استمرارا لمسلسل محاولة عرقلة العملية السياسية الحالية في ليبيا، شهد مطلع هذا الأسبوع فصلاً جديدا من فصول التآمر الإخواني الإرهابي على استقرار الدولة، وبدأت أحداث القصة عندما شددت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا نجلاء المنقوش، على ضرورة خروج كل القوات الأجنبية من ليبيا دون استثناء بما فيه القوات التركية تنفيذا لمخرجات الاتفاقات الدولية، وذلك ردًا على سؤال وجه إليها من أحد الصحفيين في “روما” حول ملف المرتزقة والمصالحة، وهو الأمر الذي أغضب جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، وشنوا هجوما على وزيرة الخارجية، بدأ هذا الهجوم من خالد المشري رئيس ما يسمى مجلس الدولة، الذي حاول بكل الطرق نفي تصريحات المنقوش الموثقة بالصوت والصورة، إذ قال إنها تصريحات منسوبة لها، وشدد على احترام الاتفاقيات مع تركيا، وبذلك يقصد بقاء مرتزقة أردوغان، كما دافعت المتحدثة باسم حزب العدالة والبناء الإخواني سميرة العزابي، عن وجود قوات الاحتلال التركي والمرتزقة بأنهم موجودون وفق اتفاقية رسمية، فيما هاجمت كتائب الإخوان الإلكترونية الوزيرة بشكل كبير.
والذي أغضب الرأي العام في ليبيا هو تراجع الوزيرة من خلال مكتبها الإعلامي عن تصريحاتها الموثقة حول ضرورة خروج المرتزقة وهو الأمر الذي يكرس لأمر جد خطير وهو ارتهان الحكومة الجديدة للجماعات المتطرفة والمليشيات الإرهابية مثل حكومة فايز السراج.
واعتقد أن هذا الأمر الذي حدث مع وزيرة الخارجية سوف يتكرر مع كل الوزراء، فعندما يخرج تصريح أو قرار ليس في صالح تركيا وأعوانها سوف نجد الهجوم من كل أنصار المشروع التركي الاستعماري في الغرب الليبي.
لفت انتباهي تدوينة كتبها أحد المدونين على الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية معلقا على الجدل الذي صاحب تصريحات وزيرة الخارجية، إذ قال نصا: “ما حدث مهزلة وأمر مثير للضحك لوزارة الخارجية أمام العالم، بالصوت والصورة هي فعلاً قالت ما قالته وهذا ناتج عن ضعف وعجز حقيقي في أبجديات السياسة وفي الرد على أسئلة الصحفيين، وتخرج علينا وزارة الخارجية ليلاً لتسحب كلاما قد قيل”، وأضاف “المدون” “للأسف هي لم تستعن بالخبراء السياسيين حتى من داخل وزارة الخارجية نفسها، ذهبت إلى روما ولم يرافقها أحد من الطاقم السياسي من وزارة الخارجية، وإذا ما استمر هذا الحال فسنشاهد تصريحات وتخبطا سياسيا سيضحك العالم به علينا من جديد.. لا حول ولا قوة إلا بالله”.
إن المؤامرة الإخوانية الإرهابية التي تدعمها تركيا لا تزال موجودة بقوة في المشهد، ولن تنتهي فصولها طالما هناك بعض من يديرون المشهد السياسي في ليبيا ويعملون لصالح تركيا، واعتقد أن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لاستخدام كل أسلحتها في المرحلة المقبلة حتى تظل باقية في المشهد ولا يحدث لها مثل ما حدث لها في مصر، ولذلك سوف تحشد كل أسلحتها لمواجهة أي استقرار سياسي أو أي احتكام للشعب من خلال انتخابات حرة، فلقد جربت في السابق خوض الانتخابات البرلمانية وخرجت صفر اليدين بعد أن حصل أنصارها على أقل من 20% مقابل التيار الوطني، ومع ذلك ومن خلال التآمر استطاعوا عرقلة المجلس لفترات طويلة وفي النهاية أحدثوا به انقساما ولولا ضغوط المجتمع الدولي على التئام مجلس النواب لصالح العملية السياسية ما كان هناك التئام.
وفي النهاية أقول إن جماعة الإخوان الإرهابية في الغرب الليبي لن تمرر العملية السياسية الحالية بنجاح لأن الذهاب إلى انتخابات في نهاية العام سوف يقود نفوذهم ويقتل أحلامهم.. حفظ الله بلادنا من خيانة وتآمر هؤلاء المجرمين الذين لا تمثل لهم الأوطان سوى حفنة من التراب كما قال مرشدهم.