ليبيا

بعد فشل المسارات السياسية .. هل باتت «الحرب الفاصلة» قريبة بعد كلمة «المشير» في هون ؟

أجري القائد العام للجيش الليبي المشير “خليفة حفتر” سلسلة من اللقاءات والاتصالات مع شيوخ وأعيان القبائل الليبية، سواء في شرق أو جنوب البلاد، وذلك في إطار الزيارات التي قام بها مؤخراً لعدد من المدن الليبية .
ووصل المشير حفتر، إلى مدينة هون في وسط ليبيا، أول أمس، للقاء أعيان ومشايخ القبائل والأهالي بالمدينة، لإطلاعهم على كافة التحديات التي تواجه البلاد، إضافة لوضعهم في صورة التحركات التي تقوم بها قيادة الجيش الوطني لإنقاذ البلاد من الفوضى.

واتسمت كلمة المشير “حفتر”، في مدينة هون التابعة لبلدية الجفرة  بالوضوح، في إثارة عدة نقاط مهمة، أبرزها “الفشل في إيجاد المساعي السلمية لإخراج القوات الأجنبية”، حيث أخلى مسؤولية القوات المسلحة العربية الليبية من أي تصعيد قد يحدث.

وعلى المستوى السياسي، فقد تطرقت الكلمة إلى التطورات في المسارات “السياسية والدستورية والعسكرية”، وحتى ما يتعلق بمسار المصالحة الوطنية، فكلها واجهت طريقا مسدودا، حيث ركز “المشير”، على مسألة “أهمية استعادة الشعب الليبي لحقه في تقرير مصيره بإرادة حرة”، ومنع العبث بـ”وحدة أراضيه وسيادته”.

وشدد القائد العام للقوات “المشير خليفة حفتر”، على أن يكون مصدر أي مبادرة لحل الأزمة الليبية، متمثلا بالشعب الليبي، معربا عن تقديره للجهود المحلية والدولية الرامية للتهدئة.

وتعهد “حفتر”، أن يكون تحرك الجيش “منسجما مع إرادة الشعب الليبي بعد أن وصلت كل المسارات السابقة إلى طريق مسدود ونتائج مخيبة”.

وأضاف: “نقترب اليوم من اتخاذ القرار الحاسم بإرادة شعبية خالصة لتحديد المسار نحو استعادة الدولة. الوقت ليس في صالح أطراف تسعى إلى إدارة الأزمة دون حلها بهدف إطالة عمرها بحجج واهية”، واعتبر أن المشهد الليبي بات “يشهد حراكا شعبيا يتنامى لإحداث التغيير الجذري”.
وأكد المشير على أن الشعب والجيش يد واحدة قادرة على تحطيم أصنام الساسة، وأردف قائلا: “جيشكم يعدكم أيها الليبيون الشرفاء بأنه إلى جانبكم اليوم وغدا”.

وقال القائد العام ، أن تضحيات الليبيين لم تكن يوما من أجل أن تنعم جهة من الفاسدين بحياة الترف بالمال العام ويعيش المواطن الشريف تحت خطوط الفقر، وإن مدينة الجفرة التي سجلت في التاريخ فصولا مشرفة من الجهاد ضد المستعمرين، وقاومت الحكم العثماني المتخلف الجائر البغيض، قدمت قوافل من الشهداء فداء للوطن وستبقى أبدا المركز الصلب، الذي تستند عليه أعمدة الوطن وأركانه، ولولا وقوف الشعب وراء جيشه لما هزم الإرهاب ولما استطاع الجيش أن يعيد الأمن والاستقرار، إلى هذه الرقعة الواسعة من ليبيا العزيزة”، ”و لعلنا نقترب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من وضع النقاط على الحروف، واتخاذ القرار الحاسم، بإرادة شعبية خالصة، لتحديد المسار نحو استعادة الدولة، وبناء مؤسساتها، بعيدا عن أي إرادة أو توجيه، إلا إرادة وتوجيه الشعب الليبي، بعد أن أثبتت النتائج المخيبة للآمال، أن كل المسارات السابقة، قد وصلت بنا إلى طريق مسدود”.

وأشار :” لم يعد بوسعنا إلا الاعتماد على أنفسنا، لتقرير مصيرنا بإرادتنا الحرة، مع كامل تقديرنا لكل الجهود المحلية والدولية، الصادقة في دعم الشعب الليبي، لتجاوز أزمة بلاده، والمضي فدما في بناء دولته”، و لقد أثبتت التجارب، المتنوعة شكلا والمتكررة مضمونا، أن أي توجه للحل الشامل، وأي مبادرة أو خارطة طريق، تتجاهل ضرورة قبولها من الشعب الليبي، أو لا تكون من الأساس صادرة عنه، لن يكتب لها النجاح، ولن يترتب عنها إلا إضاعة الوقت والجهد، وتفاقم الأزمة والمعاناة، من مبدأ أنه لا نيابة في تقرير المصير”.

وبين: على أن التجارب القاسية، علمتنا خلال السنوات العشر الماضية، أن فرض النيابة في تقرير المصير، يعني السير في طريق مسدود، ولا يؤدي إلا إلى المواجهة مع الشعب، وتحدي إرادته، ومن يجرؤ على مواجهة إرادة الشعب، والتصدي لها، يكون من البداية قد حكم على نفسه بالهزيمة”.

وأكد: أن القيادة العامة، عازمة على مواصلة حث الشعب الليبي، وقواه الوطنية الحية، على التمسك بحق تقرير المصير، وعدم الاعتماد على أي أجندات أو إملاءات من أي طرف، لفرضها على إرادة الليبيين، وأن الشعب الليبي، الذي صبر طويلا وضحى كثيرا، لن يقبل أن تجني ثمار صبره وتضحياته، فئة تضع مصالحها فوق مصلحة الوطن، متابعا:” في الوقت الذي نشيد فيه بالقرارات الأممية، التي تدعم الشعب الليبي، في تمسكه بمبدأ السيادة الوطنية، وفي المسار الذي يختاره لبناء دولته ومعالجة قضاياه، نرحب بالمبعوث الأممي الجديد، ونتمنى له التوفيق والنجاح”.

واستطرد:” لا يفوتنا أن نذكره بما تعهد به، بأنه لن يتبنى أو يدعم أي مبادرة لحل الازمة الليبية، إلا إذا كان مصدرها هو الشعب الليبي نفسه، صاحب المصلحة الأول والأخير، ونكبر فيه هذا الموقف”،”ونرى أنه من واجبنا تسهيل مهامه، إذا ما لمسنا في مساعيه، الجدية والإخلاص، والصراحة والشفافية، والانحياز التام لمصلحة الشعب الليبي، والالتزام بما تعهد به، وعدم التأثر بالضغوط الخارجية مهما بلغ حجمها، لكننا بحاجة أيضا لأن ننبه، بأن المشهد الليبي اليوم، يختلف عن ما كان عليه بالأمس، فقد بدأ يشهد حراكا شعبيا يتنامى يوما بعد يوم، لامتلاك زمام المبادرة، وأن الشعب قد بدأ يعد العدة، من أجل التغيير الجذري، بالأسلوب الذي يراه يحقق أهدافه وغاياته النبيلة، لا يراعي في ذلك إلا مصلحته وسلامة وطنه، حاملا راية السلام في إحدى يديه، وفي الأخرى مشروعه الجاد نحو بناء دولته”.

القائد العام للقوات المسلحة، بأن الوقت لم يعد في صالح أي طرف، يسعى لإدارة الازمة دون حلها، بهدف إطالة عمرها، بالمبادرات المشبوهة، والمسارات المغلقة، والتمديد بحجج واهية، لا تهدف إلا لبقاء الحال على ما هو عليه ليستمر الفساد والعبث بمصير البلاد، ويواصل عبدة كراسي السلطة، البقاء في مواقعهم، ليس لهم من غاية، إلا نهب أموال الشعب”.

ونوه: أن الشعب الليبي لن يقبل أن يلدغ من جحر مرات ومرات، وقد آن الأوان أن يقول كفى عبثا واستتارا، أن يقول لمن أحسن في نواياه وأخفق: شكر الله سعيكم، ولمن أفسد واستهان بقوة الشعب، وسخر من قدرته على تولي زمام أمره بنفسه، وتعمد الإساءة إليه، واستغل منصبه لينهب أموال الشعب، ويعيق مسيرته إلى الأمام، أن يقول له: لن تفلت من العقاب ولن تسمح القوات المسلحة، مهما كلفها من جهد وعناء، أن تتم المساومة على تضحياتها وعلى دماء شهدائها وجرحاها، ولن تسمح أن يستمر هذا العبث المخجل بمصير الوطن”.

وأوضح: ” لن نسمح بالتفريط بشبر واحد من ترابه الطاهر، أو أن تصبح أراضيه مرتعا للقوى الاستعمارية الغاشمة، التي تسعى لتوسيع نفوذها، على حساب سيادة الليبيين فوق أرضهم، وتعالج أزماتها المتفاقمة من ثروات الليبيين”.

وأفاد بأن الليبيين تحرص على الموت أكثر من حرصهم على الحياة، من أجل أن تبقى ليبيا العزيزة، حرة أبية، ومن أجل أن نحمي حدودها، برا وبحرا وجوا، بأرواحنا ودمائنا، فهذه الأرض هي العرض لنا، وإن كل شبر من حدود ليبيا، ومن ترابها الطاهر، هو خط أحمر، أمام الإرهاب، وأمام المطامع الاستعمارية، وإذا ما فشلت كل المساعي السلمية، بعد منحها ما تستحق من دعم ووقت، لخروج القوات المحتلة من أراضينا، فليس أمامنا من خيار، إلا أن نخوض المعركة الفاصلة من أجل التحرير، مهما كلفت من ثمن، ومهما استغرقت من وقت، نخوضها دون تردد، بكل ما أوتينا من قوة وإرادة، وإصرار على العيش بكرامة وكبرياء فوق أرضنا”.

وذكر: ” لسنا بهذا ندعو إلى الحرب، بل نحن دعاة سلام، دعاة تعاون بين الشعوب، بما يحقق لها التقدم والازدهار، دعاة علاقات عمادها الاحترام وحسن النوايا، والمصالح المشتركة، لكن الداعي إلى الحرب، هو من أنزل عساكره ومرتزقته فوق ارضنا، طمعا في ثرواتنا، مستغلا ما تمر به بلادنا من ظروف طارئة، ليبرم صفقات العار مع الخونة والعملاء، الذين باعوا وطنهم وشرفهم من أجل السلطة والمال”، ” ونحن الليبيون الشرفاء، فلا تسمح لنا أخلاقنا، ولا شرفنا العسكري، أن نعتدي على أرزاق الأخرين، أو أن يسيل لعابنا إلى ما في جيوبهم من مال، لأننا أرفع شأناً وأكبر قدرا من ذلك، وقد ورثنا عن أجدادنا منذ زمن سحيق، الأنفة وعزة النفس، ولا تسمح لنا ضمائرنا الحية، ودماء شهدائنا وجرحانا، أن نبيع الوطن، مقابل ما في الدنيا من كنوز، وما تعرضه من جاه وسلطان”.

وذكر: أن ليبيا تنعم بخيرات كفيلة بأن تجعلها جوهرة على خارطة العالم وبوسعها أن تجعل منها نموذجا للاستقرار والتطور والاستقرار.

ورحب بمبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا، عبدالله باثيلي، داعيا إياه إلى “عدم تبني أي مبادرة لحل الأزمة إلا إذا كان مصدرها الشعب الليبي”، مشيرا إلى أنه “لم يعد بوسع الليبيين إلا الاعتماد على أنفسهم، لتقرير مصيرهم بإرادتنا الحرة، مع كامل تقديرنا لكل الجهود المحلية والدولية”.

وتابع: “التجارب أثبتت أن أي حل شامل أو مبادرة لن يكتب لها النجاح إلا بمصادقة الشعب الليبي عليها”.

واختتم قائلا: “لسنا ندعو إلى الحرب، بل نحن دعاة سلام، وتعاون بين الشعوب، بما يحقق لها التقدم والازدهار”.
وخلال الاجتماع، أكد الحاضرون على وحدة التراب الليبى والمطالبة بخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضى البلاد. واتفق الحاضرون على أن يضم الحراك جميع المكونات السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والقانونية والإعلامية والأمنية، لدعم الحكومة الليبية التي اختارها مجلس النواب، الممثل الشرعى للشعب الليبى، بالتوافق مع المجلس الأعلى للدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى