وصف مهدي النمر خبير الشؤون الإيطالية من روما زيارة المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي لإيطاليا بأنها تعكس الرؤية الواقعية لحكومة أقصى اليمين الحاكمة الآن في روما بزعامة جولجيا ميلوني في التعامل مع المشهد الليبي خاصة وأن المشيرحفتر بات رقما كبيرا ومهما في المعادلة السياسية والعسكرية في البلاد مضيفا أن هذا التغيير في الموقف الإيطالي بمثابة إعادة تموضع للسياسية الإيطالية في ليبيا التى كانت تعتبر المشير حفتر خصما سياسيا لا يمكن التعامل معه في السابق .
وأشار النمر في تصريحات خاصة ل ” وكالة AAC الإخبارية ” أن رؤية الحكومات الإيطالية المتعاقبة كانت تقديم كل أشكال الدعم لطرابلس والميليشيات المسلحة في الغرب الليبي في مواجهة الشرق والجيش الليبي مؤكدا أن هذة الزيارة والتى لم يعلن عنها من قبل تشير إلى الأولوية القصوى التى توليها حكومة ميلوني بملف الهجرة غير الشرعية خاصة عقب تحقيقها وحزبها فوزا انتخابيا تحت شعار وقف الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط لكن وخلال الأشهر الماضية أخفقت الحكومة الإيطالية في كبح جماح الأعداد المتزايدة للهجرة غير الشرعية عبر المتوسط وبالتالي يعد ذلك تهديدا لها ولمستقبلها السياسي ولشعبيتة ميلوني .
وذكر النمر أن من بين الملفات التى ناقشها كبار المسئولين الإيطالين مع المشير حفتر عمل الشركات الإيطالية في ليبيا وعلى رأسها مجموعى إيني كما تطرقت المباحثات إلى الصراع الدائر في السودان وتأثيرة على الأمن القومي الليبي وإحتمالية تدفق ملايين السودانين كمهاجرين غير شرعين ولاجئين
إلى ايطاليا .
ونوة النمر أن زيارة المشير حفتر إلى روما تشيرإلى تغير كبير في خط السياسة الإيطالية في المنطقة حيث تأتي بعد عودة الحرارة في العلاقات المصرية الإيطالية وبعد زيارات قامت بها ميلوني إلى الجزائر وتونس التى قدمت روما إلى خفر سواحلها مساعدات بقيمة 10 ملايين يورو لمكافحة الهجرة غير الشرعية وبعد تقديمها دعما لوجيسيتيا للجماعات المسلحة في الغرب الليبي لتأمين السواحل الليبية وتساءل النمر هل يمكن لروما منح المشير حفتر معدات لتأمين الشرق الليبي من تدفق المهاجرين ؟
وأردف النمر أن روما فتحت مسارات جديدة للتعامل مع تركيا التى قال إنها اكتسبت نفوذا كبيرا في طرابلس والغرب الليبي على حساب نفوذ روما والتى ترى في النفوذ الفرنسي في ليبيا خطرا عليها .