العالم

ممثل تركي معارض: لو قطعوا لساني سأنتقد أردوغان حتي لو بلغة الإشارة

قام الادعاء العام في تركيا بحبس الممثلين البارزين متين أكبينار “77 عاما” ومجدات جيزن “75 عاما”حتى أربعة أعوام وثمانية أشهر بتهمة إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ووجه الادعاء العام تهمة “إهانة الرئيس” للممثلين خلال الجلسة الثانية من المحاكمة، على خلفية التصريحات التي أدليا بها خلال مشاركتهما في برنامج “ساحة الشعب” في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 2018، عقب الانتقال إلى نظام الحكم الرئاسي، ودعيا فيه أردوغان للعودة إلى اللمسار الديمقراطي مجددًا.

ونظرًا لإدلائه بأقواله في الجلسة الأولى من المحاكمة فإن متين أكبينار لم يحضر الجلسة الثانية، إلا أن مجدات جيزن حضرها بعدما منعته المشاكل الصحية من حضور الجلسة الأولى.

وخلال مطالعته أثناء الجلسة طالب المدعي العام بحبس الممثلين بتهمة إهانة أردوغان من عام وشهرين حتى أربع سنوات وثمانية أشهر لكل منهما.
أفاد أكبينار أن تصريحاته خلال البرنامج المشار إليه هي مجرد تعبير عن الرأي، ولم تستهدف الرئيس شخصيا، وأنها تصريحات أدلى بها بإرادته الحرة دون أية ضغوط، قائلا: “خلال ذلك البرنامج تحدثت عن الفن، كما تحدثت عن الديمقراطية والمراحل التي أوصلتنا إلى الديمقراطية. لم أدلِ بأي تصريح يستهدف الرئيس بشكل مباشر، ولهذا أطالب بإقرار براءتي”.

وكانت قوات الأمن في تركيا ألقت القبض على الفنانين المعروفين متين أكبينار ومجدات جيزين بعد تصريحاتهما التي اعتبرها أردوغان تهديدًا موجهًا إليه، وهددهما قائلاً: “إنهما سيدفعان الثمن”.

كان الفنان مجدات جيزين حل ضيفًا على الفنان متين أكبينار في برنامجه التليفزيوني، وأكدا خلاله على أهمية وضرورة العودة إلى الديمقراطية في وجه انقلابات محتملة وممارسات مؤدية إلى استقطاب مجتمعي، وقال جيزين: “إن الديمقراطية في تركيا هي الحل الوحيد لخلاصنا من الاستقطاب والاضطرابات والفوضى. فإذا تمكنا من الوصول إلى هذه النقطة فسنتمكن من الخروج من هذه الإشكالية دون شجارات وضوضاء. وإن لم نتمكن من الوصول إلى هذه النقطة، فإنه قد يأتي أحد ويعلق القائد والرئيس من قدميه، أو يتعرض للتسميم، أو يعيش النهاية الحزينة التي عاشها القادة الآخرون من قبل..” الأمر الذي أثار هلع أردوغان.
في حين قال مجدات جيزين في البرنامج نفسه: “لا يمكنك يا أردوغان أن تختبر وطنيتنا ومدى حبنا للوطن، اعرف حدودك”.

وجعلت تلك التصريحات الجريئة منهما هدفين لوسائل الإعلام والصحف الموالية لأردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية.

واعتبر أردوغان هذه التصريحات تذكيرًا له من الفنانين بمصير رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس الذي أعدمه الانقلابيون في 1960 وقال: “إنهم يقولون إنهم سيجروني لحبل المشنقة. إنهم يقومون بذلك تحت غطاء أجندات أخرى تحت قناع الفن. نحن أناس آمنا بالشهادة. نحن أناس جاهزون لجعلهم يسددون مقابل ذلك بسهولة. سيدفعون ثمن ذلك أمام القضاء. إذا قلت إنك ستشنق رئيس جمهورية هذا البلد، فإنك ستدفع ثمن ذلك أمام القضاء”.

لو قطعوا لساني سأنتقد أردوغان بلغة الإشارة!

وردا على توجيه تهمة إهانة الرئيس له، قال جيزين إن أردوغان يرتكب نحو 200 جريمة يوميا، وأن الشخص المهين ليس هو بل أردوغان نفسه، مؤكدًا أن انتقاداته لم تتضمن أية إهانات أو سباب وأضاف: “لا توجد ديمقراطية في العالم غير منفتحة للانتقاد، لا يوجد عالم كهذا. حتى وإن قطعوا لساني سأتعلم لغة الإشارة وسأنتقد أردوغان مجددا”.

زر الذهاب إلى الأعلى