رمضان 2021

أجواء عربية وهندية.. طقوس مميزة لرمضان بماليزيا 

منار الكيلاني – وكالة AAC الإخبارية 

تقع ماليزيا في جنوب شرق آسيا حيث أن معظم سكانها من المسلمين مع وجود بعض العقائد التي تنتشر بجوار الإسلام، هي دولة متحضرة إلى حد كبير وللمسلمين بها عادات وتقاليد خاصة والتي تعتبر من التقاليد الشعبية.

انتشر الإسلام في ماليزيا عن طريق التجارة وأهم مسجد بها هو “المسجد الوطني” في العاصمة كوالالامبور الذي يتسع لـ 15 ألف مصل. تبلغ نسبة المسلمين في الدولة قرابة 60%.

استقبال رمضان

يقوم وزير الشؤون الدينية بنفسه بالتماس هلال رمضان وتصدر وزارة الشئون الدينية بيانا تعلن فيه عن بداية الشهر الكريم ثم يذاع الخبر وتقوم الإدارات المحلية بتنظيف الشوارع وتهيئتها لاستقبال رمضان ونشر الزينة المعلقة في الشوارع الرئيسية.

بعد ذلك يسرعون الماليزيون في شراء احتياجاتهم من الغذاء. ومن العادات الرمضانية هي الضرب على الدفوف في بعض الأقاليم.

 يقبلون المسلمون جميعهم على الصلاة في شهر رمضان، ويتم إشعال البخور ورش العطور في المساجد وتنظِّم الدولة مسابقات حفظ القرآن بين كل مناطق البلاد وتوزع الجوائز في النهاية في حفل كبير على الفائزين وعلى معلميهم أيضا.

رمضان بنكهة عربية

تحرص الدولة الماليزية على استضافة أئمة من المملكة العربية السعودية لإمامة الناس في صلاة التراويح في المساجد الكبيرة.

تشارك الجاليات العربية والإفريقية في الإفطار الجماعي في ماليزيا وتنظيم الحفلات الدينية وحلقات تحفيظ القرآن والدروس الرمضانية كما يحرصون علي اداء صلاة التراويح سويا وقيام الليل.

عادات وتقاليد

يزين الماليزيون بيوتهم بالأنوار وتنتشر في شوارعهم الأسواق الشعبية المسماة بـ “بسار رمضان” وتعني سوق رمضان يباع فيها ما لذ وطاب من الاطعمة كما تتسابق المطاعم والفنادق على تنظيم موائد الرحمن.

وفي يوم رمضان يتكدس الصائمين أمام المساجد في طوابير لتوزيع “بوبور لامبوء” وهي وجبة ماليزية شعبية عبارة عن عصيدة أرز باللحم والتوابل وتوزع هذه الوجبة في رمضان فقط طبقا لعادة الماليزيين وينتشر بائعى البلح والياميش بكل أنواعه واللافت أن شعب ماليزيا لا يهتم بتناول الإفطار خارج المنزل في شهر رمضان  ويفضلون قضاءه بشكل أسرى مع عوائلهم.

يحرصون الصبية على ارتداء ملابسهم الوطنية ويضعون على رؤوسهم القبعات المستطيلة الشكل في حين أن الفتيات يرتدين الملابس السابغة الطويلة الفضفاضة ويضعن على رؤوسهن الحجاب الشرعي.

المسحراتي

يعتمدون الماليزيين على المسحراتي في استيقاظهم لتناول السحور ومن عاداتهم هناك أن يتناولوا بعد السحور مشروبا يسمى ( الكولاك ) وهو شراب يساعد على تحمل العطش، ويدفع الظمأ عن الجسم في نهار رمضان بالإضافة إلى  أنه يزود شاربه بطاقة وقوة خاصة.

المائدة الماليزية

ويُعد الأرز هو الطبق الأساس والأهم، ويكون إلى جانبه اللحم أو الدجاج، وبعد الإفطار يفضل الجميع شرب القهوة الخفيفة أو الشاي.

وتتميز هذه المائدة بالدسامة ومن أشهر الأطعمة التي تحضر في شهر رمضان وجبة “الغتري مندي” والتي تعتبر الطبق الماليزي الأشهر، وكذلك “البادق” المصنوع من الدقيق، وكذلك “التافال” المصنوع من الأرز بجانب التمر والأرز واللحوم، وهناك الدجاج والأرز إلى جانب التمر والموز والبرتقال.

وتجد الكباب والشاورما والقطايف وعش الغراب وغيرها مطبوخةً على طريقة الدول الأخرى ولكنها مكيفة على الطريقة والذوق الماليزي

كما يتولى كل منزل في القرية إطعام أهل قريته خلال يوم من أيام الشهر الكريم لزيادة التماسك والتراحم.

المساجد في ماليزيا

تكون الدعوة عامة ومفتوحة للجميع للمشاركة في تناول طعام الإفطار في المساجد وبعد الانتهاء من صلاة المغرب يذهب المصلون إلى تناول وجبة الإفطار الأساسية مع عائلاتهم وذويهم في بيوتهم، ثم يخرج الجميع لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد.

ويصبح الشغل الشاغل للجميع في رمضان وهو القرآن وارتياد المساجد والتقرب إلى الله. 

يحرص الغير مسلمين في ماليزيا على عدم تناول الطعام أو الشراب في نهار رمضان أمام المسلمين احتراما لحرمة الشهر الكريم وكثيرا ما يدخل العديد من أتباع الديانات الأخرى في الإسلام أثناء احتفال المسلمين بنهاية الشهر الكريم.

ويقدم بعض المساجد “بوبور لامبوق” للمسلمين مجانًا، وهي عبارة عن حساء الأرز مخلوطا بالبهارات الخاصة واللحوم والخضراوات المختارة، ولا يظهر هذا النوع غالبًا إلا في رمضان.

يلتزم بعض المسلمين في مساجد ماليزيا بتقديم التمور وماء زمزم والقهوة والشاي لإخوانهم بنظام خاص واستقبال حارّ، ولا تجد مثل هذه الظاهرة الحميدة والمحببة للنفوس والتي تبعث السرور والسعادة إلا في هذين المكانين الطاهرين مكة والمدينة.

توجد فی منطقة فدرال في كوالالمبور 70 مسجداٌ و 110 قاعات للصلاة. وفي منطقة بوتراجايا يوجد مسجدين و 14 قاعات للصلاة وهم من اکثر المساجد استعدادا لاستضافة المسلمين خلال شهر رمضان المبارك.

ميزة فريدة لشهر رمضان في ماليزيا هی رفقة مسلمين مختلفين ، خلقت الضمادات الهندية والصينية المختلفة جمالًا خاصًا في هذا البلد، الإضاءة الخاصة في الشوارع ومراكز التسوق في الثقافة الصينية، وهو أمر شائع جدًا، مع  ترتيبات الأزهار الخاصة المأخوذة من الثقافات الهندية، تخلق تأثيرًا جميلًا مع فرحة رمضان للسياح الأجانب في هذا البلد.

عيد الفطر

بالإشارة إلى أنه في التقويم الماليزي، يتم تقديم عيد الفطر باعتباره أكبر يوم في السنة و یسمي الشعب الماليزي هذا اليوم (هاري رايا). 

احدی الآداب الخاصة فی مالیزیا هی اقامة احتفالات عيد الفطر على المائدة المفتوحة وتغلق جميع أنحاء ماليزيا لمدة ثلاثة أيام، وفي هذا اليوم یقوم الأغنياء والأثرياء، مثل المسؤولين في البلاد، بنشر مفارش المائدة الكبيرة، ويمكن للناس الاستمتاع بالطعام على هذه المائدة بحضور المسؤولون بل وحتى رئيس الوزراء، ويمكن للناس التحدث إليهم إذا كان لديهم ما يقولونه. يعتبر المسؤولون من ملوك الدولة والوزراء إلى أعضاء البرلمان أنفسهم مضيفين لماليزيا في هذا اليوم الميمون، بل ويرتدون ملابس تقليدية ماليزية للحفاظ على طقوس ماليزيا التقليدية القديمة في عيد الفطر.

زر الذهاب إلى الأعلى