ليبيا

شلقم: البطالة والفقر والتهميش هي الأحزمة التي تلتف حول الدول العربية

قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي إن في الأسبوع المنصرم اشتعلت فرنسا، واندفع الكبار والصغار يحرقون ويكسرون وهم يصرخون غضباً، والسبب كان مقتل شاب فرنسي من أصول جزائرية اسمه نائل عندما كان يقود سيارته في إحدى ضواحي باريس، على يد أحد رجال البوليس.

 

وأضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية “انفجر الماضي والحاضر، فاشتعلت كل فرنسا. حرق وتكسير ونهب يدفعه غضب لا يبقي على شيء. اليوم يعيش في فرنسا قرابة سبعة ملايين مواطن من أصول مغاربية وأفريقية. عاش أجدادهم عقوداً تحت استعمار فرنسي عنيف احتل أوطانهم. جندهم الاستعمار الفرنسي لخوض حربيه العالميتين، وكذلك حروبه في الهند الصينية”.

 

وتابع قائلًا “الملايين من أبناء المستعمرات سيقوا إلى فرنسا لبناء المصانع والسكك الحديد، وللعمل في الزراعة والبناء وتعبيد الطرق. هم دافعوا عن فرنسا وشاركوا في تحريرها من النازية والفاشية، كما شاركوا في بناء فرنسا الحديثة. اليوم هناك جيل ثانٍ من الذين ولد أجدادهم في فرنسا، ويحملون الجنسية الفرنسية، ويعيشون في كل أنحاء فرنسا، لكن جلّهم يشعر أنه يعامل كمواطن من درجة أدنى”.

 

وواصل قائلًا أن البطالة والفقر والتهميش، هي الأحزمة التي تلتف حول المدن الكبيرة، وحيث يعيش الفرنسيون من أصول عربية وأفريقية وآسيوية. تحولت بعض المناطق السكنية إلى مستنقعات ترسبت فيها جروح التاريخ ورماد التهميش، و الحديث عن الإدماج والاستيعاب في المجتمع لم يتوقف، لكن ذلك تمَّ بوصفات مغلقة، عقدت الأمر بل صارت كل السياسات التي عملت على الاستيعاب والدمج، محركاً للتباين والاختلاف، وليس للدمج والاستيعاب، وفق قوله

زر الذهاب إلى الأعلى