القاهرة – رحمة نصر
منذ سقوط نظام عمر البشير الإخواني في السودان تحاول تركيا العودة مرة أخرى لنفوذها القديم، عبر اختراق المجتمع السوداني والدولة السودانية بعد ان خسرت جميع الأوراق بسقوط نظام البشير الذي كان حليفا موثوقا لأنقرة وفتح لها المجال للتغلغل.
وبعد محاولات التسلسل من بوابة المساعدات الإنسانية تسعى تركيا اليوم الى استغلال فئات من الشعب السوداني في محاولة منها للتاثير على الراي العام.
حيث يعتبر الشباب والمراة المكونين الرئيسيين الذين ساهما في اسقاط منظومة الحكم السابقة ولذلك تعمل تركيا على التاثير على عقول هذه الفئات النشطة لاستقطابها ثقافيا وفكريا.
وتكثف تركيا من جهودها في هذا المجال مستغلة عدد هام من المنظمات والجمعيات الأهلية لاستقطاب تلك الفئات على غرار وكالة تيكا او غيرها من التنظيمات.
وتعلم تركيا جيدا ان المرأة السودانية كانت حاضرة بشكل كبير في الحراك والمظاهرات التي شهدتها البلاد قبل اسقاط نظام عمر البشير بل وعملت المراة على قيادة المسيرات في ساحات الخرطوم حيث ان العالم شاهد شجاعة “كنداكة” الفتاة السودانية التي قادت مسيرة ورددت عبارات الحرية ولوحت بيدها دون خوف.
كما كان للشباب دور هام في اسقاط حكم البشير والتصدي لمحاولات بعض الاطراف في المنظومة القديمة للانقلاب على المسار الديمقراطي وذلك بالاعتصام المتواصل في الساحات والمشاركة بكثافة في المسار السياسي الذي اعقب اسقاط النظام السابق.
وفي اطار التوجهات التركية لاستقطاب تلك الفئات ياتي تصريح سفير التركي لدى الخرطوم، عرفان نذير اوغلو، الثلاثاء، الذي اعلن ان أن أبواب سفارة بلاده مشرعة من أجل خدمة المرأة السودانية وقضايا الشباب المختلفة.
وأمام أهمية دور الشباب والمرأة في السودان تسعى تركيا لاستقطاب تلك الفئات سواء عبر تنفيذ برامج مساعدات اقتصادية واجتماعية وكذلك عبر مساعدتهن على اطلاق مشاريع خاصة.
والسيطرة على المجتمع والتاثير في نواته الحيوية وطرق التفكير داخله يبدو انه خيار استراتيجي جديد تقوم تركيا باعتماده بعد ان خسرت الكثير مع سقوط منظومة البشير حيث يفكر القائمون على السياسات التركية في نتائج تلك الجهود في السنوات والعقود المقبلة