خاص- وكالة AAC الإخبارية
مع وصول حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة مطلع العام الجاري، طفى على السطح اسم وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، والتي سعت خلال السنوات الماضية، للخروج على الساحة بثوب الناشطة المدافعة عن الثورة وحقوق الشعب الليبي.
المنقوش التي أطلت في مقطع فيديو عام 2011 وهي ترتدي الحجاب في ذلك الوقت، لتؤكد أنها عملت كناشطة إعلامية لتغطية حوادث ثورة 17 فبراير في مدينة بنغازي، وحاولت التواصل مع وسائل الإعلام الأجنبية لنقل ما يحصل في المدينة، سوقت لنفسها على أنها ناشطة في المجتمع المدني تحاول خدمة الثورة وقضيتها من خلال وابل من التصريحات الحنجرية التي حاولت من خلالها كسب التأييد والزخم المحلي، لاسيما في ظل إجادتها للغة الإنجليزية والحديث الإعلامي إبان دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية، ما جعلها تستطيع تأدية المسرحية بشكل متميز أوصلها لأن تتولى حقيبة الخارجية في حكومة الدبيبة.
تحول واضح في المواقف
مع وصول المنقوش لمنصبها في الوقت الذي تمر البلاد بوقت خطير وحساس، عقب التوصل لوقف إطلاق النار، والمساعي الرامية لتوحيد البلاد وتحقيق المصلحة الوطنية، سعت أستاذة القانون الجنائي لكسب أكبر قدر ممكن من التأييد المحلي، فسارعت إلى دعوة تركيا لخروج المرتزقة ومقاتليها الأجانب، ما جعل مؤشراتها تتعالى في الداخل، إلا أن تلك الدعوة تبعها حالة من الجمود وعدم التحرك لحل هذه القضية بشكل فعلي، والاكتفاء بتصريحات حنجرية جعجاء لا تثمن ولا تغني من جوع.
فوزيرة الخارجية التي ذهبت هنا وهناك، وخرجت في رحلات خارجية لم تؤتي بأي ثمار سوى أن خسرت الدولة المزيد من ملايين الدينارات، تركت القضية الأهم لتحقيق الاستقرار والأمن في البلاد والمتمثلة في خروج المرتزقة دون أن تحاول دفع المجتمع الدولي وحثه على ممارسة ضغط على أنقرة من أجل إخراج قواتها واكتفت بتصريحات فارغة، والتي كان آخرها في نهاية الشهر الفائت حينما قالت إن إن استقرار البلاد مشروط بخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، ما عكس تخليها عن عباءة الناشطة التي حاولت الظهور بها خلال السنوات الماضية، من أجل تحقيق مصالحها ومصالح حكومتها.
محاولة التفرد بالصلاحيات
سعت المنقوش خلال الأشهر القليلة التي تتواجد فيها على رأس حقبة الخارجية إلى محاولة كسب أكبر قدر ممكن من الصلاحيات والتفرد بأخرى خارج نطاق اختصاصها وسلطاتها.
فمنذ تعيينها دخلت المنقوش في صراعات مع الأطراف المختلفة في ليبيا، حيث عملت على تقليص البعثات بالخارج بشكل يخدم مصالحها ومصالح رئيس حكومتها، ما أثار جدلا، لاسيما في وقت تحتاج فيه البلاد كافة الجهود الخارجية لتحقيق المصالحة والمساهمة في الدفع نحو إجراء الاستحقاق الانتخابي المقرر نهاية العام الجاري.
محاولة عرقلة الانتخابات
سارعت المنقوش إلى محاولة كسب التأييد الدولي لعرقلة الانتخابات المقررة نهاية ديسمبر المقبل، لما في ذلك من مصلحة لاستمرارها واستمرار حكومتها، وتنفيذا لأجندة الغرب ورئيس حكومتها عبد الحميد الدبيبة الذي يرغب في الاستمرار في منصبه لأكبر فترة ممكنة.
ووفقا لعدة تقارير، فقد عرضت المنقوش مؤخرا مبادرة لتأجيل الانتخابات على الحاضرين في مؤتمر دعم استقرار ليبيا الذي جرى تنظيمه في طرابلس، متعللة بأن البلاد ليست مهيئة لإجراء الاستحقاق الانتخابي، وهناك بعض الأمور التي لا تزال بعيدة عن الإنجاز لتحقيق نجاح الانتخابات، في مخالفة واضحة وبعكس التصريحات التي تتغنى بها ليلا نهارا بشأن أهمية إجراء الانتخابات في موعدها، تأكيدها على تجاوز كافة النقاط الخلافية من أجل إنجاز الاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد.
التضحية بمواطن للتودد لأمريكا
في خطوة فجة ونكراء تعكس غياب المصلحة الوطنية والسعي وراء تحقيق المصالح الشخصية، بعيدا عن سيادة الوطن واستقلاليته، أكدت المنقوش الأربعاء الماضي خلال تصريحات مع شبكة “بي بي سي” البريطانية، أن الحكومة تنوي التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لتسليم المطلوب في قضية لوكربي، وأن الحكومة الليبية تتفهم ألم وحزن أسر ضحايا الحادث.
تصريحات المنقوش والتي فيها تضحية واضحة بمسؤول المخابرات الليبي السابق أبوعجيلة والمطلوب لدى وزارة العدل الأمريكية منذ ديسمبر الماضي، أثارت غضبا كبيرا تجاهها، لاسيما وأن فيها نوع من التضحية بمواطن ليبي -بما له وما عليه- من أجل كسب رضا وتأييد الولايات المتحدة في المشروع الحكومي الخبيث الرامي لعرقلة إجراء الانتخابات، والبقاء في السلطة لأكبر فترة ممكنة، وإغراق البلاد في مشكلات وصراعات تجعلها بعيدة عن مسارها الديمقراطي، والوصول إلى انتخاب سلطة تقود الدفة وتحقق الوئام بين مختلف الأقاليم.