قال عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية ومندوب ليبيا الأسبق لدى مجلس الأمن الدولي، إن لجوء البشر تاركين أوطانهم إلى بلدان أخرى، قضية شغلت قادة الإنسانية منذ زمن بعيد، وبقيت حية تعيش في كل الحقب الإنسانية، قبل رسم الحدود بين البلدان وقبل اختراع جوازات السفر والتأشيرات، واليوم مئات الجثث تتكدس في قاع البحر الأبيض المتوسط الذي يشهد تزاحماً لسمك القرش هذه الأيام على شواطئه.
وأضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن “اليوم هناك أكثر من مائة مليون لاجئ في بلدان مختلفة من العالم. كل واحد من هذه الملايين وراءه دافع أو أكثر لمغادرة وطنه. الحروب الأهلية والاضطهاد والقمع والإرهاب السياسي والديني والعرقي والفقر وغيرها، دفعت الملايين إلى الفرار واللجوء إلى حيث يعتقدون أنهم سيجدون مكاناً يحققون فيه إنسانيتهم”.
وتابع قائلًا “لقد صار من المُلح أن تعيد المنظمات الدولية، وتحديداً الأمم المتحدة، النظر في الاتفاقية الخاصة باللاجئين والبروتوكول الإضافي، وأن يُصار إلى إصدار ميثاق إنساني جديد يراعي ما شهده ويشهده العالم من تغييرات تختلف عمّا كان وقت صدور الاتفاقات السابقة، لمعالجة ظاهرة اللجوء الحالية، التي تتسبب في كوارث تقضي على آلاف الهاربين قسراً من أوطانهم. تحقيق السلم والتنمية وحقوق الإنسان في بلدان المصدر، هو أول الحلول لهذه الظاهرة التي تشكل بقعة سوداء في عالم اليوم، الذي تسود فيه معاناة في بعض بلدان العالم، تدفع مواطنيه إلى المغامرة بالرحيل إلى دول أخرى مخاطرين بحياتهم، في حين تعيش دول أخرى في دنيا الرفاه والحرية” وفق تعبيره.