ليبيا

محمد الزهاوي الشيخ ريشة الليبي.. نبوءة وحيد حامد التي تحققت في بنغازي

عبد الغني دياب – وكالة AAC NEWS

كتب أدمن صفحة الموسيقار الموسيقار  الليبية الشهير التي يتجاوز متابعيها أكثر من ربع مليون متابع تعليقا عن وفاة المبدع المصري الكاتب الكبير وحيد حامد “لم يكن الكاتب والسينارست وحيد حامد يعرف ان ما كتبه من سيناريو في فيلم دم الغزال عام 2005 سـ يتجسد واقعياً في ليبيا عام 2011 .

فالشاب رضا الذي كان يعمل في فرقة شعبية اصبح أمير لجماعة أسلامية وبدأ في الانتقام والشماتة  من كل الذين عرفهم في حارة حي أمبابة  .

سيناريو تتطابق احداثه مع قصة محمد الزهاوي الذي كان يعمل طبال في فرقة درنة للفنون الشعبية فوجد نفسه أمير لما يعرف بجماعة انصار الشـريعة في بنغازي .

رحم الله الكـاتـب وحيد حـامـد كان بحر إذا وقفت على ساحله وجدت الواقعية واذا غصت في اعماقه وجدت  العبقرية .

‫ ولازال عزف الرصاص مستمرآ.

لقد استطاع أدمن الصفحة أن يربط بين ما قدمه وحيد حامد من أعمال فنية  عن الجماعات الإرهابية التي استقطبت العشوائيين من كل مكان .

واستكمالا لهذا العرض المميز من أدمن الصفحة نستطيع أن نقول .  

لم يكن يعلم السيناريست المصري الشهير، وحيد حامد، أن ما قدمه من تصورات حول البيئة الحاضنة لجماعات الإسلام السياسي، ذات النزعة المتطرفة، والتدين الظاهري، ستكون واقعا في يوم ما، وسيلمس المشاهد العربي ما تبنأ به “غول السينما المصرية” وحكائها الأول، قبل سنوات، لكن هذه المعايشة لن تكون مسجلة على إسطوانات الكاست، أو تبثها شاشات التلفاز، بل ستكون واقعا معاشا في بنغازي الليبية.

في العام 2005 بينما كان وحيد حامد يقدم لمشاهديه طبخته المآساوية، عما يفعله الفقر في أبناء الحارات الشعبية في مصر، عبر سرديته السينمائية الرائعة، دم الغزال، مسلطا الضوء على خفافيش الظلام التي تنشأ في بيئات الفقر وغياب الدولة كانت قضية مشابهة أخرى تستعد لتطبيق نفس المشاهد لكن في بنغازي الليبية، فالقصة متاشبهة والأبطال تتطابق حكايتهم  مع التطرف وإن اختلفت التفاصيل الثانوية.

بهدوئه المعتاد ونضجه الطاغي على النص، نجح وحيد حامد في استخلاص شخصية الشيخ ريشة التي قدمها محمود عبد المغني، الطبال السابق، الذي تتلقفه الرغبة في الانتقام للدخول في عالم التطرف، وهو الحال نفسه مع محمد  الزهاوي، لكنه بدلا من أن ينشأ في مصر طبق فكرة وحيد حامد هناك في ضواحي بنغازي، بعدما أسس جماعة أنصار الشريعة.

ربما لا يذكر من شاهدوا دم الغزال في السينما وعبر شاشات التلفاز، من ضمن حكايته السريعة والمتداخلة إلا شخصية الشيخ ريشة، الذي نبت في أحضان الفرق الغنائية التقليدية بأحد أحياء الجيزة، ليتحول برتم سريع إلى أمير جماعة متطرفة تحاول فرض فكرتها الدينة الظلامية على المجتمع.

لم يختلف محمد الزهاوي الذي قتل على يد الجيش الوطني الليبي في العام 2017، بعد أن نجح الأخير في تحرير المدينة الليبية من براثن الإرهاب الذي كان الزهاوي أحد أعضائه، عن الشيخ ريشة، فالإرهاب واحد والتطرف هو التطرف، مجرد وسيلة تلجأ إليها بعض المجموعات للحصول على مكاسب سياسية ومالية، هكذا تصور وحيد حامد شكل الإرهابي المتمسك بأهداب التدين الظاهري، دون الاعتراف بسماحة الدين الإلاهي، وهي الطريقة ذاتها التي تبناها الزهاوي.

على طريقة ريشة أيضا الذي عرفه سكان حيه الفقير طبال في إحد الفرق، عرف سكان بنغازي، محمد علي الزهاوي، الذي كنيا فيما بعد بـ«أبي مصعب»،عضوا في فرقة الموسيقى الشعبية، لكنه أبي أن يكمل في هذا المجال واقتبص الفكرة من وحيد حامد لتححول ميوله للنقيض تمامًا، بعد اعتناق أفكارا متطرفة، جعلته يتعرض للاعتقال خلال حكم الزعيم الراحل معمر القذافي.

في البداية كان ريشة عضوا عاديا في التنظيم، وكذلك الزهاوي، ثم تحول الأول لأمير يأمر وينهي عن جهل بأحكام الدين، وكذلك فعل الزهاوي، فبعد أعوام من الارتباط بتنظيم سرايا «راف الله السحاتي» أعلن انشقاقه في 2012،  ليؤسس تنظيم «أنصار الشريعة» وتبدأ معه أبشع أنواع القتل الدموي في بنغازي.

من قتل الليبية لقصف منازلهم واغتصاب نسائهم كلها جرائم ارتكبها الزهاوي في حق أبناء بنغازي ودرنة وما حولها من مدن الشرق اللليبي، كما أن تنظيمه اتُهم بالهجوم على القنصلية الأمريكية في «بنغازي» الليبية، الذي قتل فيه السفير الأمريكي وثلاثة من معاونيه.

 ومع رحيل وحيد حامد وإعلانه تسليم الراية لمن بعده من المبدعين السينمائيين، أعادت صفحات ليبية على موقع فيسبوك المقارنة بين ما قدمه السناريست المصري الراحل من رؤية فنية للبيئة الإرهابية، وبين ما وقع في بنغازي الأبية، التي تخلصت من براثن الزهاوي ورفاقه في 2017.

ويعتقد أن الزهاوي قتل خلال معركة ضد الجيش في مدينة بنغازي شرق ليبيا وذلك بعد تكتم عن إصابته استمر ثلاثة أشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى