قال الدكتور “أحمد سيد أحمد” خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن احتجاجات الليبيين تعكس غضبهم الشديد من تردي الأوضاع الاقتصادية لهم، وما وصلت إليه البلاد من سوء على كافة الأصعدة، وخاصة استشراء الفساد في كل القطاعات، برغم أن ليبيا دولة غنية بمواردها الطبيعية فهي تنتج أكثر من مليون برميل يوميا، ومع ارتفاع أسعار النفط تضاعف الدخل القومي للبلاد ومع ذلك لم يشعر الليبيون بذلك.
وأشار “سيد” في تصريحات خاصة لـ” وكالة وسط ” أن آلية توزيع عائدات الثروة النفطية في البلاد بها كثير من العوار، فجميع الأموال تذهب إلى مصرف ليبيا المركزي في الغرب، ويقوم المصرف بمنح كثير من تلك الأموال لحكومة الدبيبة ، التي تقوم بمنح عطاءات مالية لا حدود لها للميليشيات التي توجد بالغرب والتي تقوم على حماية تلك الحكومة.
وذكر “سيد” أن النفط دخل في معادلة الصراع السياسي بين الأطراف الليبية، وتستخدمه في تصفية حسابات بينها، خاصة أن الميليشيات المسلحة تقوم بمهاجمة حقول النفط في أجدابيا وبن جواد ورأس لانوف مطالبا بآلية محددة للتعامل مع آبار النفط وإبعاده عن حلقات الصراع بين السياسيين الليبيين.
وفي وقت سابق، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، حالة القوة القاهرة على خلفية توقف انتاج حقل الشرارة النفطي جنوب شرق البلاد، بسبب احتجاجات المواطنين على سوء أوضاعهم المعيشية، والمطالبة بتحسين ظروفهم الحياتية، وينتج الحقل ٣٠٠ ألف برميل يوميا، ويعد الأكبر في البلاد، وليس هذه المرة الأولى التي يغلق المحتجون هذا الحقل النفطي الهام.
