
متابعات – وكالة AAC NEWS
في محاولة لتشويه تاريخ مدينة صرمان الأثرية، ذات المكانة المميزة في نفوس آلاف الليبيين، أقدمت الميليشيات المتطرفة الموالية لحكومة الوفاق، غير الشرعية، إلى هدم التراث الليبيى فى مدينة صرمان الواقعة على بعد 60 كيلومتر غرب طرابلس.
ودمرت الميليشيات مقام سيدى زكريا المحجوب الذى يعتبر أول مسجد فى المدينة تقام فيه الصلاة قبل أكثر من 750 عاما .
وقالت مصادر في تصريحات صحفية، إن ميليشيات مسلحة يستقلون عشرات السيارات تتبع مديرية أمن الزاوية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة السراج، عاثت فسادًا في مقبرة زكري في صرمان، ودمرت مقام “سيدي زكريا المحجوب”.
وأوضحت المصادر، في تصريحان لصحيفة العين الإماراتية، أن المليشيات المسلحة حطمت ضريح مؤسس الزاوية وقبورًا أخرى، كما دمرت مقتينات مسجد الزاوية التاريخية وعبثت بالمبنى الأثري وخربت المنارة القرآنية، بزعم مكافحة السحرة والمشعوذين.
وأدانت المنظمة العربية الحقوق الإنسان بليبيا، استهداف الأضرحة والزوايا (مقامات الأولياء الصالحين) الصوفية، مشددة على ضرورة “ملاحقة وضبط الجناة وضمان محاسبتهم، ومنع إفلاتهم من العقاب”.
وأفادت المنظمة في بيان لها، إنها “تابعت ببالغ القلق عملية اقتحام الزاوية الصوفية بمدينة صرمان، وذلك من قبل مجموعة ‘متشددة’، تتمتع بشرعية من وزارة الداخلية لحكومة الوفاق”.
وأضاف البيان أنه تم نبش قبر مؤسس المنارة “زكري المحجوب” والمسجد، وكسر مقتنياته والعبث بالمبنى التاريخي الأثري، وتخريب المنارة القرآنية التي يزيد عمرها عن 750 سنة .
وأشارت إلى أن مصادر مطلعة – لم يسمها – أكدت أن المجموعة جاءت إلى عين المكان بسيارات تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق.
وجددت المنظمة تأكيدها على أن “الهجوم الأخير (الاعتداء) ما هو إلا حلقة من مخطط إرهابي يستهدف الطرق الصوفية في ليبيا، كما أنه استكمال لتفجير المساجد الصوفية واستهداف مشائخها والزج بهم في الصراعات السياسية.”
مليشيات مكافحة التطرف والظواهر الهدامة التابعة لوزارة داخلية السراج، اعترفت في بيان صادر عنها مساء (الجمعة) بنبش القبور وهدم الشواهد، بزعم مكافحة السحرة والمشعوذين، و”إنقاذ الناس من ظلمات الباطل إلى نور الحق شفقة بهم ورحمة عليهم”.
وفي العام 2012، شهدت العاصمة الليبية وضواحيها عمليات ممنهجة لهدم الأضرحة والقبور، بينها هدم مسجد سيدي الشعاب، وضريح سيدي أحمد زروق في مدينة مصراتة الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر شرقي المدينة الأولى.
وحينها، فجرت العمليات الممنهجة لتدمير الأضرحة احتجاجات شعبية، وأثارت عاصفة من الإدانات الدولية، حيث أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن “قلقها البالغ” بعد تدمير وتدنيس الأضرحة الصوفية والمكتبات في زليتن ومصراتة وطرابلس بليبيا.
ودعت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا المسؤولين عن هذه الأعمال إلى وقف التدمير على الفور، مؤكدة أنه “لا يجوز التغاضي عن تدمير الأماكن ذات الأهمية الدينية والثقافية”.
وأضافت: “أشعر بقلق بالغ إزاء هذه الهجمات الشرسة على الأماكن ذات الأهمية الثقافية والدينية. ويجب وقف هذه الأعمال، إذا أراد المجتمع الليبي استكمال عملية الانتقال إلى الديمقراطية. ولكي يتسنى تحقيق ذلك، لا بد لنا من الحوار والاحترام المتبادل”.
وحثت المديرة العامة السلطات الليبية وجميع مكونات المجتمع الليبي على ممارسة مسؤوليتها في حماية التراث الثقافي والمواقع ذات الأهمية الدينية لكي تبقى للأجيال القادمة.