عبد الغني دياب – وكالة AAC NEWS
لا تفوت جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا فرصة للتحالف، طالما أنها ستخدم مشروعها الظلامي، حتى ولو من باب الخداع والتقية، فخلال السنوات العشر الماضية، وما سبقها من أعوام، غير “حرباء ليبيا” جلدها عشرات المرات، بغية في كسب مزيد من التأييد والحفاظ على الشعبية التي تتآكل يوما تلو الآخر.
في السادس عشر من يناير الجاري، أعلن عمداء مدن ليبية، عن تدشين المجلس الأعلى للإباضية في ليبيا، كمذهب تديني لهم، لتجد الجماعة الظلامية ضالتها في خضم التخبطات السياسية التي تعانيها البلاد، لتعلن على الفور ترحيبها بالقرار الخاص بأتباع المذهب الإباضي في ليبيا.
وتنتشر الإباضية في جبل نفوسة وزوارة في ليبيا، وهي مناطق تقع في الغرب الليبي، الذي تسيطر عليه الميليشيات الموالية للإخوان وللمشروع التركي، ويأتي التأييد من باب المغازلة السياسة، كعادة الجماعة المتطرفة.
المثير في إعلان الجماعة الإرهابية ترحيبها بالقرار الإباضي والذي سمته أنه يندرج تحت بند التعددية الدينية، لم يكن الأول فالجماعة لم تترك أيدلوجية ليبية سواء معتدلة أم متطرفة إلا وتحالفت معها، لتكرس لمفهوم طالمال نفاه أتباعها “الغاية تبرر الوسيلة”.
فمع تصاعد الحديث عن انتخابات مرتقبة نهاية العام، وتراجع التصويت للجماعة حتى في الغرب الليبي في انتخابات البلدية الأخيرة، جاء الدور على الإباضية في ليبيا لكي تغازلهم الجماعة ببيان حتى لو خالف عقيدتها الدينية ومذهبها الفقهي، في مقابل بعض الأصوات الانتخابية التي قد تأتي من هذا الباب.
قبل اندلاع الأحداث في ليبيا عام 2011، كان قادة جماعة الإخوان الإرهابية حاضرون أيضا في المشهد السياسي، لكن هذه المرة كانوا على موائد النظام الجماهيري، يتملقون سيف الإسلام القذافي بحثا عن مغنم في كنف السلطات، فهناك عمل الإخواني علي الصلابي لأشهر عرابا للمشروع الجماهيري الإصلاحي، الذي أطلق عليه وقتها “مؤسسة القذافي للتنمية” حيث أشرف على مسيرة الحوار مع “الجماعة الليبية المقاتلة” من أجل القيام بمراجعات فكرية داخل السّجون .
الوجوه التي نافقت سيف الإسلام لسنوات، كانت نفسها تدعو بعد أيام من المظاهرات بضرورة التوحد ضد النظام الجماهيري، طمعا في الوصول للسلطة، وسرلاعان ما تحالفوا مع المجموعات السلفية عقب سقوط النظام تحت مسمى التيار الإسلامي الواسع.
لم تقف الجماعة الظلامية عند التحالف مع المجموعات السلفية والجهادية بغرض السيطرة على السلطة، فما أن علا نجم المجموعات المدنية في الداخل الليبي، وفازوا في الانتخابات عام 2014، حتى كانت الجماعة مع موعد لارتداء ثوب الجماعة الليبية المقاتلة.
ومع إعلان الجيش الليبي حرب الكرامة لتطهير ليبيا من الجماعات الإرهابية التي حولت البلاد لأشلاء قبيلية ومذهبية، واقترابه من استعادة الدولة، بدأت جماعة الإخوان الإرهابية في التلون من جديد عبر تحالفات مع كافة الميليشيات المصالحية والإرهابية في البلاد، لتبرهن من جديد أن الحدود تراب أمام المشروع الإخواني المتحالف مع أتباع العثمانية الجديدة.