
عقد مجلس النواب الليبي جلسة جديدة اليوم (الثلاثاء ) بحضور رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة ،إذ تم إذاعة الجلسة على الهواء وكانت أشبة باستجواب حكومة تعمل على الأرض ،وكانت معظم الأسئلة تؤكد أن المحك في منح الثقة ليس قدرة الأشخاص المختارين لحل الأزمات الحالية ،بل تركزت الأسئلة عن استفسارات حول مشاكل حكومة تعمل بالفعل وليس حكومة لم تبدأ بعد .
يعيش الشعب الليبي بمنعزل عن مجلس النواب وأطروحاتهم ،والملفت للنظر أن الأسئلة الجوهرية غابت في الحوار وحضرت الأسئلة الجدلية الغير مفيدة والتي لن تخدم المواطنين .
واليوم يقف الشعب الليبي على أعتاب مرحلة انتقالية جديدة صيغت بمعرفة الأمم المتحدة من دون رغبة الشعب ومع ذلك انصاع الشعب للذهاب لتلك المرحلة، لعل المستقبل يكون أفضل من الماضي، ومع أن المفردات هي ذاتها التي اتخذت في الماضي والنتائج الحتمية ستكون مثل حكومة الوفاق، ومع ذلك تلمس الناس طفرة تغير النتائج، لذلك ارتضوا العملية السياسية الحالية بل وباركوها وتفاءلوا بها.
ويدخل مجلس النواب جولة جديدة للبحث عن دور تشريعي يختم به مرحلته التي استمرت أكثر من ست سنوات، عندما يناقش الحقائب الوزارية التي شكلها رئيس الحكومة المكلف عبد الحميد الدبيبة،وأعتقد أن المجلس يحتاج إلى عدة جلسات متتالية لمناقشة هيكل الحكومة وآليات عملها وكذلك الأسماء المرشحة ومدى تمكنها من تنفيذ المهام المكلفة بها،إذ أراد أن يمنح الثقة وفق القواعد الديمقراطية المتبعة.
وفي حال الانتهاء من منح الثقة اليوم للحكومة سيكون هذا الأمر متفقا عليه مسبقا بين الأعضاء مثل كل الإجراءات السابقة،وحتى لو كان متفقا عليه مسبقا فهذا الأمر لن يشغل بال المواطن الليبي لأن شرعية الحكومة سوف تمنح من البرلمان أو غيره حسب خطة البعثة الأممية،وكل ما يهم الشعب الليبي هو ماذا بعد منح الثقة؟،هل نجد تغييرا حقيقيا على الأرض وخاصة في ظل مراعاة تمثيل أعضاء الحكومة من كافة المناطق الليبية،أم نعود للمربع صفر ويعيش الشعب حقبة جديدة مثل حقبة السراج؟ وهو الأمر الذيلن يقبله الشعب الليبي الذي مل كل الاتفاقات وكل مسارات الأمم المتحدة،ووقتها سيكون الحديث مختلفا، لأن أغلب المواطنين عاشوا عقدا أسود من الزمان،عقدا علا فيه الفساد وأهله وسجن وعذب وشرد وهجر الشرفاء، وتردت الخدمات وطلتالأزمات برأسها في كل المجالات الصحة والتعليم،حتى أن ليبيا البلد الوحيد في العالم الذي لم يحصل على أي لقاحات لفيروس كورونا، وهي من الدول الغنية بالثروات التي كانت تعد في طليعة الدول العربية والأفريقية من حيث مستوى دخل الفرد في السابق،لذلك أتمنى أن تحدث الطفرة الإيجابية في الاتفاق والوفاق بين الجميع ويخيب ظن أعداء الشعب الليبي والمعرقلين والطامعين في ليبيا وثروتها.