منار الكيلاني- وكالة AAC الإخبارية
حثنا الإسلام على تشجيع الأطفال على الصيام وتعريفهم به لأنه فريضة أساسية في أركان الإسلام.
في هذا الصدد تقوم العائلات الجزائرية بأعمال فريدة لتشجعيهم وحثهم على الصيام.
تقام للأطفال في المدن الجزائرية الذين يصومون لأول مرة، احتفالات خاصة من طرف أسرهم، حيث يجري إعداد مشروب خاص يتم تحضيره بالماء والسكر والليمون مع وضعه في إناء بداخله خاتم من ذهب أو فضة، وذلك لتشجيعهم على الصوم ودفعهم للمواظبة على أداء هذه الفريضة، والبنات يلبسنهن افضل ما لديهن من البسة ويجلسن كملكات وسط احتفال بهيج بصيامهن.
قبل أن يتناول الطفل ذلك العصير، تبادر أمه أو جدته بإلقاء خاتم من الذهب والفضة داخل كأس العصير كرمز للصفاء والنقاء، وهي قيم تحرص العائلة على أن يدركها الطفل؛ لكي يتعلم منها معنى إخلاص الصيام للمولى عز وجل.
وفي بعض المناطق يُطبخ له “الخفاف”؛ وهو نوع من فطائر العجين المقلي في الزيت؛ أو “المسمن” وهو أيضاً فطائر عجين مرقق تُطبخ في قليل من الزيت، وعادة ما تُطبخ هذه الفطائر عند أول حلاقة للطفل الذكر، أو ظهور الأسنان الأولى له، وعند أول دخول للمدرسة.
وتختلف عادات الاحتفال بهذا اليوم حسب اختلاف مناطق الجزائر، وفي الغالب يتناول الطفل الصائم لدى إفطاره كوباً من “الشربات”؛ وهو عصير تقليدي يُحضَّر عن طريق الماء وماء الزهر والليمون والسكر مع إضافة مسحوق الحليب والفانيلا.
من العادات المميزة في الجزائر تلك التي يرافقها صيام الأطفال لأول مرة، حيث يكون لهم تقدير خاص واحتفال مميز يختلف من مكان إلى آخر ولكن يميزه رفع الطفل إلى مكان مرتفع وقت الإفطار حتى يشعر بالتقدير.
وعلى مدار الشهر، يعامَل الطفل الصائم معاملة الملوك والأمراء، وتتم تلبية كل طلباته؛ ترغيباً وتحبيباً له في الاستمرار في أداء فريضة الصيام
حيث يُعتبر تعويد وتعليم الطفل الصغير الصيام إحدى أبرز العادات المتوارثة أباً عن جد، فصيام الطفل في الموروث الاجتماعي الجزائري، هو “أحد أساليب تربيته على الصبر وعلى اكتساب مظاهر الرجولة “؛ لذلك يُعتبر صيام الطفل يوماً كاملاً دليلاً على انتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج والإدراك، ما يفسر سعي الوالدين إلى إشعار أبنائهم بأهمية الصيام في حياتهم.
بالنسبة للسابع والعشرين من رمضان فيختص بعادة خاصة، حيث تقوم الأسر بختان أبنائها أو ما يعرف عند العامية بـ”الطهارة”، وذلك في جو احتفالي بحضور أفراد وأقارب العائلة.
أما عن إحتفالات الأطفال:
تبدو مظاهر السرور والابتهاج بمقدم شهر رمضان لدى الأطفال في الشوارع، وإن كان معظمهم لا يصومون، وإنما يحتفلون بشهر تكثر فيه الحلوى، وتقل فيه الشكوى، وتجود به الأيدي بالنقود والعطايا والهبات.
يتحلق الأطفال في الشوارع والساحات العامة، ممسكين أيادي بعضهم يؤدون رقصة شعبية، رافعين أصواتهم بأناشيد ترحب بقدوم الشهر الحبيب. كما يرددون بعض الأهازيج التي تتوعد المفرّطين، مثل: «يا واكل رمضان يا محروق العظام». ويسمح للأولاد -على غير المعتاد- بالخروج ليلاً في رمضان، والبقاء خارج المنزل حتى وقت متأخر لمزاولة احتفالاتهم وألعابهم وأناشيدهم، وهم في غير رمضان لا يسمح لهم بالخروج من منازلهم بعد المغرب.
أعمال خيرية:
وتحرص الجمعيات الخيرية على جمع المواد الاستهلاكية الضرورية ووضعها في طرود خاصة تُسمى قُفة رمضان، يتم توصيلها للعائلات الفقيرة والمعوزة، وهي العملية التي تقوم بها أيضاً الحكومة على مدار الشهر بتخصيص طرود غذائية بقيمة خمسين دولاراً للطرد الواحد.
أما بالنسبة للمحتاجين أو عابري السبيل، فتنظم عدد من الجمعيات موائد الرحمان لإفطار الصائمين، فيما تتكفل أخرى بتوزيع قفة رمضان، التي تحتوي على مجموعة من المواد الغذائية.