أقدمت السلطات الإيرانية صباح اليوم السبت على إعدام الصحفي المعارض روح الله زم مؤسس موقع «آمد نيوز» الذي كان بمثابة وسيلة إعلامية بارزة في فضح الفساد المستشرى في إيران لاسيما في القضاء، وهو ما تسبب في اعتقاله بطرق غير قانونية ومن ثم إصدار حكم بإعدامه.
وساهم زم في فضح عشرات القضايا التي هزت الرأي العام الإيراني، وكشف عن فساد مسؤولين كبار في البلاد.
وصدر حكم الإعلام يوم الثلاثاء الماضي، حيث أعلن الناطق باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي، عن تأييد أحد المحاكم الإيرانية لحكم إعدام الصحفي المعارض. روح الله زم.
وخلال السنوات الماضية عرف زم بأنه فاضح فساد نظام الملالي حيث نشر عبر موقعه الذي هو عبارة عن قناة على تلجرام عشرات الوثائق التي تفضح مسؤولين حكوميين في إيران.
وعرف مؤسس آمد نيوز بتسريب فضائح تمس النظام الحاكم بالتحريض على العنف خلال احتجاجات يناير 2019.
وخلال التحقيقيات رفض الصحفي الإيراني المعارض الاتهامات الموجهة له في جلسات المحاكمة، قائلاً إنه عمل كصحفي فقط.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعتقل فيها روح الله زم فسبق وأن احتجز لفترة قصيرة عقب احتجاجات شعبية عام 2009، قبل أن يغادر إيران كلاجئ سياسي لدى فرنسا منذ قرابة عقد حيث دشن من هناك منصته الإخبارية المعارضة.
ووصل عدد متابعي زم على تلجرام إلى 1.8 مليون شخص، وهو ما تسبب في إزعاج لنظام الملالي.
وفي عملية اعتقاله رغم وجوده في الخارج، كشف تسريبات نشرها الحرس الثوري الإيراني، خبر اعتقاله متباهياً بعملية استدراجه من باريس إلى بغداد.
في هذا العملية استخدمت ميليشيات الحرس الثوري الإيرانية، أساليب استخباراتية مبتكرة لخداع زم، وجره للعراق حتى يتم القبض عيه هناك.
ووقعت هذه الأحداث العام الماضي، ووقتها تباهى الحرس الثوري بعملية استدراجه المعقدة من فرنسا إلى العراق واصفاً المعارض بأنه أحد الشخصيات الرئيسية في شبكة العدو الإعلامية والحرب النفسية.
وعقب القبض عليه ورحيله إلى إيران واجه زم صاحب 46 عاما، 13 تهمة من بينها التحريض على إثارة حرب أهلية وتأجيج الاحتجاجات التي شهدتها إيران بين عامي 2017 و2018، ونشر الفساد في الأرض والتجسس لصالح جهات أجنبية.