سلط تقرير تحليلي نشرته مجلة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية الضوء على إمكانية نجاح عبد الله باتيلي بصفته أول مبعوث أممي إفريقي في ما فشل فيه أسلافه.
التقرير أكد فشل 8 مبعوثين أممين سابقين على مدار السنوات الـ11 الماضية في إيصال ليبيا الحل السياسي، لا سيما بعد ذهاب الجهود الأخيرة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية أدراج الرياح، فالحل النهائي والشامل ما زال عصيا رغم إحراز تقدم تدريجي.
وأوضح التقرير أن ما دعا إليه باتيلي أمام مجلس الأمن الدولي بشأن حشد المجتمع الدولي خلف قيادة الأمم المتحدة والامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه تعميق الانقسامات يمثل إشارة ديبلوماسية إلى حقيقة مفادها أن الصراع في ليبيا أصبح حربًا بالوكالة.
وأضاف التقرير: إن البلاد تحولت لساحة معركة سياسية بين أجندات مختلفة يقودها لاعبون إقليميون ودوليون من خلال دعم وكلائهم المحليين مبينا إن قيام مجلس الأمن الدولي بإنهاء هذا الأمر مستبعد جدًا لا سيما وأن تركيا وباقي هذه الدول لن تستجيب مطلقًا لدعوات باتيلي.
وتساءل التقرير عن الجديد المكن تقديمه من قبل الأمم المتحدة لطاولة الحوار والمهارات التي يمتلكها باتيلي قياسًا بأسلافه ومدى جدية مجلس الأمن الدولي في مقاربته لإنهاء الصراع الليبي، مؤكدًا أن جميع الحلول المحتملة والتفاوض بشأنها قد تم استنفادها عدة مرات من قبل.
وتابع التقرير: إن في كل مرة يتم تحقيق اختراق تظهر مشكلة أخرى ما يعني أن المشكلة تكمن داخل ليبيا نفسها، وهو ما أعلنته المستشارة الأممية السابقة ستيفاني ويليامز، فقادة البلاد ببساطة لا يريدون انتخابات رئاسية وتشريعية في أي وقت قريب فهي مهددة لحياتهم السياسية وتحرمهم من امتيازات هائلة يتمتعون بها.
وبحسب التقرير، على باتيلي إظهار قدرته على إقناع تركيا وباقي الدول الأجنبية بجدوى الضغط على الوكلاء المحليين للجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على التفاصيل القليلة التي أعاقت الاستحقاقات الانتخابية وترك جميع المسائل الخلافية الأخرى لتعالجها السلطات المنتخبة.
واستدرك التقرير بالإشارة إلى أن النجاح في هذه الجزئية لا يضمن نهاية الصراع؛ لأن المهمة أصعب فباتيلي لا يحظى بدعم قوي من مجلس الأمن الدولي رغم تعهد الأخير بذلك مرارًا وتكرارًا. مبينًا أن المجلس فشل في ترجمة ذلك إلى أفعال عبر حظر نقل المقاتلين والأسلحة إلى ليبيا والتدخل الأجنبي في سياسة البلاد.
واختتم التقرير بالتأكيد على عدم ذهاب مجلس الأمن الدولي نحو تغيير سياسته إزاء الأزمة الليبية ما يعني أن باتيلي لن يمثل الاستثناء في قاعدة فشل أسلافه.