الوطن العربي

محمد فتحي الشريف يكتب.. سيهزم الجمع ويولون الدبر

نعيش اليوم حلقة جديدة من حلقات المشهد الدموي على أرض فلسطين، الذي انطلقت أولى حلقاته في العام “1948”، وسوف يستمر حتى يأتي وعد الله عز وجل، ولد هذا المخطط من خلال فكرة صهيونية أسس لها مجموعة من المتطرفين يقودهم “ديفيد بن غوريون، زئيف جابوتنسكي، ليوبولد أميري، حاييم وايزمان، تيودور هرتزل”، إذ ساهموا في تنفيذ فكرة دولتهم على أرض فلسطين، ولذلك من احتل الأراضي العربية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ واغتصب الأراضي هم أصحاب الفكر الصهيوني من محرفي الديانة اليهودية.

لذلك يجب علينا جميعا أن نفرق بين الفكر الصهيوني المتطرف الدموي والديانة اليهودية، فالدين لا يعرف سفك الدماء وقتل الأبرياء والظلم والعنصرية واغتصاب الأراضي والحقوق، ولم يرسل الله عز وجل نبيا من الأنبياء إلا بدعوة الإسلام والسلام، فمصدر الأديان “واحد” هو الله عز وجل، ولذلك تتطابق الأديان في التعاليم كلها، فهي من عند الله، ولكن اختلاف الزمان والمكان هو الذي يجعل المنهج والعبادة متغيرة بين دين وآخر، وهذا الأمر ينطبق على الديانات الثلاث وكل الكتب التي جاء بها الأنبياء من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم، في المقابل نجد أفكار البشر ومناهجهم منحرفة ومتطرفة وعنصرية، فهي تؤصل للظلم، وهذا هو الفكر الصهيوني الذي حرف تعاليم الله عز وجل، ومنح أنصاره كل الحقوق وسلب من معارضيه كل شيء، فهم وحدهم من اختارهم الله عز وجل، وسواهم مجرد كماليات لا يرتقون لمنزلة هؤلاء المصطفين الأخيار، حسب فكرهم الصهيوني المتطرف العفن، هذا هو منطق الكيان الصهيوني الذي أحتل أرض فلسطين العربية والمسجد الأقصى المبارك.

فعندما نتحدث عن الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين والمسجد الأقصى والمدنس لكل المقدسات، والذين يسمون أنفسهم “زوراً وبهتاناً” بني إسرائيل أو اليهود، فنحن نتحدث عن فكر صهيوني أسست له مجموعة من المتطرفين معظمهم من أتباع الديانة اليهودية الذين حرفوا نصوصها، لذلك يجب أن يعي أبناء الوطن العربي، ووسائل إعلامه، أن من احتل فلسطين ودنس الأقصى وقتل الأطفال والشيوخ والنساء واغتصب الأرض هم مجموعة من الصهاينة تمركزوا في أرض فلسطين بمساندة الفكر الصهيوني العالمي، فنحن أمام عصابة ومجموعة من اللصوص، ولذلك وجب علينا أن نسميهم بأسمائهم الحقيقية، لأن أول خطوات محاربة العدو هو تحديد هويته، فمن خلال الهوية تعرف الفكر وتستطيع أن تعد العدة للمواجهة، ولذلك يجب على كل وسائل الإعلام العربية أن تنزع عن هؤلاء الغطاء الذي يتوارون وراءه من خلال تسمية أنفسهم ببني إسرائيل أو اليهود أو العبرانيين، فهم أولاد أفكار صهيون.

ولذلك سوف أفرق للقارئ الكريم بين المسميات الأربعة، (إسرائيل، صهيون، يهود، عبراني) بصورة موجزة في النقاط التالية:

بنو إسرائيل.. لتلك التسمية دلالة، هي نسبة إلى سيدنا يعقوب كما جاء ذكره في التوراة، وإسرائيل بمعنى المجاهد، وهناك من الأساطير والخرافات حول التسمية والصراع ولا يمكن قبولها عقلا، فهي قصص عنصرية حول جعل النبوة في نسل سيدنا إسحاق وتمييز بنيه على نسل سيدنا إسماعيل، وغيرها من الخزعبلات التي يروج لها هؤلاء المتطرفون العنصريون.

أما المسمى الثاني وهو صهيون، فيقال إنها تعود إلى عهد سيدنا داوود عليه السلام وهو اسم مكان لعاصمة سيدنا سليمان، ومن هنا أعيد استخدام الكلمة التي أصبحت منهجا وفكرا يعمل على تحقيق أهداف الحركة الصهيونية العنصرية المتطرفة، والتي شارك فيها عدد كبير من اليهود ولكل المتطرفين حول العالم لإقامة وطن لهم في فلسطين من خلال اغتصاب الأراضي العربية وسفك دماء العرب. والمسمى الثالث اليهود، وهم أتباع الديانة اليهودية التي تم تحريفها نصوصها، لأن الديانة اليهودية تدعو للسلام وتحرم سفك الدماء واغتصاب الأراضي، فالمنهج الحالي محرف عنصري دموي، ويبقي المسمى الرابع العبري أو العبرانية وهو اسم يعود إلى أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام كما جاء في التوراة اسمه “إبرام العبراني” وهي كلمة مأخوذة من اللغتين العربية والعبرية بمعني المرتجل أو التنقل، لأن سيدنا إبراهيم تنقل كثيرا خلال دعوته.

وفي النهاية أقول إن المسمى الحقيقي لهذا الكيان الغاشم هو الكيان الصهيوني صاحب الفكر العفن المتطرف، فهؤلاء مجموعة لا يعرفون إلا العيش على الدماء، وما يحدث الآن ما هو إلا حلقة جديدة من مسلسل الفساد الصهيوني في الأرض، وعلى الرغم من الضعف والهوان العربي الحالي وخاصة بعد أحداث ما يسمى الربيع العربي تبقى الآمال معلقة على الشعوب العربية التي ستهزم هؤلاء عندما يأتي وعد الله عز وجل، وقتها سيهزم المجتمع الدولي الظالم وكل مساندي التطرف والظلم في العالم، ويعود إلينا النصر والعزة كما بدأ الإسلام في أول معاركه ضد الشرك والكفر والفساد في معركة “بدر” التي وضعت اللبنة الأولى لعبادة الله في الأرض، ووقتها نزل قول الله عز وجل “سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر” صدق الله العظيم وكذب الكافرون والخونة والمنافقون ونصر الله أهلنا في فلسطين ونستكمل في المقال القادم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى