لتبين كذب المنظومة والقائمين عليها.

على الموقع الرسمى لمنصة حكومتنا التابعة لوزير الدولة لشؤون الاتصالات وليد اللافي، وأحد المنصات الناطقة باسم حكومة الوحدة الوطنية، تقول الأرقام إن 25 ألف أسرة سجلت في منظومة المنحة، أي أن 50 ألف رجل وامرأة حصلوا على المنحة المقدرة بمليار دينار، ولأجل ذلك أعلنت الحكومة غلق باب التسجيل مؤقتا لحين توفير اعتمادات مالية جديدة.

العدد الحقيقي للمستفيدين

هذا الرقم الحكومي يبدو فعليا إنجازا كبيرا لحكومة الدبيبة، هذا ما يمكن أن تفهمه بمجرد مطالعة الموقع، لكن الصدمة ستأتي  قاسية لمن انخدعوا بالشعارات الشعبوية التي روجتها الحكومة، خصوصا بعد إعلان منسق صندوق دعم الزواج في مدينة سرت، هانيبال محمد الصغير، والذي أكد أن عدد المستفيدين من المنحة لم يتعدى 3 آلاف صك فقط.

الصغير،  قال في جلسة عبر تطبيق “كلوب هاوس” أمس الأحد أن ما تم صرفه من صكوك للمواطنين المُسجلين بمنظومة الزواج لا يتجاوز الـ3 آلاف صك فقط.

وقال الصغير إنه قبل إعلان استقالته من المنظومة سلم عميد بلدية سرت 8 صكوك فقط، كانت هي حصة المدينة من المنح.

لم يقف الأمر عند هذا الحد بل كشف الصغير، أن هناك متزوجين منذ بداية العام أدرجوا ضمن منظومة الزواج على أساس أنهم تزوجوا يوم 12 أغسطس، مؤكدا أن ذلك تسبب في إغلاق المنظومة.

وأكد أنه في 03 أكتوبر الجاري صباحا كان عدد المسجلين في المنظومة وصل 42 ألف، لكن بقدرة قادر ارتفع العدد بحلول الخامسة مساء نفس اليوم إلى 50 ألفا.

 وهم منحة الزواج

تصريحات الصغير تتقاطع مع ما كشفه الناشط السياسي حسام القماطي، الذي وصف منحة الزواج بأنها مجرد «وهم في وهم».

وقال القماطي على حسابه بـ”فيسبوك”: “لا مليار لا كلام فاضي، طلع العدد لا يتجاوز 5000 صك و باقي 45000 ألف كلها تزوير و فساد”.

الأموال ذهبت لقادة الميليشيات

وفي وقت سابق قالت تقارير إعلامية محلية إن شبهات الفساد طالت صندوق دعم الزواج  منذ اليوم الأول له، مؤكدة أن هذه الأموال وزعت على قادة المجموعات المسلحة.

 وقالت مصادر مطلعة في تصريحات صحفية سابقة، إن الغموض والتلاعب أصبح سمة أساسية في عمل صندوق منح الزواج،  مؤكدة أن أحد أعضاء ملتقى الحوار له يد في تبديد هذه الأموال على مقربين منه.

وعطفا على ذلك برز اسم الشيباني عبد الله عضو لجنة ملتقى الحوار السياسي، وأحد المقربين من وزير الشباب فتح الله الزنِّي، إذ تقول المصادر إن الأول منح النسبة الأكبر من الصكوك لبعض من قادة الحروب والميليشيات ولشراء الولاءات في المنطقة الغربية.

وقت الإعلان عن  تدشين الصندوق  خصص الدبيبة مليار دينار، لدعم الشباب المقبلين على الزواج، إلا أن ما تم توزيعه يكاد يعد على الأصابع رغم غلق باب التقديم على المنحة، وسط اتهامات متلاحقة بالفساد لم ترد عليها حكومة الدبيبة.

 وفي وقت سابق أعلنت مباحث الأحوال المدنية عن ضبط أول عملية تزوير للحصول على منحة الزواج، مؤكدة ضبط المتورطين والمشاركين في عملية التزوير وإحالتهم إلى القضاء، بعدما زوروا أوراقا للحصول على المنحة دون وجه حق

 

زر الذهاب إلى الأعلى