ليبيا

طرابلس.. تحشيدات مسلحة ورائحة حرب تلوح في الأفق

خاص- وكالة AAC الإخبارية

وضعت المليشيات المسلحة، مستقبل ليبيا على المحك، بعد ممارساتها التي هددت العملية السياسية برمتها، ووصلت تجاوزاتها إلى عقر دار السلطة الجديدة بشقيها المجلس الرئاسي والحكومة، وسط حالة فوضوية أذهلت الجميع، وأصابت الشعب بحالة من الإحباط والخوف مجددا بعد أن تنشق الصعداء عقب التخلص من مجلس السراج الذي جلب الاحتلال التركي للبلاد.

لعنات المليشيات المسلحة، طالت من في السلطة ومن في خارجها حيث أسقطت مدنيين عزل واخطتفت وهددت مسؤولين في الحكومة والمجلس الرئاسي.

حرب جديدة

الآن وبعد مرور أكثر من 6 أشهر على اختيار السلطة الجديدة التي تم التصويت عليها في مطلع شهر فبراير الماضي، تحتشد المليشيات بكامل قواتها لخوض حرب جديدة لحرق العاصمة الليبية طرابلس، حيث تتمركز مليشيات الزنتان بزعامة عماد الطرابلسي، رئيس جهاز المخابرات المقال، الآن، في «مطار طرابلس العالمي» المدمر وقوامها٢٠٠ عربة مسلحة.

وفي المقابل، تحتشد مليشيا ما تعرف بـ”جهاز دعم الاستقرار”، الذي يقوده اغنيوة الككلي بمنطقة أبوسليم وطريق المطار، تدعمها ما تعرف بـ« مليشيا اللواء 444 قتال»، الذى يقودها أحمد حمزة القيادي السابق بمليشيا “قوة الردع الخاصة”.

والغريب في الأمر، أن هناك تداولا حول تلقي “دعم الاستقرار واللواء 444” دعما مضاعفا من مليشيات ما تعرف بـ«جهاز قوة الردع الخاصة» بقيادة المتطرف عبدالرؤوف كاره، رغم الخلافات والحرب الدائرة بينهما خلال الفترة الأخيرة، فضلا عن تحركات تحشيدات عسكرية من مليشيات مصراتة إلى العاصمة طرابلس، وعلى رأسها مليشيا ما تسمى «كتيبة حطين» والتي تعود تبعيتها وقياداتها لـ«فتحي باشاغا» وزير الداخلية في حكومة الوفاق السابقة، ولواء المرسى بقيادة المليشياوي محمد بن غزي.

المليشيات على أبواب الزنتان

وتشهد الآن الزنتان التي تتمركز بها مليشيات عماد الطرابلسي، حصارًا من مليشيات «الأمازيغ واغنيوة والردع» من أجل اقتحامها والسيطرة عليها من قبضة الطرابلسي، الذي هدد بحرق طرابلس حال اقتحام تلك القوات مدينة الزنتان.

وأقدم الطرابلسي المقال من جهاز المخابرات بعد أن عزله محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، على إرسال قوات إلى العاصمة طرابلس ومستعدة ومتأهبة لحرقها إذا هاجمت المليشيات المقابلة الزنتان.

ضرب الحكومة في عقر دارها

المليشيات لم تكن هذه جرائمها الأولى منذ تولي السلطة الجديدة، بل أقدمت مؤخرا على خطف رئيس ديوان رئاسة الوزراء بالمنطقة الشرقية “رضا افريطيس”، في طرابلس.

وأكد المصدر، أن “افريطيس اختفى أثناء عودته من العمل برفقة زميله محمد المغربي وقبل وصولهما مكان إقامتهما في فندق المهاري”.

وأدان موظفو ديوان مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية ببنغازي حادثة اختطاف افريطيس في طرابلس من قبل مجموعة مجهولة واقتياده إلى جهة غير معلومة بعد خروجه من مقر مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء يوم 2 أغسطس الجاري.

حرب الفار وبحرون

كما وقعت الاشتباكات عنيفة، في أواخر شهر يوليو، بين “كتيبة محمد بحرون” الملقب بـ”الفار” وكتيبة 55 التابعة لـ”معمر الضاوي” في منطقة الماية ومحيط كوبري الـ 27 في الطريق الساحلي، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

الردع والاستقرار يتقاتلان

ونشبت أيضا اشتباكات عنيفة، في الشهر ذاته، بين مليشيات ما تعرف بـ«جهاز قوة الردع الخاصة»، وجهاز دعم الاستقرار، في باب بن غشير، والتي تعد من أكثر مناطق العاصمة كثافة سكانية، وسط حالة من التصعيد والتحشيد العسكري المستمر بين الجهتين.

وقال شهود عيان بالعاصمة طرابلس، وقتها، إن اشتباكات قوية نشبت بالأعيرة النارية بين المليشيات المسلحة.

ولفت شهود عيان، إلى أن عناصر مسلحة تابعة لما يسمى جهاز الردع تحت كوبري باب بن غشير بطريقة فوضوية، ومن ثم أغلقت الطريق العام المؤدي إلى رئاسة الوزراء بطريق السكة.

وأضاف شهود عيان:” لم يمض كثير من الوقت حتى اندلعت اشتباكات بين الردع وجهاز الدعم والاستقرار”.

وأحدثت الاشتباكات بين ‎المليشيات بالقرب من ‎جزيرة ‎المدار، حالة من الفوضى في سير السيارات، الأمر الذي أجبر المواطنون وأصحاب السيارات على الفرار واستخدام الطريق المعاكس، خوفا من إطلاق النار الكثيف.

حرق العجيلات

كما شهدت العجيلات، في شهر يونيو الماضي، اشتباكات عنيفة بين مجموعة مسلحة تتبع محمد سالم بحرون الملقب بـ«الفار»، ومجموعة أخرى تتبع محمد بركة الملقب بـ«الشلفوح» الموالي لجهاز دعم الاستقرار الذي أنشأه فائز السراج قبل رحيله، وأسفرت عن مقتل عدد من المسلحين وأضرار مادية أخرى وأعمال انتقامية، من بينها حرق المنازل.

محاصرة المجلس الرئاسي

كما حاصرت المليشيات المسلحة والمدعومة بعناصر متطرفة من ما تعرف «بعملية بركان الغضب»، في شهر مايو الماضي، مقر المجلس الرئاسي بفندق «كورنثيا» بالعاصمة الليبية طرابلس، فيما قالت مصادر لقناة العربية السعودية، إن الدكتور محمد المنفي غادر الفندق من الباب الخلفي قبل وصول المليشيات إليه.

الأمن القضائي

وفي منتصف أبريل، شهدت العاصمة طرابلس للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين اشتباكات مسلحة بين بمسلحين تابعين لجهاز الأمن القضائي، وآخرين تابعين ما يسمى جهاز دعم الاستقرار الذي يترأسه المليشياوي عبدالغني الككلي الشهير ب “غنيوة”

ذكرت مصادر أمنية في العاصمة طرابلس، أن هناك تبادلا لإطلاق نار شهدته الطريق الرابطة بين جامعة طرابلس وما يعرف بجزيرة المدار بمنطقة سيدي المصري بين مسلحين تابعين لجهاز الأمن القضائي، وآخرين تابعين ما يسمى جهاز دعم الاستقرار.

وأوضحت المصادر أن الاشتباكات اندلعت بسبب محاولة مسلحين تابعين لجهاز الأمن القضائي القبض على أحد حراسات المدعو “غـــنيوة” المتهم عند النائب العام بعدة قضايا منها القتل والسطو.

وتابعت المصادر أن مجموعة تقود سيارة نوع “تيوتا 27 بيضاء موديل 2016” تتبع “جهاز دعـــــم الاستقرار” الذي يشرف عليه “غنيوة” بالرماية على مقر “إدارة عمليـــــات الأمن القضائي” بطريق الطبي”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى