الوطن العربي

محلل سياسي يكشف فرص نجاح مبادرة جنوب السودان لإنهاء «صراع البرهان وحميدتي»

استبعد عوض محمد عوض المحلل السياسي، والكاتب المتخصص في الشؤون العربية والدولية، وصول أطراف النزاع في السودان إلى اتفاق ينهي أزمة الحرب التي اندلعت منذ منتصف أبريل الماضي بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، والجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.

وقال عوض، في مقابلة مع «قناة الغد» الإخبارية، إن هناك أطرافاً دولياً تعول بشكل كبير على المباحثات التي تحتضنها المملكة العربية السعودية والتي انطلقت السبت الماضي بين أطراف النزاع في السودان، مؤكداً أن حل الأزمة في السودان الشقيق يحتاج إلى إرادة حقيقية داخل المجتمع الدولي والدول الإقليمية ومنع أي تدخل أجنبي، لأن كل طرف يظن أنه قادر على حسم المعركة عسكرية بما ينذر باستمرار الأزمة وتفاقم الكوارث الإنسانية.

وأوضح أن الأزمة في السودان لا تؤثر عليه بمفرده بل تؤثر على الدول العربية والأفريقية، في ظل الأوضاع المتوترة والمتأزمة والهشة التي تعيشها دول جوار السودان خاصة في ليبيا وتشاد وإثيوبيا وإرتريا، محذراً من خطورة الهجر غير الشرعية التي تعاني منها أوروبا بشكل كبير، وتمثل عبئاً على دول الجوار التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية طاحنة.

وعن مبادرة جنوب السودان، أكد الكاتب المتخصص في الشؤون العربية والدولية، أن أي مبادرة لن تحقق نجاحاً على أرض الواقع إلا بوجود إرادة حقيقية بين أطراف النزاع في السودان بدعم دولي وإقليمي جاد وعاجل؛ من أجل تجنيب السودان كل مآلات الحرب الدائرة بين طرفي النزاع، مشدداً على أن دولة جنوب السودان نجحت فعلياً في عام 2020 في توقيع اتفاق جوبا للسلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في البلاد لإنهاء عقود من الصراعات.

ولفت إلى أن موافقة أطراف النزاع في السودان على المبادرة السعودية الأميركية، والتي تستمر لـ 7 أيام، جاءت لالتقاط الأنفاس وترتيب الأوراق لاستكمال الحرب من جديدة، فضلا عن السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين من تلك الحرب الكارثية، مستبعداً وجود رغبة حقيقة لحسم الصراع على طاولة المفاوضات.

وتعد المبادرة الأميركية السعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي حول مناطق في العاصمة السودانية إلى ساحات حرب، وعرقل مسار خطة مدعومة دوليا للتحول إلى الحكم المدني بعد سنوات شهدت اضطرابا تسبب في أزمة إنسانية طاحنة.

وكانت وزارة الخارجية السعودية، قالت في بيان لها في وقت سابق، إن محادثات “تمهيدية بدأت السبت الماضي وستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها”.

زر الذهاب إلى الأعلى