القاهرة – مهاب العشري
توفي بالأمس الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا عن عمر ناهز 60 عام بمنزله في حي سان أندريس ببلدة تيجري، وتعرض مارادونا لسكتة قلبية مفاجئة، وكان يعاني الأسطورة الأرجنتينية من بعض المشاكل الصحية التي لحقت به مؤخرا وسط أجواء حزن كبيرة من جميع محبيه.
ولد مارادونا في 30 أكتوبر عام 1960 في مدينة لانوس التابعة للعاصمة الأرجنتينة بوينيس آيريس لعائلة فقيرة، فقد نشأ وتربى في أحد الأحياء الفقيرة بالعاصمة، ومنذ صغره كان مارادونا محبا للكرة، وفي الثالثة من عمره حصل علي كرة قدم كهدية، وفي الثامنة من عمره شاهده أحد كشافين المواهب بالأرجنتين أثناء لعبه الكرة في شوارع المدينة.
أنضم مارادونا لفريق الناشئين بنادي أرجنتينوس جونيورز عندما أتم الثانية عشر من عمره، وقبل أن يتم عامه السادس عشر بأيام لعب أول مبارياته بقميص الفريق الأول لأرجنتينوس جونيورز تحديدا في يوم 20 أكتوبر 1976 لتنطلق رحلة مارادونا الكروية إذ لعب للفريق لمدة 5 سنوات شارك خلالهم في 167 مباراة وسجل 115 هدف.
وفي عام 1981 انتقل مارادونا لبوكا جونيورز الفريق الذي عشقه مارادونا منذ الصغر وكان يحلم باللعب له، وشارك مارادونا في 40 مباراة وسجل 28 هدف.
وبعد نهائيات كأس العالم 1982 انتقل دييجو لبرشلونة الإسباني في صفقة كلفت الفريق الكتالوني 5 ملايين جنية استرليني وكان وقتها اللاعب الأغلي في التاريخ وشارك مع الفريق في 43 مباراة وسجل 30 هدف.
وانتقل بعد ذلك مارادونا لنابولي الإيطالي والتي كانت المحطة الأبرز في حياة النجم الأرجنتيني، وكانت مدينة نابولي وقتها تعاني من الفقر الشديد وكانت الصحف دائما ما تبرز تلك المشاكل ولكن عند مجئ مارادونا الجميع كان يتفاخر أن نابولي لديها مارادونا.
لعب مارادونا لنابولي 4 مواسم وجعلهم من فريق متوسط إلي فريق قوي قادر علي منافسة عمالقة الكالتشيو يوفينتوس وميلان وروما، واستطاع من خلال 259 مباراة لعبها سجل خلالهم 115 هدف وصنع 29 تمريرة حاسمة أن يفوز الفريق ببطولة الدوري مرتين ووصيف البطل مرتين ليصبح دييجو البطل الشعبي الأول في نابولي وقرر الفريق وقتها تعليق القميص رقم 10 وحتى الأن.
وبعد إنتهاء مسيرته مع نابولي عاد مارادونا لإسبانيا عبر بوابة إشبيلية، وفي 1993 عاد للأرجنتين ولعب لنيولز أولد بويز موسمين وبوكا جونيوزر موسمين واعتزل عام 1997.
مع المنتخب الأرجنتيني شارك مارادونا في 4 بطولات لكأس العالم واستطاع قيادة منتخب بلاده لتحقيق اللقب الثاني لها في عام 1986 على حساب ألمانيا، وفي تلك البطولة واجه المنتخب الألماني نظيره الإنجليزي واستطاع مارادونا تسجيل هدفه الشهير بيده والتي أنكر تسجيله الهدف بيده وقتها وبعد سنوات اعترف مارادونا وقتها بتصريحه الشهير ” لم تكن يدي أنها يد الله”.
ودرب مارادونا العديد من الأندية ولكن المحطة الأبرز للاعب كانت توليه قيادة المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم 2010 ووصل للدور ربع النهائي قبل خروجه أمام المنتخب الألماني.
وكانت حياه مارادونا الخاصة مليئة بالمشاكل والأحداث المثيرة، فكان مارادونا دائما مثير للجدل خارج الملعب بتصرفاته وتصريحاته، حتي تطور الأمر مع النجم الأرجنتيني ووصل للإدمان منذ منتصف الثمانينيات حتى 2004 ولكنه تلقى العلاج حتى اكتمال شفائه، واستمرت مشاكل مارادونا الصحية إذ عاني من السمنة وادمان الكحول، وفي العام الأخير أصيب مارادونا بنزيف في المعدة، ومنذ أيام أصيب بجلطة دماغيه دخل على أثرها المستشفى ليودع مارادونا العالم أمس بنهاية أحزنت كل محبي وعشاق الأسطورة.
