حقيقة الازدواجية التركية في تعاملها مع الدول العربية واستغلال أنقرة للاضطرابات التي شاركت فيها داخل الدول العربية ، بهدف تعزيز نفوذها الاقليمي ويتضح ذلك من وجهة نظري في مساريين الأول عبر دعم الخطاب المتطرف الإرهابي إعلاميا وانشاء قواعد عسكرية في تلك الدول العربية ويدعمة المسار الثاني عبر تعزيز العلاقات مع إسرائيل في الخفاء بالاضافة الي سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الي دعم العلاقات مع تل أبيب بشكل غير معلن في كافة المجالات وخاصة من خلال المجال العسكري من خلال 60 اتفاقية للتعاون العسكري بين أنقرة وتل أبيب .
فأردوغان الذي يتباكي في العلن على القضية الفلسطينية يعد أقوي حلفاء اسرائيل في السر .. فقد ساعد العثماني الجديد الطيران الإسرائيلي خلال حروبة ضد قطاع غزة المحاصر وقدم كميات كبيرة من مواد البناء التي ساهمت في تشييد المستوطنات وهذا يدلل علي اذدواجية المواقف لهذا النظام البغيض .
يستخدم الرئيس التركي أرودغان سياسة الغموض التي تلعب على حبلي السر والعلن،التي لم تعود خافية على أحد، فكثيراً ما تباكى أردوغان على أوضاع الشعب الفلسطيني خصوصاً خلال الحروب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وهدد مراراً وتكراراً بإنهاء أو تخفيض مستوى علاقات بلاده مع إسرائيل بسبب حروبه علي غزة ولكن كل ذلك لم يتعد الاستهلاك الداخلي والمواسم الانتخابية ومقتضيات مساعيه لينصّب نفسه سلطانا عثمانيا جديدا.
وفي الوقت الذي ينعت غيره بالصهيونية والنعوت الفارغة، تؤكد مفردات التعاون التي صاغها أردوغان مع إسرائيل أنه كان ولا يزال السند الأقوى لتل أبيب في المنطقة، وأن ما قام به خلال سنوات حكمه شكل «الكنز الاستراتيجي» لإسرائيل، وأن أردوغان لعب دوراً خطيراً ومشبوهاً في هدم حل الدولتين من خلال خطوتين لا تخطئهما العين، وهما مساعدة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة في بناء المزيد من المستوطنات في الضفة والقدس الشرقية كما أن دعم أردوغان لفريق ولون سياسي واحد فلسطيني دون آخر أسهم بقوة في الانقسام الفلسطيني واستمراره من عام 2007 وحتى الآن، وهو دور مشبوه لعبه أردوغان حصرياً ضد مصالح الفلسطينيين
فاصل جديد من جرائم أردوغان ضد فلسطين
1-التدريب علي قصف غزة
كشفت العديد من المراكز البحثية العسكرية أنه نظراً لضيق الأجواء الإسرائيلية والتوتر بين إسرائيل وجيرانها العرب كانت تل أبيب في حاجة دائمة لأجواء واسعة حتى يتدرب طياروها على قصف الأهداف الصغيرة والدقيقة في قطاع غزة، وظهرت هذه الحاجة الإسرائيلية بعد انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2005، لذلك وقبل أن تنسحب من القطاع استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون نظيرة التركي أردوغان في إسرائيل، وتم توقيع اتفاقية بين تل أبيب وأنقرة تسمح فيها تركيا بتمديد تدريب أعداد كبيرة من الطيارين الإسرائيليين على دقة التصويب في صحراء الأناضول وقاعدة قونية.
وبالفعل شارك الطيارون الإسرائيليون، الذين تلقوا تدريبات في تركيا في حروب إسرائيل الثلاث في قطاع غزة، وهو ما يؤكد أن تركيا لعبت دوراً كبيراً لصالح إسرائيل في حروبها رغم بكائيات أردوغان على أطفال غزة في خطاب شعبوي ينخدع به فقط من لا يعرفون تاريخ العلاقات التركية- الإسرائيلية ولا يعرفون تاريخ أردوغان مع إسرائيل.
ووفق هذه الاتفاقية السالفة الذكر والتي نشرتها وزارة الدفاع الاسرائيلية فإنه يجري تدريب الطيارين الإسرائيليين 8 مرات سنوياً، ويفتح هذا الاتفاق المجال للطيارين الإسرائيليين للتدريب على الطيران لمسافات طويلة فوق البر التركي، كما يفتح أمامهم المجال لإجراء رمايات بالذخيرة الحية في حقل الرماية بمنطقة قونية.
وعندما حاول أردوغان إطلاق بعض التصريحات العنترية عام 2016، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان رسمي إنه حتى المنتجات الغذائية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي مستوردة من تركيا، وإن أردوغان بنفسه هو من حضر توقيع هذه الاتفاقية مع حكومة شارون.
تهريب نفط داعش والنصرة والجماعات الظلامية2-
ووفقا لعدد من خبراء الملاحة فإن تركيا لعبت دور الضامن الأول لتوريدات النفط لإسرائيل وجيشها خلال العقدين الأخيرين. وقبل ظهور تنظيم «داعش» في سوريا والعراق كان نفط شمال العراق يتم تهريبه عبر شاحنات إلى تركيا خصوصاً إلى ميناء جيهان التركي، وتقوم السفن التركية بتحميل النفط العراقي إلى المياه الدولية أمام السواحل الإسرائيلية، وبعد دخول الموانئ الإسرائيلية وتفريغ حمولتها تعود إلى المياه الدولية، ومنها إلى جزيرة قبرص، وتعيد السفن التركية هذه الدورة بعد ذلك خوفاً من افتضاح أمرها.
واستمر هذا الدور التركي بعد ظهور «داعش» وسيطرتها على أجزاء واسعة من شمال العراق وسوريا، ولعب أردوغان دور الوسيط في توريد النفط الذي يهربه «داعش» من سوريا والعراق لميناء أشدود الإسرائيلي
3- دخول تركيا بدون تأشيرة
قال بيان لوزارة السياحة الإسرائيلية في نهاية يناير2020 إن تركيا هي الوجهة المفضلة للسياح الإسرائيليين، حيث سجلت حركة السياحة الإسرائيلية إلى تركيا رقماً قياسياً في 2019، فهناك 12 رحلة جوية يومياً بين أنقرة وتل أبيب، وقبل تفشي «كورونا»، بلغ عدد السياح الإسرائيليين، الذين زاروا تركيا نحو 650 ألفاً، ما يشكل ارتفاعاً بنسبة أكثر من 25% مقارنة بعام 2018 وقد عزز أردوغان ذلك بقرار يسمح للإسرائيليين بدخول تركيا من دون تأشيرة، وفق منشور من القسم القنصلي بوزارة الخارجية الإسرائيلية
وفي النهاية يبقي الدور التركي الخبيث تجاة كل القضايا العربية واضحا وجليا بعد أن أسقط أردوغان القناع ليظهر وجهة القبيح وفي المقال المقبل سوف نستكمل فصول جديدة من جرائم أردوغان في المنطقة .